أكد البيان الصادر عن غرفة العمليات التي شكلتها وزارة الإعلام لمتابعة تغطيات الانتخابات علي قنوات التليفزيون المصري، أن التغطيات خلال شهر كامل بلغت 313 ساعة اتسمت بالتوازن بين ممثلي مختلف التيارات السياسية وأفردت مساحات مناسبة للخبراء، وأن 50% من ضيوف البرامج والمداخلات التليفونية كانوا من الصحفيين وأساتذة الجامعات والخبراء و11% من ضيوف البرامج من النشطاء السياسيين والحقوقيين وممثلي منظمات المجتمع المدني و6.7% للمنتمين للأحزاب السياسية و2.2% فقط من إجمالي الضيوف لشخصيات تنتمي للمجلس الأعلي للقوات المسلحة. هذا ما أكده البيان الرسمي لكن تري ما التقييم الحقيقي للأداء الإعلامي خلال تغطية المرحلة الأولي من الانتخابات والتي بدأت في 28 نوفمبر الماضي. مخالفات حيث أولت القنوات الأرضية والفضائية للانتخابات البرلمانية اهتماما كبيرا وأفردت أغلب القنوات مساحات كبيرة من توقيتاتها لنقل الحدث لحظة بلحظة والتعليق عليه واستضافت الخبراء للتحليل والتفسير، ولاشك أن لتلك التغطية إيجابياتها وسلبياتها، فما رأي بعض خبراء الإعلام حول هذه التغطيات؟ ورغم كثافة التغطية الإعلامية إلا أن كان هناك العديد من الملاحظات رصدتها لجنة الرصد والتقييم الإعلامي للانتخابات، والتي تتابع الوسائل الإعلامية الرسمية والخاصة لرصد مدي التزامها بالمعايير الإعلامية التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات. وإذا كانت اللجنة قد أشادت بتغطية الإعلام الرسمي للانتخابات، بل وتميزه بالحيادية علي الإعلام الخاص، فإن رئيس وأعضاء اللجنة قد أقروا بالعديد من المخالفات التي مارستها الفضائيات الخاصة والتي تجاوزت إعلانات البعض بها السقف المالي المحدد ب4 ملايين جنيه، أو أعطت وقتا أكثر لبعض الأحزاب والمرشحين، أو استضافت بعض المرشحين والأحزاب. وتبني بعضها التيارات الدينية أو الليبرالية. ويقول الأديب يوسف القعيد عضو اللجنة, كان هناك قدر من التجاوزات في القنوات الفضائية لعل أهمها فكرة الدعاية الدينية بشكل فج وهو أمر مرفوض في الدعاية الانتخابية وشهدت بعض البرامج هجوما من الضيوف علي المنافسين وهو أمر كان يجب علي المذيعين التصدي له, ومع ذلك قدمت قنوات التليفزيون المصري الأولي والثانية والفضائية والنيل للأخبار تغطية جيدة، واستطاعت أن تنقل النبض الحقيقي للعملية الانتخابية رغم ضعف الامكانيات ومستوي بعض المراسلين وأري أن هناك بصيص أمل في المذيعين الذين يخطون خطوات إيجابية نحو المهنية في تقديم المعلومة بشكل محايد. حكومة الجنزوري.. السبب بينما يري د. فاروق أبوزيد أستاذ الإعلام أن أحداث التحرير وتكليف د. كمال الجنزوري بتشكيل الحكومة جعلت القنوات تنشغل بهذه الأحداث الساخنة وتنصرف عن الانتخابات البرلمانية وبالتالي لم تقدم الشرح الموسع للعملية الانتخابية ولكنها عوضت ما فاتها بتقديم تحليلات مكثفة لها طوال يومي الانتخابات، كما كان هناك تشجيع من الإعلام الحكومي والخاص علي حث المواطنين علي الذهاب لصناديق الانتخابات، والتغطية الإعلامية في مجملها جيدة واتسمت بالكثافة والموضوعية