العقد شريعة المتعاقدين قاعدة قانونية تحكم العلاقة بين البائع والمشتري, لكن في العقود التي تبرم بين الحكومة والمواطنين عكس ذلك تماما فهي تحفظ حق الأولي أما المواطن فليس له أي حقوق. لو تأملنا حال العقود التي تتم بين الحكومة والمواطنين مثل عقد الكهرباء والتليفونات والمياه والغاز والضرائب يتعهد المواطن بالالتزام بدفع الفواتير في المواعيد المحددة وإذا تأخر عن الميعاد المحدد تفرض الغرامات والعقوبات التي قد تصل الي قطع الخدمة عنه نهائيا, وعلي الجانب الآخر لايوجد في هذا العقد أي التزام أو عقوبة إذا لم تقدم الحكومة المتمثلة في هذه الجهات الخدمة كما يجب حيث تقطع الكهرباء في أي وقت وتحرق الأجهزة الكهربائية بسبب ارتفاع التيار الكهربائي, كذلك يشرب المواطنون مياه ملوثة أو حتي قد لاتصل في بعض المناطق ومع ذلك المواطن ملتزم بدفع الفاتورة أيضا, والتليفونات لا توجد بها حرارة معظم الوقت والمواطن ملتزم ويدفع الفاتورة نماذج عديدة علي سوء الخدمة التي تقدم في بعض الأحيان ولا توجد آلية لتعويض المواطنين عن أخطاء الحكومة. في أوروبا والدول المتقدمة إذا حدث أخطاء ما أو تقصير في أداء الخدمة يتم تعويض المواطن ماديا ومعنويا عن سوء الخدمة, لكن المواطن المصري عليه الدفع أولا ثم الشكوي وغالبا لايتم إنصافه, نماذج عديدة لبعض المواطنين التقيت بهم في بعض المصالح الحكومية يعانون من سوء الخدمة, ولكنهم ملتزمون بدفع الفواتير. سنترال مرفوع من الخدمة. في سنترال الهرم التقيت ثلاث سيدات تجمعهم شكوي واحدة وهي أن الحرارة مرفوعة منذ أكثر من شهر والكلام علي لسان سهير المتولي ربة منزل تقول: أتيت الي السنترال أكثر من مرة وللأسف المشكلة لم تحل. لماذا لم تتقدمي بشكوي الي مدير السنترال قالت اتصلت ب111 وبلغت الأعطال لكن مفيش فايدة طلبت من السيدات التوجه معي الي مدير السنترال لتقديم شكوي جماعية تحمست السيدات ولكن ونحن في طريقنا الي مكتب المدير تحدثت السيدات الثلاث مع أحد موظفي الأمن الذي أكد لهن انه مفيش فايدة من مقابلة المدير لكن أنا أصريت علي مقابلة المدير لكي أعرف لماذا تقطع الخدمة عن المواطنين لأكثر من شهر وفي مكتب مدير السنترال استقبلتني سكرتيرة المدير التي يبدو عليها أنها اعتادت وجود مواطنين متذمرين من سوء الخدمة وقبل أن تعرف سبب زيارتي قالت لي المشكلة أن الأعطال معظمها من تلف الأسلاك وللأسف السنترال لا توجد به أسلاك لإصلاح كل هذه الاعطال, أثناء الحديث جاءت سيدة مشكلتها أن الحرارة مقطوعة منذ ثلاثة أشهر وهي تسكن في6 أكتوبر والدتها سيدة مسنة تسكن في الجيزة وتعاني مرض الزهايمر ولا تجيد استخدام الموبايل قالت: السكرتيرة إنه لا يوجد سلك لإصلاح التليفون فعرضت السيدة شراء السلك علي حسابها, ومن الواضح أن هذه الفكرة لاقت استحسان السكرتيرة, فقلت لها وهل سيخصم حساب هذا السلك من فاتورة تليفون, هذه السيدة, قالت بحسم لا طبعا مش ممكن هذا حال المواطن لا يحصل علي خدمة, ولكن ملتزم بدفع الاشتراك الشهري والفاتورة في ميعادها ولو تأخر يدفع غرامة. الدفع أولا هذا هو مبدأ الحكومة وقابلني لو قدرت تأخذ حقك يقول: هشام محمد صالح مدرس: تأتي فاتورة الكهرباء كل شهر بمبالغ خرافية لا تعبر عن القيمة الاستهلاكية للأسرة عندما سألت المحصل قال لي ادفع الفاتورة ثم قدم شكوي وطلب فحص العداد ولو كان فيه عيب في العداد من الممكن تسترد فلوسك بس المهم الدفع أولا.