بعد أن أعدت لها والدتها الافطار وارتدت زيها المدرسي توجهت هايدي التلميذة بالصف الرابع الابتدائي الي مدرستها ووالدتها تراقبها بنظراتها وقلبها يهفو تحلم بأن تراها متوجهة الي الجامعة وظلت تنتظر عودتها بعدأن أعدت لها طعام الغداء الا أنها تأخرت عن ميعادها اليومي وبقلب الأم بدأت والدتها تخرج الي شرفة المنزل وتعود ودب القلق في صدرها علي ابنتها ومرت الساعة تلو الأخري ولكن دون جدوي فهايدي لم تعد ليجن جنون الأم التي قامت بالاتصال بوالدها الذي ترك عمله وعاد الي المنزل يطوي الأرض طيا ليسقط عليه الخبر كالصاعقة وتوجه الي مدرستها يسأل عنها كل من يقابه الا أن الاجابه كانت تزيده حيرة فالجميع لا يعلمون أين ذهبت لتنطلق أسرتها كلها بالشوارع تجوب المنطقة بحثا عنها سألوا كل زملائها ولكن لم يدلهم أحد عليها وكأن الأرض انشقت وابتلعتها فيهرول الأب والأم كالمجانين يجوبان الشوارع وكأنهما يبحثان عن ابرة في كوم من القش وسط السيقان والبشر الذين تعج بهم الشوارع يبحثان عن فلذة كبدهما يسألان كل من يعرفانه ومن لا يعرفانه وعيناهما تمحص كل شئ حولهما علهم يجدونها ومع مرور الوقت بدء الأمل في العثور عليها يتبدد واليأس يتسرب الي قلوب الجميع وفي الوقت الذي كانت أسرة هايدي قد فقدت الأمل في العثور عليها كانت غرفة عمليات النجدة بالجيزة قد تلقت بلاغا من سيدة بشارع العشرين بمنطقة فيصل بعثورها علي هايدي والتي علي الرغم من أنها في العاشرة من عمرها الا أنها كانت تجد صعوبه في النطق فلم تستطع أن تدلي سوي باسمها هي فقط مما وضع رجال الأمن بالجيزة في حيرة بالغة حيث توجهت سيارة الدورية الي مكان البلاغ وحاولوا الاستفسار منها عن مكان سكنهم الا أنها لم تتمكن من ارشادهم وعلي الفور أمر اللواء كمال الدالي مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة بسرعة اعادة الطفلة الي أسرتها لتقوم الشرطة بدورها الاجتماعي فهي لا تطارد المجرمين فقط بل انها في خدمة الشعب ومع بكاء هايدي ارتجفت قلوب الضباط بعدما شعر كل منهم بأنها ابنته وبعد أن قام أفراد الدورية الأمنية بالمرور علي المدارس الموجودة بالمكان الذي عثر به علي الطفلة في محاولة للتوصل الي محل اقامتها بعد فشلها في اخبارهم تأكدوا أنها لا تقيم بمنطقة فيصل وعلي الفور قام اللواء محمد الشرقاوي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة باخطار غرفة عمليات وزارة التربية والتعليم في اصرار علي التوصل الي أسرة هايدي بعدما أحسوا بما يعانونه بعد تأخرها عن العودة الي منزلها ليتشابه اسمها مع اسم تلميذة باحدي المدارس بمنطقة امبابة وعلي الفور توجهت سيارة الدورية بالطفلة الي تلك المدرسة الا أنه تبين أنه تشابه في الأسماء ومع ذلك لم يفقد رجال الأمن باشراف اللواء محمود فاروق نائب مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة الأمل في اعادة هايدي الي أسرتها وكأنهم يحاولون كشف خيوط جريمة محكمة التنفيذ تم التنسيق مع مصلحة الأحوال المدنية حتي توصل العميد مصطفي عصام رئيس مجموعة الأمن العام بالجيزة الي أن والد هايدي يدعي محمد وتم تحديد منطقة سكنها بروض الفرج ليأمر اللواء مجدي عبدالعال مدير المباحث الجنائية بسرعة توجيه سيارة الدورية وبها الطفلة لتسليمها الي أسرتها التي خرجت وأبت العودة الا ومعهم ابنتهم فكيف يجلسون بالمنزل وقطعة من جسدهم غائبة فالآم تذرف أعينها دما والأب يجوب الشوارع بحثا عن ابنته حتي تمكن رجال الأمن من الحصول علي رقم هاتفه والاتصال به الا أنه لم يصدق ما سمعه فعاد الي المنزل بسرعة البرق وبصحبته زوجته يحتضنان ابنتهما هايدي ويبكيان بكاء شديدا بعد أن عادت اليهما ابنتهما التي فقدا الأمل في عودتها مرة أخري وشكرا رجال الأمن ودبت الحياة مرة أخري في البيت بعد ساعات من اليأس والحزن