في معظم الأحيان وهي مرحلة جديدة ومتطورة للإعلام المصري الحكومي والخاص بعد ثورة يناير وأتمني ان تتواصل المتابعات والتحليلات اليومية للمرحلة الثانية والثالثة بنفس الدرجة التي شاهدناها في المرحلة الأولي. فيما أكد ممدوح الولي نقيب الصحفيين، أن الإعلام المصري سواء كان المقروء أو المرئي قد أتاح مساحات طويلة لتغطية الانتخابات علي مستوي المرشحين وأيضا علي النطاق الجغرافي. وقال الولي إن الجزء الأكبر من التغطية الإعلامية يستحوذ عليه رؤساء الأحزاب أما الجزء الخاص بآراء المواطنين فلم يأخذ الحظ الأوفر من التغطية الإعلامية بالإضافة إلي المرشحين الشباب والمرشحات النساء. مشيرا إلي أن المناطق الريفية والإقليمية لم تحظ هي الأخري بالتغطية الإعلامية الكافية التي تحظي بها العاصمة والإسكندرية وان التغطية قد أغفلت أيضا استطلاع الرأي للمناطق الشعبية والعشوائية بما يشير أن مناطق النخبة والصفوة هي التي تحظي بالتغطية الأوفر في الانتخابات. الميكروفون في إيد الشعب ومن جانبه يقول الإعلامي والبرلماني العتيد فهمي عمر: إن تغطية الإعلام الرسمي للانتخابات كانت متميزة علي مستوي الإعلام المسموع والمرئي وتفوق جهاز الإعلام الرسمي علي كل أقرانه المنافسين وكانت الإذاعة المصرية هي السباقة دائما بعد أن انتشرت كتابتها في كل الأنحاء تنقل الحدث أولا بأول وتعطي الميكروفون لكل أبناء الشعب ليعبروا عن آرائهم بكل حرية وأيضا أعطي التليفزيون جهدا كبيرا تمثل في مراسليه في عديد من المحافظات ونقلوا الصورة بموضوعية وحرفية, إضافة إلي ستديوهات التحليل التي قيمت الحدث بشكل حيادي وأزعم أن جهاز الإعلام الرسمي بهذه الحرفية التي أدار بها تغطية الانتخابات استعاد الكثير من بريقه ولمعانه. وعلي جانب آخر تقول د. مني الحديدي أستاذ الإعلام: لقد حظيت الانتخابات، كأول انتخابات بعد الثورة باهتمام إعلامي غير مسبوق علي كل الوسائل الرسمية والخاصة وهي ممارسة محمودة تؤكد أن الإعلام علي اختلاف توجهاته بدأ يعتمد علي الأجندات الحقيقية للمجتمع وكان البث الرسمي الحي سمة من سمات القنوات وقبل أيام التصويت كانت هناك فرص للتعلم من البرامج كيفية الإنتخاب وكان الاهتمام من حيث الكم حيث أفردت ساعات كثيرة المراسلين ولكنني أري أنه مازال دور المراسل أو المندوب غير محدد فهو يظهر ليقول كلام إنشائي ولا يعطي معلومات، كما حدث الكثيرا من الخلط بين الخبر والرأي وهذا له موقعه وهذا له موقع آخر، فالجمهور يحتاج إلي أخبار ومعلومات والتعليق والتحليل والتفسير يأتي من الخبراء، كما لاحظت استهلاك بعض الوجوه في نفس الفترة. ويقول الخبير الإعلامي د. محمد سعد إن الملاحظ هو عدم التزام بعض القنوات الفضائية بفترة الصمت أي ال 48 ساعة التي قررتها اللجنة العليا للانتخابات إضافة إلي تجاوز بعض القنوات في الدعاية لأحزاب معينة أيضا بعض القنوات تعدت الحد الأقصي للمبالغ المقررة للدعاية الانتخابية مما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب المختلفة وعموما فالإعلام الرسمي كان أكثر التزاما بالمعايير الموضوعة للتغطية.