وسط فرحة المصريين بعيد الأضحي المبارك وبعد الأضحية, والزيارات, تتوجه أفواج الأسر إلي نهر النيل, حيث النزهة علي الشواطئ, والاحتفالات التي تشمل الأتوبيس النهري العريق للفسحة في مناطق القاهرة الكبري شمالا وجنوبا. وذلك من خلال نحو40 أوتوبيسا نهريا, تستوعب نحو نصف مليون مواطن طيلة أيام عيد الأضحي الأربعة, لأنه رمز الفرحة وسط ألوان الأغاني والحفلات التي ينظمها الأتوبيس, حسب المستويات الاجتماعية. المهندس مجدي نوح, رئيس محطات الأتوبيس النهري, أكد أن الأوتوبيس يشهد إقبالا شديدا كل عام, وبرغم الأحداث الحالية, فإنه يستقبل أعدادا مضاعفة, تأكيدا للاستقرار وأمن البلد, فهو مجهز للحفلات والمنتزهات وحتي حفلات الزواج, لأنه يستوعب ما بين60 و120 فردا, فهناك نوع مغطي يستوعب العدد المعتاد, وهو للركاب, والمكشوف الذي يسمح بأعداد أعلي ويفضله الشباب والأطفال لرؤية الشواطئ والخضرة والنزهة وحسب المواطن, فهناك5 مراسي لحركة الأتوبيس النهري, وهي مرسي كوبري الجامعة, ومحطة الساحل, ومحطة مصر القديمة, ومحطة إمبابة, ثم محطة القناطر الخيرية. ويبدأ العمل صباحا من السابعة وحتي منتصف الليل في العيد فقط, أما في الأيام العادية, فيكون للثامنة فقط, وبسعر جنيهان للفرد, ويزيد سعر التذكرة إذا كانت المسافة تستغرق أكثر, إلي القناطر الخيرية, والتي يتجه إليها مئات الآلاف بالأوتوبيس النهري في الأعياد. وأشار مدير المحطات أو المراسي إلي أن الناس يفضلون الأتوبيس النهري لأسباب عديدة, منها تجنب صداع المدينة والازدحام والراحة النفسية بالبعد عن المباني والشوارع, ويتوافر به مقعد لكل مواطن أو راكب, ويلتزم بمدة الفسحة المحددة مسبقا, فالقصيرة تكون في حدود نصف ساعة في عرض النيل أو إلي أحد المراسي, وهناك أناس يدمنون ركوبه لهذه الأسباب, ولسهولة الوصول للأماكن مثل حديقة الحيوان لدي مرسي الجامعة أو المناطق المحيطة بها, أو مناطق الساحل, وأن هذا الإقبال جعل الحكومة تفكر جيدا في تطوير هذا القطاع التابع لهيئة النقل العام, وجعله مرفقا خدميا حقيقيا في النقل, وافتتاح15 مرسي جديدا ضمن التطوير والذي اعتمده محافظ القاهرة أخيرا, فإذا كان المترو أحد الحلول المهمة لمشكلة المرور, فإن الأتوبيس النهري لا يقل أهمية عنه لعدة أسباب, منها أن الأوتوبيس العادي يستهلك7 أمثال الأوتوبيس النهري من السولار, وهذا الاستهلاك يرفع نسبة التلوث علي مدي اليوم بالعاصمة وتوابعها, ذلك مع دور الأوتوبيس في زيادة أزمات المرور بوسط القاهرة, لذلك فالحل المقبل سيأتي من الأوتوبيس النهري, لأنه أقل تلويثا وإزعاجا, إضافة للراحة النفسية لراكبه, بعيدا عن الدخان والتوتر الذي يحاصره. ويضيف المهندس عاطف حتورة, المشرف علي الأتوبيس النهري, أن التطويرات تتضمن تحسين أداء الأوتوبيس ومد خدمته حتي جنوب حلوان, لتكون الخدمة مزدوجة شاملة15 محطة جديدة, إضافة إلي مثلها تعمل الآن, والعمل علي تشغيل الوحدات السياحية, وهي5 وحدات تستوعب الواحدة160 فردا في الرحلة, مائة في الدور الأول و60 بالأعلي, وعادة تكون خدمتها موجهة إلي القناطر الخيرية, وهي مؤمنة تماما ضد أي حوادث من حيث الصدامات والطوارئ التي نضمن منها سلامة الراكب تماما, فهناك مقاعد داخلية وصالون وتكييف كامل. وتبدأ الرحلة من هابي لاند بالمظلات لمدة ساعة ونصف الساعة, وهناك وحدات عادية للأتوبيس النهري بها مائة كرسي للوحدة, مغلقة من الأمام ومفتوحة من الخلف وتكون فسحتها عادة في المراسي القريبة وحول جزيرة الذهب, و14 أتوبيسا أخري مغلقة الأسطح, بها شبابيك للمشاهدة وتدور في حدود ثلث ساعة بالنيل, فهي خدمة مزدوجة للنقل والفسحة معا, وتدور بالراكب إلي حديقة الأسماك أو الحيوان بكوبري الجامعة وكلية الزراعة وجزيرة وردان, وتتوافر بها جواكت نجاة وأطواق نجاة للركاب, إضافة إلي قاربين حمولة كل منهما10 أفراد, مع توفير أفراد أمن يرافقون الأتوبيس ومدربين علي الإنقاذ والطوارئ, إذ أنه من المتوقع أن يصل عدد الركاب للأتوبيس نحو36 ألف شخص يوميا بعد تطوير هذا المرفق, حيث يصل حاليا إلي6 آلاف, بحيث لا يقتصر نشاطه الأساسي علي أيام الأعياد وشم النسيم, وأن تمتد الخدمة لمناطق ضعيفة الخدمات في المواصلات وعلي مسافة40 كيلومترا. وأشار إلي أن مرفق الأتوبيس النهري يحرص علي إحساس الناس بفرحة العيد وإسعادهم من خلال تنظيم حفلات داخلية يتولاها بعض الهواة, فضلا عن مظاهر الزينة والأغاني الشعبية والوطنية المحببة للمواطنين بحيث تكون مبهجة ومفرحة للجميع, خاصة الأطفال الذين يحسون بفرحة العيد أكثر من غيرهم.