مع تصاعد حدة الخلاف الجمهوري- الديمقراطي في اليوم الخامس من شلل الحكومة الفيدرالية, يعقد الكونجرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ جلسة استثنائية في مسعي جديد لإيجاد مخرج لأزمة سقف الدين الحكومي والتي تهدد بإحراج الولاياتالمتحدة وإضعافها عالميا, فضلا عن التراجع المحتمل في عملياتها العسكرية في الخارج وأنشطتها المكثفة لحماية أمنها القومي. فقد صعد الرئيس الأمريكي باراك اوباما من ضغوطه علي خصومه الجمهوريين في الكونجرس, داعيا اياهم بعبارات قاسية إلي التراجع عن موقفهم الحالي وإقرار الميزانية وانهاء الشلل الجزئي للادارة. وخاطبهم- في خطابه الأسبوعي امس: اذهبوا وصوتوا, اوقفوا هذه المهزلة. انهوا فورا الشلل في الميزانية. يأتي ذلك في الوقت الذي شن فيه الجمهوريون أمس الأول هجوما مضادا ضد إدارة أوباما, حيث حمل جون بوينر رئيس مجلس النواب خصومه الديمقراطيين مسئولية تعطيل الأنشطة الحكومية. وأكد- في مؤتمر صحفي- انها ليست لعبة. وذلك ردا علي تأكيدات من مصادر في البيت الأبيض لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قولها إننا( السلطة التنفيذية الديمقراطية) بصدد كسب معركة أزمة الميزانية. وأضاف بوينر إن الأمريكيين لا يريدون شلل دولتهم الفيدرالية, و كل ما نطلبه هو الجلوس وإجراء مفاوضات لإعادة فتح الدولة الفيدرالية وإنصاف الأمريكيين فيما يتعلق بأوباماكير في إشارة إلي القانون المتعلق بالضمان الصحي الذي أقره الرئيس أوباما في0102. ورد أوباما- لدي توجهه هو ونائبه جو بايدن لشراء ساندويتشات سيرا علي الأقدام- بقوله سأكون سعيدا بالتفاوض مع الجمهوريين والسيد بوينر ولكن ليس تحت التهديد. وردا علي تقرير وول ستريت جورنال أجاب أوباما لا يوجد رابح عندما لا تعلم الأسر ما إذا كانت ستتلقي رواتبها أم لا. واقترح اوباما وحلفاؤه الديمقراطيون الذين يشكلون الغالبية في مجلس الشيوخ التفاوض رسميا حول ميزانية طويلة الأجل لكنهم يشترطون ان يصوت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون علي قانون حول الميزانية لمدة6 أسابيع لإعادة فتح كامل الادارات الفدرالية. يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه جون كيري وزير الخارجية الأمريكي من عواقب الأزمة الراهنة, مشيرا إلي أنها قد تؤدي إلي اضعاف الولاياتالمتحدة في الخارج. وأوضح كيري قبل ساعات من افتتاح قمة آبيك( آسيا المحيط الهادي) في جزيرة بالي الإندونيسية إذا استمرت( الأزمة) أو تكررت فهذا سيثير الشكوك حول إرادة الولاياتالمتحدة في الاستمرار وقدرتها علي ذلك. كما شدد الوزير الأمريكي علي التزام بلاده القوي تجاه آسيا رغم أزمة الميزانية في واشنطن والتي دفعت أوباما إلي إلغاء جولة هامة في المنطقة. وأضاف مؤكدا فلنكن واضحين: لا شيء مما يجري( في واشنطن) يقلل البتة من التزامنا ازاء شركائنا في آسيا. وفي الوقت ذاته, حذر البيت الأبيض من أن مكتب وزارة الخزانة المسئول عن تنفيذ العقوبات الأمريكية بما فيها العقوبات علي إيران وسوريا غير قادر علي الاضطلاع بأعماله الأساسية بسبب الإجازات الإجبارية التي منحت للموظفين نتيجة توقف الأنشطة الحكومية الفيدرالية.