مثيرة للجدل.. في حياتها وبعد رحيلها.. ستظل لغزا وحكاية يكتنفها الغموض, نجمة اسطورية استحقت أن تتحول سيرة حياتها الي فيلم سبنمائي وذلك بعد16 عاما من رحيلها.. ولأن حياتها القصيرة كثيرة في أحداثها المدهشة والمثيرة; تعرض الفيلم بشكل اساسي لجزء من حياتها الشخصية وهو ما رفضه البريطانيون لتناوله أسرار زواجها وعلاقاتها, كما لاقي انتقادات عدبدة بعد العرض الخاص به توترت بسببها بطلة الفيلم ناعومي واتس وقد كانت تتوقع ذلك. الفيلم يعرض السنوات الأخيرة من حياتها.. نتناول علي هذه الصفحة حياتها وصفاتها من زاوية أخري; وهي روايات الفنانين الذين نالوا شرف جلوسها أمامهم ليسجلوا ملامحها يصفونها عن قرب برؤية خاصة لفنان مبدع.. ز ز تعاطفت معها قلوب الناس في أنحاء العالم, فهي أميرة القلوب وصاحبة أجمل و أشهر وجه في تاريخ الأميرات.. ذلك الوجه الذي تكاد ملامحه تنطق بما تبوح به دقات قلبها, يحمل ابتسامة تضفي عليه سحرا و أنوثة وغموضا يزيدها جمالا علي جمال رغم ما تختزنه بين ضلوعها من شجن لم تخفه نظرات عينيها الجميلتين, ذلك الوجه الجذاب والمثير لأي مبدع أن يستل فرشاته و ألوانه تسجل ملامحه تتوجه تسريحة الشعر المميزة, إضافة إلي ذلك القوام الرشيق الذي تكسوه بأناقة وتناسق أزياؤها المتميزة واكسسواراتها الرقيقة و البديعة. وبعيدا عن قصة حياتها المعروفة للجميع والتي تضمنها كتاب أصدره اندرو مورتون مستعرضا مولدها بعد ظهر أول يوليو من عام1961, وأحداث طفولتها التي كانت قاسية للغاية وعائلتها, ولقاءها بتشارلز وغرامهما الذي كان شيئا غير عادي بعد اللقاء التاريخي الأول في نوفمبر من عام1977 وطريقها الي القصر, ليتوقف الزمن يوم29 من يوليو عام1981 عند زفاف القرن الذي شاهده العالم لحظة بلحظة, وعلاقته بكاميللا والتي القت بظلالها بقوة علي حياتهما الزوجية قبل ان تبدأ, مما حدا بديانا الي أن تفكر في الانتحار, وخفف عنهاحملها بوليام, ثم طفلهما الثاني هاري, لتبدأ نهاية زواج القرن العشرين الذي انتهي بالطلاق رسميا في ديسمبر من عام1992 وحتي وفاتها في حادث السيارة الشهير في31 من اغسطس عام1997 وقد بلغت من العمر36 عاما. هناك أسرار وحكايات يكشفها الفنانون الذين أسلمت لهم الأميرة بالجلوس أمامهم ساعات يجسدون شخصيتها بمظهرها الأنيق في مساحات متنوعة من اللوحات تخطت بعضها الحجم الطبيعي إلا أن ما اجتمعت عليه معظم اللوحات هو خاتم الخطبة الشهير الذي كان يتصدر اللوحة, فقد كانت ديانا حريصة علي أن يظهر في كل لوحة تجسد شخصيتها أو صورة فوتوغرافية تلتقط لها. لم ترفض أميرة القلوب طلبا لأي فنان يرغب في رسمها, فقد كانت تشعر بسعادة غامرة كلما جلست أمام أحد الفنانين, لتصبح ديانا صاحبة أكبر عدد من اللوحات الزيتية التي رسمت لها و الموجودة في قصر باكينجهام, وقد احتلت مكان الصدارة اللوحة التي رسمها الفنان جون ميرتون عام1985 وجسدها من خلال ثلاث زوايا مختلفة لتشهد تسجيل محبي ديانا كلمات الحب الغراء ووضع باقات الزهور بعد وفاتها. أما اللوحة التي استغرقت وقتا طويلا بلغ نحو ألف ساعة تلك التي رسمها الفنان هنري في عام1995 وكانت آخر لوحة ترسم لديانا وقد رسمها لصالح الصليب الأحمر