اليوم تحتفل مصر وكل أسرة بعيد الأم ونتذكر جميعا كيف قادت الأمهات سفينة العطاء حتي وصلت بأسرتها وابنائها الي بر الأمان. ومع اختيار أمهات مثاليات وآباء مثاليين علي مستوي المحافظات فإننا نشارك في التكريم واستعراض مسيرة العطاء والتضحية وفي هذه السطور نقدم باقة من قصص الأمهات المثاليات, ومنهن سميحة ابراهيم منصور الأم المثالية لأسيوط التي رحلت والدتها وهي لاتزال طفلة رضيعة, ورغم قسوة زوجة الأب فإن سميحة تعلمت الرحمة ورغم أنها حرمت من استكمال تعليمها وأجبرتها أسرتها علي الزواج وهي في السادسة عشرة من عمرها, فإنها نذرت نفسها لابنها وابنتيها فعملت في إحدي الحضانات حتي رست سفينة أبنائها علي بر الأمان فتخرج ابنها الأكبر بتفوق في كلية التجارة ليعمل محاسبا ثم أكمل فرحتها بزواجه. وتروي حمدية عبدالقادر الام المثالية بالمنوفية قصة كفاحها, فهي من ذوي الاحتياجات الخاصة تزوجت من سائق ورزقت بخمسة أبناء(3 أولاد وبنتان) منهم ثلاثة معاقون لاتكل من رعايتهم. وفي السويس إختير لأول مرة أب مثالي وهو أسامة عبده حافظ الذي لم يتجاوز عمره45 عاما, فقد ولد كفيفا وحصل علي الابتدائية من مدرسة النور والأمل ثم توفي والده لكنه واصل التعليم حتي حصل علي ليسانس آداب قسم فلسفة وعمل مدرسا وتزوج وأنجب ابنتين احداهما بمعهد تكنولوجي والثانية بالاكاديمية العربية للعلوم. وتحكي أمينة حسن ابراهيم الام المثالية الاولي بالبحيرة قصتها فقد أصيب شريك حياتها العامل البسيط بتليف في الكبد وظل يصارع المرض لمدة16 عاما انفقت خلالها كل ما تملكه من حطام الدنيا لكنه توفي وتركها وحدها ترعي بناتهما الثلاث فروت شجرة أسرتها بدموعها وغرست في بناتها الأمل واشترت ماكينة خياطة وواصلت العمل ليلا ونهارا حتي ذاعت شهرتها في التفصيل بقريتها وتخرجت بناتها من الجامعة واستطاعت وحدها تجهيزهن وتلبية متطلبات الزواج.وفي الوادي الجديد اختيرت عائشة سعيد محمد علي الأم المثالية للمحافظة وهي ممرضة توفي زوجها فاتجهت الي تربية المواشي لتنفق علي ابنائها وترعاهم ليواصلوا تعليمهم ولم تنقطع عن عملها الانساني في التمريض الذي كان رسالتها الأولي وحصل ثلاثة من ابنائها علي مؤهلات عليا والرابع لايزال طالبا في الثانوية العامة. أما محافظة سوهاج فقد منحت لقب الابن البار لعبدالناصر محمد علي الذي بدأ رحلة الكفاح بعد رحيل والده تاركا له5 أشقاء ولم يكن له ميراث أو مصدر للدخل فعمل في محل للرخام والجرانيت وواصل دراسته حتي حصل علي دبلوم فني بينما حصل إخوته علي مؤهلات عليا وتزوج وأنجب ثلاثة أبناء يرعاهم ويواصل المسيرة كأب. صفحة أخري من العطاء كتبتها زينب عبداللطيف الأم المثالية لبني سويف التي توفي زوجها عام1978 وترك لها3 أطفال في عمر الزهور ولم يكن معاشها يتجاوز18 جنيها فاعتمدت علي نفسها واشترت ماكينة للالبان ثم مطحنة غلال والآن عندما تنظر الي ثمرة كفاحها فتري أبناءها وقد تخرجوا وبدأوا يشقون طريق حياتهم تقر عيناها وتتأكد أن تعب السنين يهون من أجل عيونهم.