تعقد اللجنة الوزراية العربية المعنية بالازمة السورية اجتماعات اليوم برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني نائب رئيس الوزاراء وزير الخارجية القطري, وبمشاركة الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية ووزراء خارجية كل من مصر والسودان والسعودية وسلطنة عمان والجزائر. وذكر مصدر عربي رفيع المستوي ل' الأهرام' أن اللجنة الوزارية ستجري تقييما شاملا لأداء بعثة المراقبين خاصة في ضوء ملاحظات أبدتها دوائر المعارضة السورية وجهات دولية لاسيما في ظل استمرار عمليات القتل وممارسات العنف التي تقوم بها السلطات الرسمية السورية ضد المحتجين, مؤكدا أن الأمر لن يصل الي حد سحب المراقبين وانما سيتم اصدار تعليمات جديدة للبعثة للالتزام بآليات أكثر فعالية في متابعة الاوضاع الميدانية وتجنب اساليب المرواغة التي تتبعها السلطات السورية والتي قد لاينتبه اليها المراقبون خلال ادائهم لعملهم. وأشار المصدر الي أنه في ضوء ما هو متاح من معلومات فإن هناك عدة اتجاهات داخل اللجنة الوزارية في تقييمها لأداء أفراد بعثة المراقبين فبينما تري دوائر بها أن هذا الأداء لم يصل الي مستوي المهام المحددة لبعثة المراقبين والتي تتمثل في وقف عنف السلطات السورية ضد المحتجين واطلاق سراح المعتقلين وسحب الآليات العسكرية من مناطق التوتر. وفي مقابل ذلك تري دوائر أخري باللجنة مدعومة من الجامعة العربية أن البعثة هي الاولي من نوعها التي تقوم بإرسالها الجامعة مازالت تفتقر الي وسائل الدعم اللوجستي وهو ما يستوجب العمل علي استكمال مهتمها والتي تمتد الي شهر وفقا للبرتوكول بعد توفير متطلباتها. يأتي ذلك في وقت قالت وكالة ايتار تاس الروسية ان من المتوقع أن تصل سفينتان حربيتان روسيتان إلي سوريا في زيارة ستمثل علي الأرجح استعراضا للقوة وتأكيدا علي دعم روسيا لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد.ونقلت ايتار تاس التي تديرها الدولة عن ممثل لقيادة اركان القوات البحرية الروسية قوله ان المدمرة ادميرال تشاباننكو والفرقاطة ياروسلاف مودري سترسوان في منشأة روسية للصيانة والامداد في ميناء طرطوس السوري.وقال المسؤول ان من المتوقع أن تمكث السفينتان- وهما جزء من مجموعة سفن حربية موجودة حاليا في البحر المتوسط- لعدة ايام في ترسانة طرطوس وهي واحدة من المواقع المحدودة للاسطول الروسي في الخارج. وقد أدان الدكتور نبيل العربيالأمين العام لجامعة الدول العربية بشدة التفجيرالإرهابي الذي هز وسط العاصمة السورية دمشق ظهرامس الأول و الذي أودي بحياة العديد من المدنيين الأبرياء, مؤكدا عليضرورة معاقبة مدبريه ومنفذيه معربا في بيان صحفي اصدرته الأمانة العامة للجامعة أمس عن قلقه البالغإزاء تصاعد اعمال العنف في سوريا, داعيا الي وقف كل أشكال العنف علي الفور ومن ايمصدر كان, متوجها بخالص تعازيه ومواساته الي أسر الضحايا الابرياء. بينما حمل المجلس الوطني السوري المعارض النظام في دمشق مسئولية الهجوم الانتحاري الذي وقع في حي الميدان.وأشار المجلس في بيان نشره أمس موقع شام برس السوري الاليكتروني الي أنه' في خطوة تهدف الي اشاعة الفوضي وصرف الأنظار عن جرائم القتل والتنكيل'.واتهم المجلس النظام السوري بأنه يقف وراء منفذيه, معتبرا ان أهدافه باتت مكشوفة وتتمثل في تخويف الشعب السوري ومنعه من التظاهر والتعبير عن مطالبه' بإسقاط النظام', والعمل علي تضليل المراقبين والرأي العام بالحديث عن خطر مزعوم يهدف إلي تشويه الوجه السلمي لثورتنا'. ورأي المجلس أن بصمات النظام واضحة في هذه العملية ومثل هذه الممارسات توضح مرة أخري حاجة بعثة المراقبين خاصة والمبادرة العربية بشكل عام إلي دعم سياسي وقانوني دولي لتنفيذها علي الوجه الأمثل.واعتبر ان اتفاق جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي علي العمل المشترك يمثل خطوة أولي لاتخاذ الإجراءات العاجلة والضرورية لتوفير الحماية للمدنيين السوريين ومنع النظام من ارتكاب مزيد من عمليات التفجير والقتل. ومن جهتها, أكدت وزارة الداخلية السورية في بيانها أنها' ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن', حسبما ذكرت وكالة الانباء السورية' سانا'.ودعت الوزارة السوريين إلي ممارسة دورهم بالتعاون مع الجهات المختصة في الإبلاغ عن أية حالة مشبوهة وتقديم أية معلومات تتوفر لديهم تتعلق بنشاط' الإرهابيين وتحركاتهم لبتر يد الإرهاب المجرم التي تحاول استهداف أمننا ووطننا'.وفي هذه الأثناء: اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون ان النظام في دمشق لم يف ببنود الجامعة العربية, وأن هناك تحركا دوليا في الوقت الحالي لدفع الأممالمتحدة لاتخاذ قرارات لوقف القتل في سوريا, ورأي ان النظام فقد المبادرة في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية.وأوضح غليون مقابلة مع قناة' العربية'الاخبارية أن دور مراقبي الجامعة العربية هو معرفة مدي تنفيذ الحكومة السورية للاتفاق مع الجامعة, وأن مظاهر العنف لم تتوقف, لافتا إلي أن القناصة لايزالوا يطلقون النار وقوات الأمن لم تنسحب من المدن, وقوات الجيش انسحبت من بعض الأحياء ولكنها بقيت حول المدن.