وفاق حجمها الحجم الطبيعي, وقد جلست الأميرة مرات عديدة, ارتدت فيها فستانا أزرق بلون السماء وطوق رقبتها عقد من اللؤلؤ الطبيعي ذي عدة طوابق, يقول عنها الفنان جون: لقد كانت ديانا إنسانة فوق الوصف وصاحبة بصمة إنسانية لا تنسي, وقد تابعت خطواتها وهي تقدم خدماتها في الصليب الأحمر من أجل المعوقين و المرضي من الأطفال. لقد كانت الأميرة ديانا تقوم بالإشراف علي العديد من المراكز التي كانت توفر الرعاية الكاملة للمرضي والمحتاجين والأيتام من الأطفال, وكانت لوحاتها تتصدر تلك المراكز, ومن بينها اللوحة التي رسمها الفنان دوجلاس أندرسون ز علي جمع التبرعات لمرضاها, وقد رسمها الفنان عام1992 بعد عدة جلسات استغرقت عدة أسابيع, رسمها جالسة بين المروج تحيطها زرقة السماء وتلاطم أمواج السحب, تبدو حزينة بصورة لافتة للنظر, ترتدي فستانا قرفريا من القطيفة. لقد جسدت هذه اللوحة تلك المعاناة التي كانت تعانيها ديانا خلال تلك الفترة و التي حدث بعدها الانفصال بصورة رسمية في ديسمبر من عام1992, وقد علق الفنان أندرسون قائلا: لقد كانت هذه الفترة من أسوأ فترات حياة ديانا الزوجية, وقد كانت تخفي وراء رقتها و أنوثتها المتدفقة وجمالها حزنا دفينا, ولم يكن بإمكاني إلا أن أسجل بفرشاتي تلك الملامح الحزينة التي استشعرتها, محاولا أن أكون أمينا في التعبير عن الواقع دون تزييف. الرسام الرسمي الشهير زوهار حظي برسم الأميرة ديانا بعد أن بلغت التاسعة والعشرين من عمرها و أصبحت في أوج جمالها ونضجها, وهذه اللوحة هي الوحيدة التي تجسد ديانا في مظهرها الملكي, فقد رسمها في صيف عام1990 جالسة بزيها الأسود الشهير في أحد صالونات قصر كينجستون, وقد علقت الأميرة ديانا علي اللوحة بعد أن أبدت إعجابها بأسلوب وخطوط الفنان قائلة: إنني أشعر أن الأنف في هذه اللوحة يبدو وكأنه أنفي الطبيعي ارتدت ديانا التاج في اللوحة التي رسمها الفنان ديفيد هانكستون عام1992 بعد أن جلست أمامه ساعات طوال دون ملل, رسمها جالسة في حديقة وقد أضفي عليها مناخا رومانسيا حيث رسم ومن خلفها البحر تتهادي أمواجه في دلال, فقد كان الفنان يعمل بحارا ويعشق رسم البحر في كل لوحاته, ترتدي الأميرة في هذه اللوحة فستانا اختارته هي كانت قد ارتدته في إحدي المناسبات الخيرية وهو من تصميم بيت أزياء كاثرين ولكر ز ضمن مجموعة من الأزياء, وتم تخصيص ثمنه للأطفال المصابين بالإيدز, وقد رسم هانكستون هذه اللوحة بعد عودة ديانا من الهند ورسمها أيضا أمام تاج محل بناء علي رغبتها. وفي استرخاء تام رسم الفنان ريتشارد فوستر أميرة ويلز تجلس وسط الوسائد ترتدي فستانا أنيقا بلون السيمون تبدو عليها ملامح الطفولة و البراءة وذلك عام1986, جلست ديانا أمامه ثماني جلسات استغرقت الجلسة نحو الساعتين, يقول فوستر: لقد لعب الحظ دوره لكي أقوم برسم الأميرة في مرحلة متقدمة من رحلة حياتها الزوجية, ووجدتها لبقة, متحدثة, أنيقة, كريمة ومتفتحة علي العالم الخارجي, غير مقيدة بتقاليد العائلة المالكة في صرامتها, لذلك رأيتها مختلفة كثيرا عن بقية أفراد الأسرة في طباعها وكذلك في أسلوب معاملتها للآخرين. وقد رسمها في هذه المرحلة العمرية الفنان اميللي