قد تكون بالفعل هي أسوأ ليلة قضاها المنتخب الوطني منذ سنوات طويلة, بعد خسارته المذلة أمام غانا1-6 في أهم مباريات التصفيات المؤهلة إلي مونديال البرازيل . وحتي الخروج من تصفيات مونديال2010 علي يد الجزائر لم يشعر خلالها الجمهور المصري بهذه المرارة التي تذوقها وتجرعها ليلة أمس الأول وهو يري منتخب مصر يتلاعب به الغانيون وهو لا حول له ولا قوة. وكما لو كان اللاعبون مخدرين أو غائبين عن الوعي أو فقدوا الشعور بالمسئولية, كلها أمور تنطبق علي لاعبي المنتخب الوطني وجهازه الفني الذي لم يدرك حجم ومستوي منافسه جيدا ولم يضعه في قدره المناسب. لن نتحدث عن أخطاء التشكيل أو التكتيك لكن أين ذهبت الروح والإصرار الذي كان الجميع يتحدث عنها قبل المواجهة وحالة التفاؤل للتأهل إلي مونديال البرازيل بعد غياب سيمتد لما هو أكثر من24 عاما فقد أنتهي الأمل تقريبا, خاصة أن هذا الفريق بهذا الشكل لن يكون بالقدر الذي يجعله يسجل خمسة أهداف نظيفة في شباك فريق غانا القوي والمنظم, وهذا ليس تشاؤما بقدر ما هو الواقع الذي يجب أن نعترف به. وبطبيعة الحال سيطر الوجوم علي وجوه الجميع لاعبين وجهاز فني وحتي جماهير مصر التي حضرت المباراة وشجعت بحرارة حتي رأت فريقها ينهار فاستسلمت هي الأخري للأمر الواقع. واختفي اللاعبون عن الأنظار سريعا بعد المباراة ولم يظهر أي منهم في مقر إقامتهم حزنا علي ما لحق بهم من خسارة كبيرة لم يكن أكثر المتشائمين قد يتوقعها قبل اللقاء, بعدما دخلوا في فاصل من الشجار وكل لاعب يلقي باللوم علي الأخر كما لو كانت خسارة الفريق تهمة يبحث كل منهم عن فرد يتحملها وحده, وتناسو أنهم جميعا شركاء في الكارثة. وبرغم ذلك خرج منسق المنتخب وأكد أنها مجرد نرفزة ملعب عادية وكان اللاعبون يلومون بعضهم البعض علي الخسارة ولم تصل لحد الشجار كما يظن البعض. وكانت البعثة قد غادرت في ساعة مبكرة من صباح أمس مدينة كوماسي في طريقها إلي أكرا قبل ان تستقل رحلة الواحدة ظهرا وتصل القاهرة في السابعة والنصف مساء أمس, وكان الجميع يخشي لحظة الوصول إلي مطار القاهرة ومواجهة الجماهير والتعليقات التي سوف تنال منهم بطبيعة الحال, خاصة أن مباراة مصر مع غانا لم تكن مجرد مباراة عادية بل كان الجميع ينتظرها لتوحيد الشعب تحت فرحة واحدة وانتصار للكرة المصرية. وأوضح زكي عبد الفتاح مدرب حراس المرمي أن شريف إكرامي لم يكن مصابا قبل اللقاء ولعب اللقاء وهو سليم100% وجاءت إصابته خلال الهدف الثاني للمنتخب الغاني بعد أن قام وائل جمعة بالضغط. علي ركبة اللاعب ليصاب في الحال ولكنه تحامل علي نفسه من أجل استكمال المباراة قبل ان يتم الدفع بالحارس أحمد الشناوي, وطبيب الفريق أكد بعد اللقاء أن الإصابة خفيفة وسوف يطمئن علي اللاعب بعد أن يتم إجراء أشعة له. مما يفتح باب الشك أمام الإصابة وأن الحارس فضل الخروج بعد أن استقبلت شباكه أربعة أهداف وأنها وهمية, أما حسام عاشور فإصابته عبارة عن خلع في الكتف بعد أن تعرض اللاعب لكدمة قوية جدا ولم يستطع أن يحركه خلال اللقاء فتم استبداله. وتشير بعض المصادر من داخل المنتخب إلي أن الحارس شريف إكرامي بعد أن دخل مرماه الهدف الرابع وقبل أن تنتهي المباراة بنصف ساعة شعر من داخله بأن شباكه من الممكن أن تهتز بأربعة أهداف أخري أو أكثر وقد يكون ذلك نهاية سيئة للاعب مع المنتخب في المرحلة المقبلة. كما أكدت بعض المصادر هنا في كوماسي من داخل بعثة إقامة المنتخب أنه كانت هناك ضغوط كبيرة من جانب وائل جمعة كابتن المنتخب ومحمد أبوتريكة للضغط علي الجهاز الفني باستبعاد حارس الزمالك عبدالواحد السيد وضرورة الاعتماد علي الحارس شريف إكرامي من أجل هدف واحد فقط هو أن يرتدي شارة الكابتن وائل جمعة, كما لعب البعض دورا كبيرا لاستبعاد الحارس المخضرم عصام الحضري وعدم ضمه لصفوف المنتخب من جديد خاصة أن هناك أكثر من لاعب كان ضد عودته لصفوف المنتخب. ومن ناحية أخري وبعد أن أطلق الحكم المغربي بوشعيب الأخرس صافرته معلنا انتهاء اللقاء بالفوز التاريخي لغانا, لم يتمالك محمد صلاح لاعب المنتخب والمحترف في صفوف بازل السويسري نفسه حيث بكي بشدة داخل المستطيل الأخضر نتيجة تلك الخسارة التي لم يتوقعها وظل لفترة طويلة داخل الملعب لا يصدق ما حدث وانتهاء اللقاء بتلك النتيجة, وذهب إليه أحد أفراد الجهاز الفني وقام بتهدئة اللاعب.