رئيس هيئة النقل النهري: خط جديد يربط القناطر الخيرية بحلوان النيل متعة البسطاء والأغنياء في مصر.. علي ضفافه تحلو المسامرات، واستحضار الذكريات الجميلة، وما أحلي ارتياد مركب شراعي في النيل أو استقلال الأتوبيس النهري للاستمتاع بروعة (النهر الخالد). من ناحية واستخدامه كوسيلة مواصلات لها طابع خاص من ناحية أخري بعيدا عن الزحام المروري في الشوارع المزدحمة بالسيارات والمارة. رحلة واحدة بالأتوبيس النهري الآن قادرة علي تغيير رأيك وتصورك في هذه الوسيلة التي ربما استخدمتها من قبل أو راودت فكرك في خوض التجربة، فالحال تبدل كثيرا بسبب الإهمال الشديد الذي أصاب النقل النهري. ومع ذلك انتبهت الحكومة الجديدة إلي أهمية الأتوبيس النهري فقررت تطويرها لتدخل ضمن كتيبة النقل العاملة في خدمة المواطنين. ظهر الأتوبيس النهري لأول مرة علي ضفاف مياه النيل عام 2691 وكان تابعا لمحافظة القاهرة والتي استخدمته في نقل السياح الأجانب إلي المناطق السياحية القريبة من النيل في مصر القديمة والجيزة وبرج القاهرة، فكانت الشركات السياحية تضع الأتوبيس النهري دائما ضمن برامجها السياحية وكانت محطاته ضمن الدليل السياحي الذي يحتفظ به كل سائح أجنبي عند زيارته للقاهرة.. وفي عام 6691 تم نقل تبعية الأتوبيس النهري من محافظة القاهرة إلي هيئة النقل العام وهنا بدأت المأساة فأصبحت خطوطه متهالكة ويمر الكثير من المسئولين عليه ولا أحد يسأل عن حالته خاصة بعد أن تحول من مشروع سياحي إلي وسيلة مواصلات لابد أن تؤمن لأنها تحمل أرواح مواطنين. (آخر ساعة) قامت بجولة نيلية داخل الأتوبيس النهري من محطة ماسبيرو إلي جامعة القاهرة لترصد عدستها الحالة التي وصل إليها الأتوبيس النهري علي أرض الواقع . داخل الأتوبيس النهري يعني أنك لن تعاني من الشوارع المزدحمة ولن تخنقك إشارات المرور ولن تتألم من المطبات ولن تعاني من شبابيك أتوبيسات النقل العام منتهية الصلاحية فجميع شبابيك الأتوبيس النهري مفتوحة تطل علي النيل خط السير واضح لايحتاج لتغييره، وسعر الرحلة 2 جنيه فقط. اقطع التذكرة وادخل من باب ضيق وانتظر حتي يكتمل العدد ... العدد الآن اقترب من 001فرد شباب وعائلات أشخاص يبيعون المشروبات الباردة والساخنة والطعام حاول أن تنسي رائحة العادم التي تفوح من الأتوبيس والكراسي الملطخة بالزيت والشحم فهناك ما هو أهم ربما تقع كارثة فلا تجد وسيلة إنقاذ.. الأتوبيس النهري وكما قال لي سائقه الذي رفض ذكر اسمه، كان يتبع محافظة القاهرة مع بداية ظهوره في الستينيات وكان الهدف منه تخفيف الزحام في الشوارع وفي منتصف السبعينيات انتقلت هذه الأتوبيسات إلي هيئة النقل العام ومن وقتها والإهمال يقتله تجاهل المسئولين وقاطعه المواطنون كانت حمولة الأتوبيس النهري بالماضي 441راكباً اصبحت 401 ركاب بعد تخفيض عدد الركاب في الأتوبيس النهري لن تجد سوي 9 أطواق للنجاة رغم كثرة عدد الركاب فتخيل مثلا أن تقع كارثة ماذا يفعل المائة راكب وقتها هل يقتلون بعضهم البعض للفوز بطوق؟ بخلاف عدم توافر قمصان الأمان أو طفايات الحريق التي يتم وضعها تحت مقاعد الركاب!! مع أن من المفترض وضعها في أماكن محكمة وواضحة للركاب .. وما إن وصلنا إلي محطة الجامعة حتي خرج الركاب ما عدا عددا قليلا جدا ظل في الأتوبيس ليعود إلي محطة ماسبيرو مرة أخري وهؤلاء الركاب هدفهم الفسحة داخل النيل فقط جلست مع السائق داخل الأتوبيس في انتظار ركاب جدد عرفت منه أن 88 أتوبيساً فقط يعمل والباقي معطلة بالجراجات وهناك 4 أتوبيسات فقط ما بين محطة ماسبيرو ومحطة الجامعة وما إن اكتمل نصف الأتوبيس حتي اعتذر الريس عن استكمال الحديث لانشغاله بعمله فكان عليه العودة سريعا إلي محطة ماسبيرو فالأتوبيس المتواجد بمحطة ماسبيرو لايمكنه التحرك إلا إذا جاء الأتوبيس الآخر ثم تركته لعمله وجلست بجوار إحدي الفتيات التي عرفت منها بعد ذلك أنها تقدم أوراقها للالتحاق بإحدي الكليات داخل جامعة القاهرة: وقالت إنها تستخدم الأتوبيس في بعض الأحيان عندما يكون لديها وقت وهو للمتعة فقط وأثناء الدراسة سوف تستخدم المترو فهو أسرع وسيلة مواصلات بالنسبة لها. راكب آخر يعمل في ماسبيرو يقول إن الأتوبيس النهري وسيلته المفضلة لأنها ممتعة لكنه يحتاج إلي تطوير وزيادة سرعته لأنه بطيء جدا وهذا ما يضطره للخروج من منزله قبل مواعيد عمله بوقت طويل حتي يصل في موعده . وعندما انتهت الرحلة إلي محطة ماسبيرو وبعد خروجي من الأتوبيس وجدت علي الجانب الآخر مركباً مكوناً من دورين علمت بعد ذلك انه الأتوبيس السياحي يتبع هيئة النقل العام ويصل ثمن تذكرة فيه إلي 01 جنيهات وهذه الأتوبيسات السياحية تم العمل بها منذ عام 4002 ومعظم رحلاتها إلي القناطر الخيرية وقد تم تصميمها لاستيعاب أكثر من 003 راكب ويتكون الأتوبيس من دورين وكابينة للسائق ولاتختلف هذه الأتوبيسات عن غيرها فعدد أطواق النجاة بها لايكفي عدد الركاب ويزداد الإقبال علي هذه الأتوبيسات في أيام العطلات والمناسبات بالإضافة إلي الرحلات التي تعمل أيام السبت والأحد والخميس والجمعة وباقي الأيام فتستخدم هذه الأتوبيسات كوسيلة مواصلات عادية . وفي محاولة لمعرفة مدي إقبال المواطنين علي الأتوبيس النهري من عدمه فيقول عم عبد الواحد يعمل سائقا منذ 01سنوات ومرتبه 005 جنيه: الحمد لله أنا راض وسعيد بمهنتي كسائق نهري أجوب بالأتوبيس بين جنبات النهر وألقي بأعبائي عبر اختراقه لنهر النيل العظيم معي علي متن الأتوبيس ميكانيكي وبحاران وعدد الرحلات غير محدد ويتوقف علي إقبال الجمهور في أوقات معينة فهو يزداد في أيام العطلة وإجازات المدارس والأعياد والمواسم، والأتوبيسات تتوافد علي المراسي كل 31 ساعة وفي أوقات أخري تؤجر الأتوبيسات السياحية لحفلات الزفاف أو لأي مناسبة لمدة ساعتين بمبلغ 31 ألف جنيه ومحطة ماسبيرو هي المحطة الرئيسية والتي تنطلق منها الأتوبيسات السياحية حتي القناطر الخيرية مباشرة وبدون توقف. وأخذ منه طرف الحديث شعبان متولي أحد السائقين الذي علق بقوله: عندما قامت الهيئة من وقت قريب بتعديلات في فتحات التهوية بالأتوبيسات النهرية زاد عدد الإقبال علي الركوب من أجانب يتجهون إلي الجيزة وعرب من دول خليجية فيكثر عددهم في الرحلات المتجهة إلي