أفردت الصحف الغانية مساحات واسعة للاحتفال بالانتصار التاريخي لمنتخبها علي مصر بستة اهداف مقابل هداف, خاصة انه اكبر فارق من الاهداف في تاريخ لقاءات الفريقين بل انه ثاني اكبر انتصار في مسيرة النجوم السوداء حيث لا يسبقه سوي فوزها علي ليسوتو7/1 غانا تسحق مصر.. كان هذا العتوان الرئيس لمعظم وسائل الاعلام الغانية سواء المكتوبة او الالكترونية.. فقد اشارت الي ان منتخب النجوم السوداء قدم ملحمة تارخية خلال المباراة وكشف عن المستوي الحقيقي للفريق ونجومه وقدموا درسا واقعيا في فنون اللعبة علي مدار الشوطين, وايضا اظهروا الفارق في كل شيء بين الجانبين. واضافت ان المباراة كانت تقريبا من جانب واحد, فلم يكن هناك وجود ملموس من المصريين علي مدار الشوطين وانه لولا مساندة الحظ لانتهت المباراة بنتيجة أثقل من ذلك بمراحل, خاصة في ظل التفوق الواضح من الحارس شريف اكرامي وانقاذه العديد من الاهداف حتي قبل خروجه من الاصابة. وقالت وسائل الاعلام أن كتيبة كوايسي ابياه المدير الفني اثبتت انها الاحق بالصعود للمونديال للمرة الثالثة علي التوالي, وانها ترجمت تفوقها بهذا الفوز الكبير, وان اللاعبين كانوا عند حسن ظن الجماهير الغفيرة التي احتشدت بهم مدرجات استاد بابايارا, وان الشوارع لم تنم بعد المباراة احتفالا بضمان الصعود وايضا بالفوز الكبير علي المصريين. واشارت الي ان هذا الملعب شهد منذ25 عاما نفس السيناريو تقريبا ولكن علي مستوي الاندية الغانية ومصر, فقد الحق اشانتي كوتوكو الهزيمة بالزمالك بخمسة أهداف مقابل هدف في دوري ابطال افريقيا, ليصبح بابايارا جحيما للمصريين سواء علي مستوي الاندية أو المنتخب. في نفس الوقت فان وسائل الاعلام العالمية اصابتها حالة من الذهول بعد الهزيمة الساحقة لمتنتخب الفراعنة, فقالت محطة بي بي سي أن المنتخب الغاني حسم الامور بشكل يعتبر شبه نهائي في معركة الصعود الي المونديال وان المصريين كانوا في اسوء حالاتهم دفاعا وهجوما, وبات امامهم جبل عليهم صعوده في مباراة العودة لو ارادوا التشبث بامل الصعود. واضافت بي بي سي ان المباراة كانت عبارة عن تفوق ساحق لاصحاب الارض واخطاء قاتلة للدفاع المصري وان النجم اسامواه جيان كان مفتاح الانتصار للنجوم السوداء, وان المباراة المقبلة في شهر نوفمبر ربما تكون تحصيل حاصل في ظل الفارق الكبير من الاهداف وايضا لتفاوت المستوي الفني والبدني بين الطرفين. والحديث عن خفايا واسرار فضيحة موقعة كوماسي لن ينتهي خاصة ان الجماهير تشعر بغصة ومرارة لم تصادفها من قبل, وتريد ان تعرف المسئول عما حدث.. هل هو الجهاز الفني بقيادة الامريكي بوب برادلي اما اتحاد الكرة برئاسة جمال علام وقيادة حسن فريد؟ واذا عدنا بالذاكرة قليلا للوراء فسنجد.. أنه في الوقت الذي ضرب فيه الجهاز الفني للمنتخب الوطني واتحاد الكرة اخماسا في اسداس حول اقامة لقاء ودي استعدادا لمواجهة غانا في المحطة الاخيرة لتصفيات كاس العالم, خاصة بعد اعتذار سيراليون.. فان الموقف كان علي خلاف ذلك تماما في نفس الجولة في تصفيات مونديال1990, وقبل اللقاء المرتقب امام الجزائر والذي كتب النهاية السعيدة للفراعنة بالصعود الي النهائيات بعد الفوز في مجموع اللقاءين بهدف للاشيء. لم ينتظر اتحاد الكرة وقتها برئاسة المرحوم حسن عبدون كثيرا لترتيب مباراة ودية قوية للفريق بعد التأكد من صدارته للمجموعة الثانية في26 اغسطس عام1989 برصيد ثماني نقاط عقب الفوز علي كينيا بهدفين للاشيء لكل من حسام حسن وهشام عبد الرسول, وبفارق نقطتين عن اقرب منافسيه وهو نظيره الليبيري.. فقد انطلق يجري اتصالاته بناء علي تعليمات الجنرال محمود الجوهري حتي يكون الاستعداد علي افضل صورة قبل مواجهة المحاربين علي ارضهم ووسط جماهيرهم, خاصة انه خاض قبلها اكثر من احتكاك قوي مثل تشيلي وخسر بهدفين وايضا فنلندا وفاز عليها بهدفين مقابل هدف. والغريب ان موقف منتخب مصر من الصعود هذه المرة كان واضحا من الجولة الخامسة وبعد الفوز في مباراتي موزمبيق وزيمبابوي, وانتظار قرعة العشرة الكبار لم يكن له محلا من الاعراب لانه كان من الممكن تجربة اكثر من مدرسة سواء من شمال القارة او جنوبها بدلا من الحسابات المرتبكة التي ادت في النهاية الي الغاء لقاء سيراليون.