باتريك ز شعرها في نهاية ذلك العام(1986) الذي انطلقت بعده إلي عالم الأنوثة النضوج, رسمها جالسة في أحد أركان قصر كينجستون تطالع بعض الأوراق, وقد وضعت قبعتها علي المنضدة المجاورة وقد استطاع الفنان اميللي باتريك أن يرسم الأميرة ديانا في لوحة اختلفت عن بقية اللوحات التي رسمت لها, فقد رسمها ترتدي زيا بسيطا هو زي رياضة البولو تجلس وقد وضعت ساقا علي ساق بكل وقار وثقة بالنفس في أحد أركان قصر كينجستون, جسد الفنان بعيونها الزرقاء معالم جمالها و أنوثتها. وتتصدر قصر كينجستون لوحة شهيرة وضع لمساتها الفنان نيلسون شاتكسس جلسات أمام الفنان استغرقت نحو خمسين ساعة, وقد أظهرها رقيقة وقوية في نفس الوقت, واختارت الخلفية بنية اللون تبدو وكأنها واقفة أمام الباب, وقد كانت ديانا تعتز بهذه اللوحة بدرجة كبيرة, وكانت ترغب في أن تتصدر هذه اللوحة إحدي المؤسسات الخيرية التي تقوم برعايتها أيضا حتي يشاهدها أكبر عدد من الناس, يقول الفنان نيلسون شاتكس عن الفترة التي قضاها ليرسم فيها الأميرة: شعرت مع ديانا أنها إنسانة وشخصية لا يمكن أن أنساها وتعتبر عملة نادرة, جذبني حديثها ولباقتها, فقد كانت تتمتع بروح مرحة مؤثرة نشيطة مقنعة, ولاهتمامها بالفن دعوتها أكثر من مرة لزيارة المتاحف, إنها شخصية غير عادية ورغم ملامح الحزن التي ارتسمت علي ملامح وجهها إلا إنها كانت تتمتع بشحنة هائلة من التفاؤل لا تستسلم لليأس, لقد كانت شخصية قوية جبارة لم أقابل مثلها من قبل ومازالت عيونها تعلق بذاكرتي ويضيف الفنان: لقد ناقشت معها نوع موديلات الفساتين التي يمكن أن ترتديها حتي أرسمها وقد اقتنعت بآرائي حينما طلبت منها ارتداء بلوزة شيفون بيضاء بكرانيش واخترت أن يطوق عنقها عقد بلون التركواز, كما اخترت قماش الجونلة التي ارتدتها في هذه اللوحة التي يمتزج فيها اللونان الأخضر و الأزرق وهذا الزي كان أيضا من بيت أزياء المصممة الشهيرة كاترين ولكر و قد أعدته في زمن قياسي, وفي فترة رسم نيلسون لهذه اللوحة رافقته زوجته حيث كانت تقوم علي توفير مطالب زوجها وديانا طوال فترة جلوسها أمام الفنان وهي حافية القدمين بعيدا عن قيود الملكية وتقاليدها الصارمة. من أجمل لوحات الأميرة الراحلة ديانا تلك التي رسمتها الفنانة سوزان رايدر عام1982 بناء علي طلب الأمير تشارلز الذي أراد أن يضمها إلي مجموعة اللوحات التي يرغب في الاحتفاظ بها وكانت الفنانة أول من رسم لوحة زيتية لديانا بعد أن أصبحت زوجة لولي عهد المملكة المتحدة عقب الزواج الذي تم في يوليو من عام1981 وقد جلست أميرة ويلز أمام الفنانة سوزان رايدر أربع مرات وقد رسمتها بفستان الزفاف الذي ارتدته في جلستين من الأربع جلسات, جسدتها الفنانة بهذا الفستان الذي جذب أنظار العالم كله وكأنها أميرة من عالم الأساطير وأظهرتها بسيطة حالمة غير متكلفة. تقول سوزان رغم ارتباطي بالسفر للخارج أثناء رسم اللوحة فقد حرصت علي الانتهاء منها في أكثر وقت ممكن, وكانت الأميرة ديانا مقدرة لظروفي واهتمت بمساعدتي بإنهائها في الوقت المناسب لظروفي, وقد كانت تتمتع بصفات طيبة أحبها الجميع منذ بدأت خطواتها الأولي إلي قصر باكينجهام ولم تتغير حتي انتهاء حياتها.