القناطر. أما أبناء البلد من المصريين فيتخذونه للفسحة فقط في أيام الإجازات والعطلات الرسمية فتجدين الأسر بأكملها بأطفالها مع الأهل والأحباب والجيران بصورة لافتة للانتباه وكان في الماضي ثمن التذكرة لايتعدي 05 قرشا الآن أصبحت التذكرة ب 2جنيه. ويعلق علي ذلك محمد عبدالستار عضو بنقابة هيئة النقل العام: قبل قيام الثورة كان المسئولون في المحافظة يلوحون كثيرا ببيع الأتوبيسات النهرية بحجة أنها متهالكة ولا أحد يستفيد منها وعائدها غير مجد بالإضافة إلي أنها تمثل خطرا علي المواطنين وبعد ذلك تم تحويل بعض الأتوبيسات إلي سياحية وبأسعار منخفضة ففي الوقت الذي تعمل المراكب السياحية أفراحا وحفلات الجمهور ب 05 ألف جنيه وأكثر يقوم الأتوبيس السياحي بعمل الأفراح داخل قاعاته ب31 ألفا فقط ويقدم خدمة ممتازة ولأن النظام البائد كان يروج لمصالح رجال الأعمال فقط فكانت فكرة الأتوبيس السياحي تحطم أحلامه لذلك أخذ في الترويج إلي خصخصة الأتوبيسات النهرية بحجة أن الهيئة لا تستطيع أن تقوم بتشغيلها والاستفادة منها ثم وقف جميع العاملين بالهيئة النقل النهري والعاملين بالنقل العام يدا واحدة أمام هذه الافكار وبالفعل لم يستطع أحد الاقتراب منها. وأضاف أنه عندما قام العاملون بهيئة النقل العام باعتصام خلال الثورة كان الهدف منه أن يتبع وزارة النقل العام وهذا بسبب أن المنح التي تأتي إلي وزارة النقل العام تخص ما يتبعها فقط ولا يستفيد منها هيئة النقل العام بالقاهره لذلك لن يتم تطويرها بشكل عملي ، والجدير بالذكر أن العمر الافتراضي لهذه الأتوبيسات انتهي من 71 سنة . ويشير مجدي حسين أحد أعضاء نقابة هيئة النقل العام، إلي أن كل رئيس هيئة جديد يقول إن هناك خطة تطوير ويعدد في نواحي التطوير ولا يفعل أي شيء بعد ذلك فبمجرد أن يأخذ ميزانية التطوير ينسي جميع متطلبات الهيئة ويركز في أطماعه فقط لذلك ندعو أي رئيس جديد إلي تحقيق تطوير فعلي "بما يرضي الله" ويعيد هيكلة الأتوبيسات حتي يحافظ بها علي حياة الركاب وبالفعل سيجد الجماهير تأتيه من كل جانب وسيحل أزمة التكدس المروري في شوارع القاهرة وجميع محافظاتها. وفي النهاية خرج علينا اللواء سامي عبد الله رئيس هيئة النقل النهري بتصريح أنه سيعيد تأهيل أتوبيسات النقل النهري وتطويرها وطرح ثلاث موانئ جديدة هي " قنا وسوهاج وأسيوط " أمام المستثمرين في محاولة لبحث سبل عملهم وإزالة جميع المعوقات التي تقف أمام إشغالهم وهناك مقترح لتشغيل خط نهري جديد يربط بين القاهرةوالجيزة ويبدأ من القناطر الخيرية لتبين حلوان ويوازي مترو الانفاق وذلك لتقليل الضغط المروري علي الطرق وتنشيط عمليات نقل البضائع من خلال إخلاء ميناء أثر النبي أحد المواني داخل القاهرة وبذلك يمتد ليقطع مسافة 55كم ويوفر هذا الخط علي الراكب مسافة من القناطر إلي التبين في ساعة واحدة بدلا من ثلاث ساعات بسرعة تتجاوز 05كم الساعة . كما تدرس الهيئة إنشاء شركة استثمارية مملوكة للهيئة لتطوير باقي المواني النهرية، وأكد أن محافظة القاهرة مقصرة في عمليات التطوير وكثيرا ما تم مخاطبتها ولكن دون استفادة.