في واحد من أصعب الفترات التي مرت على الكرة المصرية في تاريخها الحديث يدخل بعد دقائق النادي الأهلي اختبارا صعبا للغاية أمام القطن الكاميروني في إياب الدور النصف النهائي لدوري أبطال إفريقيا على ستاد الجونة بالغردقة في غياب الجماهير. الأهلي حقق نتيجة جيدة للغاية في مباراة الذهاب بجاروا وتحدى ظروف لا تصدق وعاد بالتعادل بهدف وسط أجواء عصيبة وملعب سيء ومباراة أعيدت مرة أخرى بعد 24 ساعة فقط من لعب الفريقين ل55 دقيقة في اليوم الأول. وفي ظل الظروف الطبيعية فإن هذه النتيجة مع هذا السيناريو تجعل الأهلي مرشحا فوق العادة لعبور القطن والوصول للنهائي بل وبالاحتفاظ بلقبه ورفع الكأس للمرة الثامنة في تاريخه، ولكن المتغيرات الجوهرية التي ضربت الكرة المصرية بوجه عام والأهلي بوجه خاص ضاعفت من صعوبة اللقاء وحساسيته أيضا. فبين لقاءي الذهاب والعودة تلقى المنتخب الوطني صفعة موجعة في تصفيات المونديال وخسر بنتيجة من أكبر ما تلقى عبر تاريخه عندما استقبلت شباكه ستة أهداف من غانا، وكان اسم الأهلي حاضرا بقوة في تلك الفضيحة، حيث كان هناك ثمانية لاعبين من التشكيلة الأساسية من القوام الرئيسي للمارد الأحمر. حالة من الإحباط الشديد ضربت المعسكر الأحمر بعد الأداء المخزي لنجوم مثل وائل جمعة وشديد قناوي ووليد سليمان ومحمد نجيب وغيرهم في مباراة رديئة بكل المقاييس. ويعتبر الخبراء أن نقطة القوة الكبرى للنادي الأهلي التي دائما ما ترجح كفته وتعطيه ميزة إضافية على باقي منافسيه هو ثقة اللاعبين في أنفسهم وثقة الجماهير في الفريق، وهذه الميزة قد تعرضت لهزة عنيفة عقب مباراة غانا، وسيكون أمام اللاعبين امتحانا حقيقيا اليوم لإثبات قوة شخصيتهم وقدرتهم على العبور من تلك الأزمة الصعبة. الأزمة النفسية وحالة الإحباط التي يمر بها الفريق ليست العقبة الوحيدة في طريق الأهلي اليوم ولكن مضافا إليها الإجهاد الشديد لمعظم نجوم الفريق بعد أن لعبوا مبارتين تقريبا في الكاميرون، ثم عادوا إلى مصر ليطيروا مجددا إلى غانا ثم العودة والانتظام في معسكر الأهلي في القاهرة وبعدها الجونة في فترة وجيزة للغاية، إلى جانب الإصابات التي عانى منها عدد من نجوم الفريق أبرزهم الحارس شريف إكرامي ولاعب الوسط حسام عاشور اللذان تحوم حول مشاركتهما في المباراة شكوك كبيرة. ومع توالي الصدمات على الفريق الأحمر جاء الخبر غير المتوقع مساء أمس السبت عندما فجر أورلاندو بيراتس مفاجآة مدوية وخطف بطاقة العبور الأولى للنهائي الإفريقي من قلب تونس وبعد أن انتهى اللقاء الأول في جوهانسبرج بالتعادل السلبي تعادل أورلاندو في المنزه بهدف وحقق الفوز، ليزيد ذلك من دوافع القطن في تحقيق نتيجة إيجابية هو الآخر، لا سيما وأن المباراة ستقام خلف أبواب مغلقة وفي ملعب شبه محايد. وفي ظل كل تلك الصعاب تبقى نقطة ضوء للأهلي ومزايا تجعله برغم كل ذلك المرشح الأكبر لتحقيق الفوز خاصة وسط الرغبة الجارفة لدى جميع اللاعبين في محو الصورة السيئة والاستفاقة ومصالحة الجماهير، وإثبات أن مباراة غانا لم تكون سوى كبوة، ولن تمحي التاريخ الكبير للمارد الأحمر. المباراة ستنطلق في تمام الثانية والنصف ظهرا وحتى هذه اللحظة لن يحضرها المدير الفني للفريق محمد يوسف بسبب العقوبة الموقعة عليه من قبل الاتحاد الإفريقي "كاف". ومن المنتظر أن يبدأ الأهلي بتشكيل مكون من شريف إكرامي في المرمى وأمامه الرباعي سيد معوض وسعد سمير ووائل جمعة وأحمد فتحي، وفي الوسط شهاب الدين أحمد ورامي ربيعة خلف الثلاثي أبوتريكة ووليد سليمان وعبد الله السعيد وفي مركز رأس الحربة أحمد عبد الظاهر، فيما ستشهد دكة البدلاء عودة النجم عماد متعب بعد طول غياب.