اتفق الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس- علي ضرورة الاسراع بإنهاء الانقسام الفلسطيني. وتفعيل وتقوية اتفاق المصالحة الموقع بالقاهرة في الرابع من مايو الماضي كما اتفقا علي ضرورة وقف العنف في سوريا. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقب لقائهما أمس بمقر الامانة العامة للجامعة العربية أوضح العربي في بدايته الي أنه تم خلاله بحث مجمل التطورات في المنطقة العربية, وبالأساس الملف الفلسطيني في ضوء التعنت الاسرائيلي وغياب أي وسيلة أو آلية لإنجاز تقدم حقيقي علي صعيد السلام في المنطقة الذي رأي أنه لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية. ومن جانب آخر, العربي أنه تم خلال اللقاء الحديث باستفاضة عن الاوضاع في سوريا خاصة أن مشعل كان له دور كبير في تقديم النصيحة للجانب السوري للتوقيع علي وثيقة برتوكول مع الجامعة العربية إلي أن بدأ عمل المراقبين في سوريا. ونفي في هذا الصدد تلقيه رسالة عبر رئيس المكتب السياسي لحماس رسالة من القيادة السورية لكنه قال انه هو الذي حمله رسالة للسلطات السورية مؤداها العمل علي ضرورة العمل بكل أمانة وشفافية ومصداقية لوقف ما يدور من عنف في سوريا. وأضاف: لقد ذهب المراقبون العرب الي سوريا طبقا لتكليف عربي للقيام بمهمة المراقبة والتحقق لما يدور علي الارض, وهم يسعون لوقف العنف وسحب الآليات, والمراقبون بالوضع الحالي موجودون بسوريا للقيام بمهمة أكبر من المهمة التي طلبت منهم. ومن جهته, اشار خالد مشعل الي أنه جري خلال اللقاء مع الامين العام للجامعة العربية حديث مطول عن الشأن الفلسطيني وتطوراته مؤكدا حرصه في هذه المرحلة الدقيقة علي إتمام ملفات المصالحة لإنهاء هذا الانقسام الذي وصفه ب البغيض, وإنجاز كل القضايا المتبقية خاصة علي صعيد تشكيل حكومة واحدة تقود إلي مرحلة الانتخابات, وترتيب البيت الفلسطيني, والإفراج عن كل المعتقلين, وإيجاد مناخات مريحة للجميع تعزز الوحدة الوطنية, وتقويتها في وجه ممارسات الاحتلال. وشدد مشعل علي أنه في ظل انسداد أفق التسوية, والتعنت الإسرائيلي, وكذلك الانحياز الأمريكي, والعجز الدولي لابد أن يسعي الفلسطينيون الي تكريس خياراتهم الوطنية لانتزاع حقوقهم المشروعة وذلك من خلال توحيد مرجعية القرار الفلسطيني عبر منظمة التحرير. وفي معرض اجابته علي سؤال من مندوب الاهرام بخصوص الاسباب التي ما زالت تعوق إتمام المصالحة خاصةفي ظل الاتهامات المتبادلة بين فتح وحماس بهذا الشأن, أوضح مشعل أن هناك سببين احدهما داخلي ويتمثل في ان انجاز هذه المصالحة بعد انقسام جري منذ خمس سنوات يتطب متسعا من الوقت وذلك لتجاوز العوامل النفسية والعملية علي الارض لكنه أكد أن هناك جدية باتجاه انجاز المصالحة والثاني يتمثل في التدخل الدولي لاسيما من قبل الولاياتالمتحدة التي تستخدم اسلوب التهديد والابتراز بوقف المساعدات المالية للسلطة وتخيير أبومازن بين مصالحة حماس أوالغاء هذه المساعدات وردا علي سؤال آخر, نفي مشعل أن يكون اللقاء الذي جمع السلطة الفلسطينية واسرائيل بالاردن مؤخرا تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية علي مسيرة المصالحة لكنه عبر عن قناعته بأن المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي غير مجدية وفاشلة في ضوء التجارب السابقة المريرة معه مشدداعلي أنه البديل في هذه الحالة هو العمل بقوة علي ترتيب البيت الفلسطيني وتوحيد المرجعية من خلال تملك أوراق القوة الحقيقية وعلي رأسها المقاومة لانتزاع الحقوق المشروعة. وحول رؤيته للأزمة السورية كشف مشعل عن جهود بذلتها حماس وبذلها هو شخصيا منذ بداية الازمة وما زالت تبذل لمعالجة الازمة عبر الحلول السياسية بعيدا عن الحلول الامنية بما يسهم في حقن الدماء السورية العزيزة ويحقق لسوريا الامن والاستقرار ويجنبها ويلات ما يتربص به الآخرون لها. ولفت مشعل في معرض رده علي سؤال ان يكون قد بحث مع العربي موضوع بقاء قيادة حركة حماس في دمشق من عدمه وقال إن حماس موجودة بالداخل والخارج ولا تشكو من مشكلة تتعلق بوجود قياداتها أو الجغرافية السياسية لها وأضاف:ان حماس موجودة في فلسطين وفيقلب الامة العربية وبالتالي ليس هناك اي معضلة وهي موجودة في دمشق وفي عواصم عربية عديدة. وحول تأثير فوز التيار الاسلامي في الانتخابات الاخيرة التي جرت في عدد من دول الربيع العربي, عبر مشعل عن اعتزازه بما وصفه بنهضة الامة وتعبيرها عن ارادتها, معبرا عن تطلعة لبناء مشروع عربي بعد غيابه عن المنطقة مما أدي لبروز مشاريع اقليمية أخري مثل تركيا وايران والتي تحظي بالاحترام ومن حقها ان تكون لها أدوارها. واردف إننا معنيون في ظل هذه النهضة ببناء المشروع العربي الذي تشارك فيه كل القوي وليس فقط التيار الاسلامي حتي تتمكن الامة من استعادة مكانتها. وقال ان حماس لاتستقوي بالاسلاميين فحسب ولكن بكل الوان الطيف السياسي العربي.