لا أبالغ بالقول بانني اصبحت عاجزا عن استيعاب تفاصيل المشهد السياسي المصري الحالي بعد ان اصبح مصير الثورة المصرية مرهونا بما تسفر عنه مفاوضات سجن العقرب. وان ارباب السوابق الذين لفظهم الشعب في ثورة يونيو يساومون شركاءهم الاجانب علي اقتسام التركة, بينما حكومة الشعب ضيف شرف في هذه المفاوضات! ولا ادري لماذا قفز الي ذهني ماطرحه المعزول مرسي من تساؤلات حول مصير القرد لو مات' القرداتي' وكأنه كان يستشف المستقبل حيث تتجه معظم التسريبات الي ان الاتجاه لدي اهله وعشيرته يتجه للتضحية به في اول حارة ليضمنوا مستقبلهم والتخلص منه باعتباره' استبن' ولعل مانشهده من مفاوضات غريبة ومريبة بين مرسي والمسئولين الدوليين تعيد لاذهاننا ايضا خواطره حول جراب الحاوي الذي يخرج حمامة ويخرج ايضا ثعبانا الي اخر مفردات المولد الذي كان يسيطر علي فكر الرئيس المعزول والذي لا ندري عما يتفاوض ولا عن حقيقة مبلغ الثمانية مليار دولار التي يتردد انه حصل عليها في مقابل تنفيذ صفقة الارض البديلة لصالح حلفائه الحمساويين تحت رعاية الممول الامريكي! وكأنه قد اصبح لزاما علينا ان نترقب ما يحويه جراب المعزول الذي لا يتوقف عن بث حملات التحريض لانصاره لاشاعة جو القتل والرعب داخل المجتمع المصري في ظل تراخ شديد من الاجهزة الامنية التي تركت الحبل علي الغارب لمعتصمي رابعة والنهضة لفرض واقع جديد يجعل مكتسبات الثورة امرا قابلا للمزايدة. ان الشارع لا يقبل ما يساق من مبررات للتلكؤ في فض الاعتصامات وما يترتب عليها من قطع للطرق وإتلاف للمنشآت وكانه لا يكفي ما نراه في هذه الاعتصامات من خطف للاطفال وجرائم تعذيب وظهور اشخاص بلباس الاحرام وكان ميدان رابعة قد تحول الي حرم ثالث للتغرير بمزيد من البسطاء. وبدلا من فض هذه الاعتصامات يتم تفويض الحكومة للقيام بهذه المهمة والتي قامت بدورهابتفويض وزارة الداخلية وكأن الداخلية كيان منفصل عن الحكومة واخشي ان تقوم الداخلية بتفويض مديرية امن القاهرة لتنفيذ المهمة ويأتي عيد الفطر ايضا ليبرر التأخير في التخلص من هذه البؤر الاجرامية ليكرس المزيد من سياسة الايدي المرتعشة. لمزيد من مقالات أحمد عصمت