الاختراع واللعب ثم المصاحبة تلك هي الأدوات التي قرر الجيولوجي محمد الفخراني الفائز بجائزة يوسف إدريس للقصة القصيرة التي قرر أن يستخدمه في مشروعه الأدبي عبر ثلاث مجموعات قصصية. وتضم مجموعته القصصية "قبل أن يعرف البحر اسمه"، و"قصص تلعب مع العالم"وهي الفائزة بالجائزة، والثالثة وهي تحت الطبع وتحمل عنوان "طرق سرية للجموح" وهو يقدم من خلالها فكرا جديدا وأسلوبا خاصا من خلال عالم اسطوري خيالي هو عالم اختفى فيه البشر لتظهر فيه صفات البشر من الحب والصدق والكذب وعن الكائنات المحيطة بناء المعاني والأفكار المختلفة. وقد التقينا به للتعرف على مشروعه الإبداعي الخاص وعالمه الأثير في الحوار التالي بداية ماذا تمثل لك جائزة يوسف إدريس في القصة القصيرة؟ كل الجوائز لها مذاق واحد وجميل خاصة في حينها فهي تمثل تقديرا للعمل وتتويجا له حتى إذا كانت جائزة صغيرة. اختلف مشروعك في المجموعة الفائزة عن روايتك الأولى.. فحدثنا عن مشروعك الجديد؟ اتجهت بعد رواية "فاصل للدهشة" التي كانت تمثل صدقة للكثيرين مثلما قالوا عنها من حيث رصدها الشديد بواقعية لعالم المهمشين والعجز البشري.. إلى بداية مشروعي الحالي الذي يعد محاولة لتفكيك مفردات العالم، وإعادة ترتيبها مرة ثانية من وجهة نظري المتمثلة في إعادة وجود عامل مشترك بين المعاني والأفكار أو الكائنات مثل الحرية، البحر، الغابة، الكذب، الحب فأعيد كتابة قصة حياتهم. واخترع لهم قصة حياة وعلاقات خاصة بمن حولهم، والبحث في علاقات محتملة حتى إذا كانت تخيلية فبدأت بمجموعة قبل أن يعرف البحر اسمه.. التي تعتبر هي أولى خطوات ذلك المشروع، والتي حملت جملتها الافتتاحية بداية اختراع تلك المفردات، لا شىء أجمل من أن نخترع العالم، ثم تلتها المجموعة الثانية قصص تلعب مع العالم. وتصدرتها "لا شىء أجمل من أن تلعب مع العالم" والتي تظهر اللعب مع المفردات وإيجاد علاقات جديدة ويوازى ذلك لعب فني ومحاولة اكتشاف طرق جديدة للسرد أو الكتابة لتتناسب وطريقه عرض المجموعة. أما المجموعة الثالثة والتي تتصدرها مقولة "لا شىء أجمل من أن تصاحب العالم" فيقول عنها الفخراني.. هي تحمل عنوان طرق سرية للجموح وتعد استكمال للفكرة السابقة باستخدام مفردات جديدة وأفكار جديدة وكائنات أخرى يحاول مصاحبتها فتبدأ بالبوح بأسرارها له بعد وجود صداقة بينها ويتخيلها وكأنها في علاقة حب مع كائن بشرى فتتحول إلى كائنات تتكلم وتحب بجانب حملها لصفاتها الأساسية.