أكد علماء الدين أن الشريعة الإسلامية تحفظ للمسلمين دماءهم وجاءت لمنع استخدام الذرائع وإغلاق كل الوسائل التي تفضي إلي الشر.. واعتبر الإسلام سفك الدم المسلم بغير حق من كبائر الذنوب وتوعد الله سبحانه مرتكبه بأعظم العقوبة فقال عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ولذلك فقد شرع الإسلام كما يقول الدكتور أحمد شحاته أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر وضع الحواجز التي تمنع المسلم من الوقوع في هذه الجريمة النكراء وجعلها أمرا تقضي بتطبيقه التعاليم الإسلامية التزاما بقول النبي صلي الله عليه وسلم( لا يشير أحدكم علي أخيه بالسلاح) ونهي عن إشهار السلاح للترهيب ولو كان علي سبيل المزاح وكل هذا احتراما لدماء المسلمين وصيانة لكرامتهم وأرواحهم.. وحذر رسول الله عليه السلام من حمل السلاح دون التأكد من عدم إمكانية استخدامه بغير قصد لأن الشيطان يفرح بالمسلم حال غضبه وخصومته فيطمس علي قلبه ويعمي بصيرته ليرتكب جريمته بقتل أخيه المسلم.. وقد روي أن النبي صلي الله عليه وسلم مر بمجلس قوم وهم يتعاطون السيف مصلتا بأيديهم فقال لهم أما زجرت عن هذا ونهي رسول الله عن حمل السيوف دون وضعها في غمدها فقال عليه السلام: لا يعطين أحدكم أخاه السيف مصلتا حتي يضعه في غمده وذلك تخوفا من إصابة إنسان.. كما حذر النبي من الإشارة بالسلاح علي آخر فقال عليه السلام: من أشار علي أخيه بالسلاح لعنته الملائكة حتي ينتهي ولو كان أخاه من أبيه وأمه. ويؤكد الدكتور منصور الحفناوي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق أن الإسلام يرفض حمل السلاح في المساجد أو تجمعات الناس حتي لا يستخدم كوسيلة تهديد او ترويع أو أحداث ضرر.. وقد نهي النبي عليه السلام عن ذلك عندما رأي رجلا يحمل سهامه وظهرت نصالها فأمر صلي الله عليه وسلم الرجل بأن يمسكها وقال: من أتي سوقنا او مسجدنا ومعه نبل فليمسك علي نصاله وليقبض بيده حتي لا يصيب أحدا من المسلمين بسوء وجاء هذا كله لحماية المسلم من أن يتحمل الإثم.. كما نهي الإسلام عن ترويع المسلمين فقد روي أن احد الصحابة كان يحمل سلاحه وأصابه نعاس فاخذ آخر سهامه فاستيقظ الرجل مرتاعا فقال النبي صلي الله عليه وسلم: لا يحل لرجل أن يروع مسلما واوجب الإسلام الابتعاد عن كل وسيلة تؤدي إلي الإضرار بالناس وفي هذا جاء نهي رسول الله عن القذف بالحصي فقال عليه السلام: انه لا يقتل صيدا ولا ينكأ عدوا وإنما يفقأ عينا أو يكسر سنا ولهذا كانت دعوة الدين الإسلامي إلي حفظ النفس الإنسانية والكرامة للمسلم وصيانة للأرواح وحمايتها من ارتكاب مساوئ الأمور التي لا يفكر في عواقبها الإنسان وتؤدي إلي الشرور والآثام.