الأهلي والقطن في صراع الأمتار الأخيرة.. من يحجز مقعدا بنهائي دوري الأبطال

وسط مطالب الملايين بالحفاظ علي سمعة الكرة المصرية في آخر المحافل الدولية والقارية.. يستضيف الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي في الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم باستاد الجونة نظيره القطن الكاميروني في لقاء الإياب بالدور قبل النهائي لدوري الأبطال الإفريقي بعد أن تعادلا في مباراة الذهاب التي أقيمت بجاروا إيجابيا1-1 بعد أن كانت الأمطار والرياح الشديدة سببا في إعادتها مرة أخري عقب إلغاء الحكم لها قبل نهايتها ب25 دقيقة فقط.
وبرغم أن حظوظ الأهلي تبدو هي الأقوي لعوامل عديدة منها النتيجة الجيدة التي حققها في لقاء الذهاب وإقامة المباراة بمصر والفارق في عاملي الخبرة والمهارة لمصلحة أبناء الرداء الأحمر, فإن المواجهة لن تكون سهلة علي الإطلاق بسبب ما خلفته مباراة غانا الشهيرة وسداسية كوماسي, سواء علي التشكيل الرئيسي للأهلي الذي يعد هو القوام الحقيقي لمنتخب بلاده من حالة نفسية سيئة, بالإضافة لما زادته من مسئولية علي القلعة الحمراء من مواجهة دورها الحقيقي, وهو الدفاع عن اسم الكرة المصرية في المحافل الدولية.
ولعل حادثة الرجل المسن الذي قال لبعض أفراد بعثة الفريق الأحمر هنا بالجونة تبرز ذلك بوضوح, حيث ذكر لهم أن التاريخ دوما يبرز مقدرة الأهلي علي الدفاع عن اسم مصر في كل المحافل التي يشارك فيها وسط إخفاقات الآخرين وأولهم المنتخب الوطني الذي لا يكون جيدا وقويا إلا في حالة تقديم الأهلي لمستوي متميز, وأضاف المسن أن الجماهير تحملكم مسئولية اللقب الإفريقي برغم معرفتنا بأنه إعجاز أن تحقق في زمن لا يعترف بحقبة الأساطير بعد توقف النشاط الرياضي تماما, وأوضح أن ما عليهم هو تحقيق الأداء الجيد المصبوغ بالحماس الشديد المتولد من نخوة المصريين وروح الفانلة الحمراء التي يعرفها القاصي والداني ثم ترك النتيجة بيد الخالق وهو لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ولذا يسعي رفاق أبو تريكة في حفظ ماء الوجه وما تبقي لهم من سمعة علي المستوي القاري من خلال عبور عقبة القطن وخطف إحدي بطاقتي النهائي الإفريقي وحجز مقعد في ختام أهم البطولات السمراء علي مستوي الأندية.
وتبدو الظروف مهيأة تماما لأبناء قلعة الشياطين في تقديم عرض قوي والتأهل للنهائي من حيث الجاهزية الفنية والأفضلية برغم حالة الضغوط النفسية التي يعانيها البعض بسبب نتيجة مباراة غانا, وأحسنت لجنة الكرة برئاسة حسن حمدي في الاجتماع بلاعبيها قبل السفر للجونة, وهو ما كان له مفعول السحر في التدريبات التي سبقت مباراة اليوم, حيث بدا الجميع في صورة أفضل وتعافوا سريعا من حالة الإحباط واليأس عبر كلمات ذهبية خرجت من رئيس الأهلي ونائبه محمود الخطيب لتصل لقلوب اللاعبين بشكل صحيح, بالإضافة لجهود محمد يوسف المدير الفني ومعاونيه أحمد أيوب وعلي ماهر وطارق سليمان في عقد جلسات نفسية فردية وجماعية لمحو آثار الهزيمة القاسية.
وحرص يوسف علي تحذير لاعبيه من النتيجة الخادعة التي انتهي إليها لقاء الذهاب بالتعادل الإيجابي خلال المحاضرة الأخيرة التي عقدها معهم لشرح الدور الفني لكل منهم, وقال لهم إن القطن الكاميروني ليس لديه ما يخسره, فقد تعادل علي أرضه وجاء إلي هنا ليفوز لأن أي شئ آخر يعني خروجه من منافسات البطولة, وهو ما لا يريده, لذا يجب أن نكون حذرين ونتعامل مع المباراة بمنتهي الجدية والقوة وضرورة إحراز هدف مبكر لقتل المباراة تماما وإخراج المنافس من المباراة.
ولعل التدريبات الأخيرة تكشف عن أن المدير الفني لن يغير كثيرا من تشكيلته بعد أن بات شريف إكرامي جاهزا لخوض المباراة بسبب الكورس العلاجي المكثف الذي خضع له تحت إشراف الدكتور إيهاب علي رئيس الجهاز الطبي بالإضافة لحسام عاشور الذي يعاني جزعا في مفصل الكتف وبات أمر مشاركتهما في يد الجهاز الفني حسب تأكيدات الطبيب نفسه, وبرغم المجهود الكبير الذي يبذله عماد متعب المهاجم العائد فإن المؤشرات تؤكد صعوبة الدفع به من البداية وربما يكون له دور في جزء من المباراة كونه غائبا منذ فترة طويلة ويحتاج لمنحه حساسية المباريات, ولن تخرج تشكيلة الفريق عن شريف إكرامي في حراسة المرمي, وكل من سيد معوض ووائل جمعة ومحمد نجيب وأحمد فتحي ورامي ربيعة وحسام عاشور وعبدالله السعيد ووليد سليمان وأبو تريكة وأحمد عبدالظاهر, بالإضافة لوجود متعب والسيد حمدي وشهاب الدين أحمد وتريزيجيه للاستفادة منهم في أوقات المباراة.
علي الجانب الآخر, فإن فريق القطن الكاميروني ليس لديه ما يخسره وهو ما قاله صراحة المدير الفني سبستيان سابر للصحفيين عقب المران الأول لهم بالملعب الفرعي لاستاد الجونة.. لذا فإنه سيلعب المباراة بشكل متوازن ما بين الدفاع والهجوم حسب ما كشفت عنهم تدريباتهم واللعب علي الهجمة المرتدة لخطف هدف ثم الحفاظ عليه مع تقييد محمد أبو تريكة ووليد سليمان بالرقابة اللصيقة ووضعهما تحت الإقامة الجبرية بالملعب لأنهما مصدر خطورة الأهلي حسب تصريحات المدير الفني للقطن.