أعلن الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم, أن الوزارة اتخذت كل الإجراءات اللازمة لاستقبال التلاميذ مع بداية العام الدراسي الجديد, مؤكدا أنه لن تكون هناك مشكلات أمنية أو فنية مع انطلاق السنة الدراسية, وذلك بعد أن تم اتخاذ كل الاحتياطات لتحقيق الاستقرار في العملية التعليمية بدءا من اليوم الأول وحتي نهاية العام. وقال أبوالنصر إنه لا مجال للتخوف من أي محاولات يمكن أن تستهدف أمن وسلامة التلاميذ في جميع أنحاء الجمهورية, متعهدا علي مسئوليته الشخصية بالحفاظ علي أرواح الطلاب. وأوضح أنه اتفق مع وزير الداخلية, علي اتخاذ أقصي درجات الحيطة الأمنية داخل المدارس وفي أثناء رحلات الذهاب والعودة, بالنسبة للطلبة الذين يستخدمون الاتوبيسات والميكروباصات في تنقلهم من منازلهم الي مدارسهم. وأعلن الوزير أن اليوم الأول من العام الجديد سوف يكون احتفالية وطنية كبري, يشارك فيها18.5 مليون تلميذ وتلميذة من مختلف المراحل التعليمية الابتدائي والإعدادي والثانوي, يحيي فيه الجميع العلم المصري, علي أن تخصص الحصتان الأولي والثانية للتوعية وتنمية الحس الوطني, وتوضيح الدور الرائع للجيش والشرطة في ثورة30 يونيو, وتأمين وحماية أرواح المصريين في كل مكان. وقال الوزير, أنه سوف يحضر طابور الصباح في احدي مدارس الجيزة, مشيرا الي أنه سيفاجأ المدارس بزيارات علي مدار العام بمعدل لا يقل عن مرتين أسبوعيا لحث جميع القيادات علي عدم الجلوس في مكاتبهم والمتابعة الميدانية الدقيقة لما يحدث داخل مدارسهم. وفيما يلي نص الحوار مع الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم بمناسبة العام الدراسي الجديد: كيف يمكن أن نبدد مخاوف أولياء الأمور من الأحداث التي انتشرت في الآونة الأخيرة ورهبتهم من أن تطال يد الغدر فلذات أكبادهم؟! لا داعي للخوف علي الاطلاق ولا لهذا القلق, ولنا في المدارس الدولية التي بدأت الدراسة قبل غيرها بأسبوعين تجربة ناجحة والحمد لله, لم يحدث ما يعكر صفو العام الدراسي الجديد أو يمس فرحة التلاميذ وأولياء الأمور ببداية السنة. وقد التقيت اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية ووقعت بروتوكولا للتعاون بين الداخلية والتعليم, يتم بمقتضاه تولي الشرطة التأمين الكامل للمناطق المحيطة بالمدارس وحول أسوارها, وعدم السماح باقتراب الباعة الجائلين منها وتأمين أتوبيسات الطلاب في أثناء رحلات الذهاب والعودة واستخدام دوريات راكبة مصاحبة لتلك الاتوبيسات. كما تم الاتفاق علي تخصيص أرقام للطوارئ للاتصال بالشرطة في أي وقت في حالة حدوث أي ظروف طارئة. أما داخل المدرسة, تم تكليف المديرين بتعيين أفراد أمن لمراقبة دخول وخروج التلاميذ وعدم السماح بدخول أي شخص غريب, إلا بعد الاطلاع علي تحقيق شخصيته والتعرف علي الهدف من زيارة المدرسة, وتشكيل لجنة لإدارة الأزمات علي مستوي كل مديرية وإدارة تعليمية تتشابه في شكلها ومهامها مع لجنة ادارة الأزمات المركزية بالوزارة, والتي تضم مندوبا عن وزارة الدفاع وآخر عن الداخلية لمتابعة ما يجري في المؤسسات التعليمية علي مستوي الجمهورية علي مدار اليوم, والتوجيه باتخاذ اللازم لحل أي مشكلات طارئة. هل تتوقع أن يجد تفاؤلك صدي إيجابيا لدي أولياء الأمور؟ أؤمن بوطنية كل المصريين وحرصهم علي استقرار المجتمع, ولذلك فإنهم سيكونون أكثر حرصا علي انتظام الدراسة والعام الدراسي علي اعتبار أن استمرار العملية التعليمية مؤشر لاستقرار المجتمع بأثره, وأناشد كل الآباء والأمهات توجيه أبنائهم للانتظام في مدارسهم من اليوم الأول, خاصة بعد أن فوجئت بحفيدتي تسألني هل سنذهب للمدرسة أنا وزملائي, بالطبع أجبتها بنعم. وماذا عن استعدادات المدارس نفسها من حيث المباني والمنشآت لاستقبال التلاميذ؟ الحمد لله لم تمنعنا الظروف السياسية والمادية الصعبة من استكمال خطة الصيانة والترميمات, سواء البسيطة أو الجسيمة للمدارس, حيث انتهينا من صيانة22 ألف مدرسة صيانة شاملة و11 ألف مدرسة صيانة بسيطة, بالاضافة الي بناء243 مدرسة جديدة تدخل الخدمة مع اليوم الأول للعام الدراسي هذا العام, واعتبارا من العام المقبل سوف يتم انشاء مباني مدرسية ذات تصميمات خاصة, تعتمد علي شكل انشائي جذاب أقل كلفة وبأفضل خامة, وأكثر توفيرا في الأسعار, حيث ستكون حوائط الفصول من السيراميك وهو ما أدي الي توفير41 مليار جنيه من اجمالي15 مليارا كانت الوزارة السابقة قد طلبتها كموازنة لهيئة الأبنية التعليمية لبناء مدارس جديدة, وقد ساعدتنا في ذلك المشاركات المجتمعية الكبيرة سواء من جمعية أصحاب المدارس أو رجال الأعمال والمستثمرين أو بعض الجمعيات الأهلية, الي جانب تحمل المقاولين والموردين أعباء مادية جسيمة نتيجة تأخر مستحقاتهم لدي هيئة الأبنية التعليمية, والتي لم تمنعهم من استكمال المشروعات الموكلة إليهم بعد أن وجدوا نوعا من الثقة في أن مستحقاتهم لن تضيع عليهم, وفي هذا السياق خاطبت كلا من وزير المالية ومجلس الوزراء وحصلت علي وعد بصرف هذه المستحقات في أقرب وقت. وماذا عن الكتب المدرسية؟ تم تسليم96% من الكتب المدرسية اللازمة لتغطية احتياجات جميع الطلاب لجميع الصفوف, لتكون متاحة للجميع مع اليوم الأول من العام الدراسي, خاصة أنها لن تكون مرتبطة بسداد مصروفات أو رسوم. قرار إعفاء التلاميذ من المصروفات لم يصل بعد الي معظم المدارس.. الأمر الذي جعل بعضها يبدأ في تحصيل المصروفات مقابل تسليم الكتب.. فما رأيك في ذلك؟ من الجائز أن يكون القرار لم يصل بعد من مجلس الوزراء, لكنني أعلنت في وسائل الإعلام وأصبح الجميع ملزما به وأي طالب سدد المصروفات سوف يستردها فورا في الأسبوع الأول من الدراسة. ألن يؤثر هذا القرار علي ممارسة الأنشطة الطلابية كما يتخوف البعض؟ بكل تأكيد لن يؤثر, بل ستزيد الأنشطة علي الأعوام الماضية, خاصة اذا علمنا أن جميع المصروفات بالكامل سوف تسددها وزارة المالية للمدارس مباشرة.. الأمر الذي يعني أننا حصلنا نسبة100% من المصروفات لأول مرة منذ سنوات, حيث كانت المشكلة في تمويل الأنشطة التربوية هي عدم تحصيل الرسوم من أولياء الأمور إلا متأخرا جدا, ولم يكن يوما تزيد نسبة التحصيل علي60% علي أحسن الظروف, أما هذا العام فالفلوس موجودة من اليوم الأول وخطط الأنشطة موضوعة مسبقا ولن تعطلنا أي ظروف عن ممارسة هذه الأنشطة. وماذا عن تطوير المناهج وتعديل الكتب التي تم التلاعب فيها من جانب الاخوان كالتربية الوطنية وعلم النفس والاجتماع والتاريخ؟! لا مشكلة في هذا المجال حيث اتخذت كل الاجراءات اللازمة لإعادة طبع كتاب التربية الوطنية في صورته الجديدة بعد التخلص من كل الشوائب التي تم اكتشافها داخل الكتاب, وأيضا كتاب التاريخ الذي كانت السلبيات فيه أقل حدة وبدأنا بالفعل تسليم الكتب الجديدة واحالة الموضوع الي التحقيق مع المتسببين في إهدار المال العام. أما الكتب التي تتضمن تعديلا لم يسعفنا الوقت لتنفيذه, فقد تم إعداد ملازم صغيرة بالملاحظات والنقاط التي يجب تعديلها سواء بالحذف أو الاضافة وتوزيعها مع الكتاب والتنبيه علي المدرسين بإدخال هذه التعديلات في الشرح. وفيما يتعلق بمواجهة المشكلات الخاصة بالمدارس التجريبية والشكوي الجارفة من عدم التحاق الأطفال بها برغم تخطي سنهم ال5 سنوات.. كيف تصرفتم في هذه المشكلة؟ لجأنا الي حلول غير تقليدية لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الأطفال في فصول الحضانة ومنها تحويل جميع المدارس الاعدادية المهنية الي مدارس تجريبية في الفترة الصباحية, وتحويل مدارسها بالمرحلة الاعدادية في فترة مسائية بعدد492 مدرسة وتحويل بعض الحجرات بالمدارس التجريبية الي فصول رياض أطفال, بجانب فتح فصول للحضانة في معظم المدارس الابتدائية الرسمية, وهو الأمر الذي نسعي من خلاله لاتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأطفال للالتحاق بمرحلة رياض الأطفال.