كان26 يوليو بلا شك يوما مهما في حياة المصريين باختلاف توجهاتهم السياسية أو حتي ممن لا ينتمون لاي توجه, وبين عشرات القنوات المنتشرة علي جميع الاقمار الصناعية التي نقلت الحدث . وجد المشاهد المصري نفسه والمهتم بمتابعة الحدث علي الفضائيات حائرا من التضارب الرهيب في المعلومات عن ذلك اليوم وما تبعه من أحداث واشتباكات في أماكن متفرقة من أنحاء المعمورة, فقنوات التيار المؤيد للتحركات الشعبية لتفويض الجيش والشرطة نقلت مسيرات التأييد فقط وغضت البصر عن مسيرات التيار الآخر, وراحت تدعم اتجاهات ما تنقله عبر ضيوف ومداخلات وتغطيات لهم نفس التوجه وتحصي الأعداد وتتفاخر بها وتروج بان التيار الآخر اقل عددا بكثير, أما القنوات المؤيدة للرئيس المعزول والتي غطت فعاليات مناصريه فقد نقلت هي الآخر صورة واحده فقط ولم تشر الي المفوضين للجيش والشرطة واعتبرتهم أقلية ودعمت توجهها بمداخلات وتغطيات تدعم ما تنقله وما تؤيده, حتي القنوات الأجنبية الشهيرة لم تنج من فخ التحيز والتضارب مع الأرقام الرسمية التي كانت تعلن أو بيانات وأرقام المواطنين في الشوارع, ومع الإحداث المؤسفة أمام المنصة وجد المشاهد نفسه تائها بين أرقام ضحايا متضاربة تماما وروايات مختلفة جعلت المشاهد لا يدري اي القنوات متحيز وايهما مهني وأيها ينقل الحقيقة أو قريب منها, وعن تغطية أحداث26 يوليو وان كانت مهنية ام متحيزه يقول الخبير الاعلامي ياسر عبد العزيز: يمكن القول ان الحيادية والموضوعية كانت غائبة تماما عن جميع القنوات التي نقلت أحداث26 يوليو ولكن الإنصاف يقتضي الإشارة الي ان الأخطاء التي ارتكبتها وسائل الإعلام الاجنبية الإقليمية كانت في غاية الخطورة, ومازالت وسائل الإعلام المملوكة للدولة تعمل علي مصلحة السلطة الحاكمة فقط, وكانت القنوات الخاصة في مجملها تناصر الثوار في مواجهة الاخوان المسلمين, أما وسائل الإعلام الوافدة تلعب دورا خطيرا, فكانت قناة الجزيرة بمثابة أداة دعائية لخدمة جماعة الاخوان وهو أمر ينطبق أيضا علي القناة التركية, وللأسف فان قنوات عالمية عريقة أظهرت انحيازا واضحا لمصلحة جماعة الإخوان ولم تنصف ملايين المصريين الذين خرجوا لتفويض الجيش والشرطة بمحاربة الإرهاب والتنديد به.