عن مجموعته القصصية( قبل ان يعرف البحر اسمه) التي صدرت قبل عامين وبالتحديد في عام2011 فاز الكاتب محمد الفخراني بجائزة الدولة التشجيعية عن فرع القصة القصيرة لعام2013, الفخراني ولد في يناير عام1975 وبدأ نشر اعماله الأدبية عام2002 برواية( بنت ليل) واختتمها بمجموعة قصصية( قصص تلعب مع العالم) عام2011 والتي حازت علي جائزة يوسف إدريس للقصة القصيرة لنفس العام. مجموعة( قبل أن يعرف البحر اسمه) والتي حاز عنها محمد الفخراني جائزة الدولة التشجيعية تضم17 قصة قصيرة تدور كلها في فلك فكرة واحدة وهي إعادة سرد بشكل أسطوري لقصص تكون الأشياء والألوان وتفاصيل العالم الجغرافية والمادية وكما يقول الفخراني: هي ليست معلومات عن جغرافيا العالم أو وصف للألوان والأشياء بل هي محاولة لإعادة تشكيله والبحث عن تفسيرات مختلفة عما هو مألوف وربما محاولة لابتكار عالم مواز لعالم لم نفكر فيه كثيرا وتقبلناه كما هو. يعتبر الفخراني واحدا من أبرز الأصوات الأدبية بين أبناء جيله, منذ بدأ الكتابة بشكل واقعي صادم في روايته( فاصل للدهشة) التي تناولت عالم المهمشين بشكل شديد الواقعية واعتبرها البعض واحدة من أهم الأعمال الكاشفة لهذا العالم بينما تعامل معها الفخراني علي حد قوله باعتبارها عالم إنساني ثري يستحق أن يكتب عنه كما رآه. وبنفس جموح كتابته الواقعية قرر الفخراني أن ينقلب علي الواقعية ليكتب العالم علي طريقته, ويعيد قراءة مفرداته بطريقة تقترب إلي حد كبير من الفلسفة المكتوبة بريشة الأديب, وهو بالفعل ما بدأه بمجموعته القصصية( قبل أن يعرف البحر اسمه) ثم بمجموعته الثانية( قصص تلعب مع العالم) وأخيرا بمجموعة( طرق سرية للجموع) التي ستعرف طريقها للقاريء خلال أيام قليلة وربما يكون لها أيضا نصيب من الجوائز كما يتمني. المجموعات الثلاث يري الفخراني أنها: تمثل حالة إبداعية واحدة ورؤية متكاملة للعالم الذي أعيد تشكيله كمشروع كتابة جديدة, سواء في اللغة أو طريقة الربط بين قصص كل مجموعة, ويتعمد فيه كما يقول أن تكون كل مجموعة كأنها رواية واحدة تفرقت علي قصص مختلفة بينما عندما تكتمل الأعمال الثلاثة سيراها القارئ بمثابة عمل أدبي واحد متكامل عن العالم ومفرداته وتفاصيله كما يراه هو وكما يمكن أن يحقق به مزيدا من متعة الكتابة ودهشة القراءة.