طالب أعضاء هيئة كبار علماء الأزهر, ومجمع البحوث الإسلامية, بالقصاص من قتلة شهداء الأمن المركزي برفح, مؤكدين أن ما حدث من قتل الجنود العزل في سيناء أثناء عودتهم إلي منازلهم. هو جريمة حرابة متكاملة, تستلزم تطبيق أشد العقوبات علي من قام بها وهي القتل. وناشد العلماء القضاء بسرعة تطبيق العقاب علي القتلة الذين استباحوا دماء أبرياء وقاموا بترويع الآمنين, وأرجعوا أسباب انتشار الإرهاب في سيناء إلي عدة عوامل أبرزها الإفراج خلال هذا العام عن المئات من الإرهابيين والقتلي. وإذا كان مفتي الجمهورية دعا إلي اتخاذ كافة الإجراءات الحازمة لحماية سيناء وجنودنا هناك, والضرب بيد من حديد لحماية سيناء والسيادة المصرية, وأن يتحمل الجميع مسئوليته في الحفاظ علي سلامة أرض الوطن بكل حزم. فان علماء الدين يؤكدون بطلان الفتاوي التي تحرم قتال أبناء الوطن والدين الواحد, وان العنف والإرهاب بجميع أشكاله حرمه الإسلام تحريما قاطعا, وحذروا المصريين عامة والشباب خاصة من التورط في اقتتال واحتراب لا شرعية دينية له ولا مصلحة فيها إلا لأعداء الوطن في الداخل والخارج. وحول الرأي الشرعي في تلك الجريمة, يقول الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر, ان ما حدث في رفح يعد جريمة متكاملة اسمها جريمة الحرابة أو الإفساد في الأرض أو قطع الطريق فهذا هو توصيفها الدقيق في الإسلام, يقول الله تعالي: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم, فهؤلاء يجب معاقبتهم علي جريمتهم النكراء بالقتل أو الصلب لأنها جريمة إفساد في الأرض وعقوبتها من أشد العقوبات الواردة في الشريعة الإسلامية, هذا علي القضاء إن عرف هؤلاء, وعلي قوات الأمن والجيش أن تردع أمثال هؤلاء ولا تمكنهم من فعل جرائمهم النكراء وتستخدم في هذا ما يلزم من القوة لدفع شرهم حتي لو أدي الأمر إلي قتل أمثال هؤلاء, حتي لا يتمكنوا من ترويع المجتمع وسفك دماء الآمنين, وهؤلاء وهم يفعلون جرائمهم باسم الدين, الدين منهم براء فهم مجموعة من الجهلة لا يفقهون شيئا في الشريعة وجميع أفعالهم باطلة. وطالب الدكتور عباس شومان قوات الأمن والجيش بأن تستخدم ما هو ضروري لدفع شر الإرهابيين وتحقيق الأمن لجنودها وللمواطنين أيا كانت انتماءاتهم, موضحا أنه لا يقبل هذا العمل الإجرامي لا مع الجنود أو الإخوان أو النصاري, وهذا أمر تدينه الشريعة الإسلامية ومن يقره يعامل بالحديد والنار لدفع شره عن المجتمع. وقال الدكتور احمد عمر هاشم, عضو هيئة كبار العلماء إن المجندين شهداء في سبيل الحق والواجب وسبيل الله, أما الذين ارتكبوا معهم هذه الجريمة النكراء فهم بفعلهم واستحلالهم خرجوا عن ملة الإسلام لأن الرسول قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ولقد حذر الإسلام من العدوان ومن الإرهاب حتي مع غير المسلم لأنه جريمة نكراء وقد حرم الإسلام مجرد أن يشير الإنسان إلي الإنسان بالسلاح, أو بحديدة لقوله صلي الله عليه وسلم من أشار إلي أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتي يدعها, وإن كان أخاه لأبيه وأمه. وهؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء يجب أن يأخذوا جزاءهم وعقوبتهم في الدنيا قبل الآخرة, كما أن واجب المجتمع أن يحمي حرمة النفس الإنسانية وأن يصون الإنسان دم أخيه الإنسان, وألا يعتدي أحد علي أحد وليعلم كل الفرقاء من السياسيين أنهم لو دخلوا في صراعات وكل فريق يريد الفوز بها, ولو كان علي حساب دم أخيه فهما في النار لقول الرسول إذا التقي مسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. من جانبه أكد الداعية الدكتور أسامة الأزهري أن ما يجري الآن من إثارة للفتنة ونشر للفوضي استماتة في التشبث بالسلطة ليس له صلة بدين الإسلام الذي أنزله الله علي سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم. وان تبرير سفك الدماء والدعوة إلي الاستشهاد في غير موضعه والتحريض علي المواطنين من المسلمين وأهل الكتاب واستهداف الجنود وتحطيم الممتلكات جريمة شنيعة في حق الإسلام وفي حق الأمة سوف يتحمل مسئوليتها من يدعو إليها ومن يستجيب لها أو يروج لنشرها. وحذر الشباب من الاغترار بما يروج له دعاة القتل واستباحة الدماء المعصومة من الذين حذر النبي صلي الله عليه وآله وسلم منهم بقوله: يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم, وصيامكم مع صيامهم, وعملكم مع عملهم, ويقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية رواه البخاري ومسلم. أسباب انتشار الإرهاب وحول أسباب انتشار الفكر الإرهابي وسبل مواجهته, يري الدكتور نبيل السمالوطي, أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر, أن سيناء أصبحت مرتعا للإرهاب والخارجين علي القانون, لعدد من الأسباب منها السكوت علي الأسلحة الكثيرة التي كانت تأتي من ليبيا وتذهب إلي سيناء, والإفراج عن مئات المتورطين في جرائم القتل وهم أيضا من المتأسلمين, وفتح المجال بغير ضوابط لبعض أهالي غزة من أنصار حماس ومن كتائب القسام الذين دخلوا سيناء من خلال الأنفاق غير المشروعة وحصول بعضهم علي الجنسية المصرية, والسماح لبعض المتأسلمين من الأفغان وباكستان ومن سوريا التوجه إلي سيناء والانضمام إلي هذه الجماعات التي تسمي بالجهادية السلفية أو أية تسمية أخري, هذه الجماعات للأسف الشديد نمت وخاصة خلال العام ونصف الماضي بشكل أصبح يمثل الخطورة الكبري علي أمن الوطن. واستنكر تسمية تلك الجماعات الإرهابية بالجهادية, موضحا أن الجهاد في الإسلام شرع في الأصل لتحرير إرادة الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية لأبناء المجتمعات, موضحا أن الجماعات الموجودة في سيناء التي قامت بقتل العديد من جنودنا في الأمن المركزي والعديد من ضباط وجنود الجيش خلال السنة الماضية حتي في رمضان وأثناء طعام الإفطار لا يمكن وصف أعمالهم المشينة بالجهاد وإنما هو عمل إجرامي بكل معني كلمة الإجرام يدينه الإسلام, كما تدينه كل الشرائع السماوية بل وتدينه الديانات الوضعية ويدينه العقل السليم, والفطرة الإنسانية السوية, هذه الجماعات التي تسمي بالجهادية في سيناء جماعات إجرامية.