بلاد الرافدين تغرق في مستنقع الدماء التي تسيل يوميا في شوارع المدن العراقية, جراء انفجار سيارات ملغومة وتفجيرات وعمليات اغتيال, ووسط كل هذه الفوضي لا يقدر العراق بكل إمكاناته وثروته علي التقاط أنفاسه, علي الرغم من تخلصه من نظام صدام حسين القمعي منذ.2003 وجزء مهم من مأساة العراق نخبته السياسية غير القادرة علي التوافق وتسوية ما بينها من خلافات, وتفضيلها تقديم المصالح الطائفية علي ما عداها, وهو ما تسبب في استشراء وباء الطائفية بين مكونات المجتمع, فالقتل يتم بناء علي الهوية الدينية شيعي أو سني, ناهيك عن تنامي النزعة الانفصالية بين أقاليم البلاد المختلفة, وكأننا أمام أناس يفرون من مركب توشك علي الغرق. ومما زاد من هموم العراقيين وتفاقم متاعبهم التدخلات الخارجية, فالولايات المتحدة سحبت قواتها التي فشلت في الحفاظ علي أمن واستقرار بلد بحجم ومكانة العراق, في حين انتهزت إيران الفرصة لتزيد من نفوذها علي الأرض استنادا إلي أن غالبية السكان من الشيعة, وفي المعية تحول العراق لساحة حرب بين واشنطن وطهران ولتصفية حساباتهما, وخاصة مع انتشار الجماعات المتطرفة من أمثال القاعدة وغيرها. إن العراقيين يعانون بشدة في ظل حكومة نوري المالكي, التي تصر علي تسيير الأمور وفقا لرؤيتها, مستفيدة من تشرذم وانقسامات المعارضة, وإن تركت بدون مساعدة من أبنائها أولا والعرب ثانيا فسوف نفقد كيانا عظيما اسمه العراق. لمزيد من مقالات