أصدرت لجنة تقييم الأداء الإعلامي برئاسة د. فاروق أبو زيد تقريرها الثاني عن التغطيات الإعلامية لانتخابات مجلس الشوري في الفترة من (42 مايو - 1 يونيو 0102م) ، و احتوي تقرير اللجنة علي مجموعة من الملاحظات العامة و ملاحظات خاصة بالتغطيات الإعلامية علي ضوء المبادئ و المعايير المعتمدة في الإذاعة المسموعة و قنوات التليفزيون العامة و قنوات التليفزيون الخاصة كما تضمن تقرير اللجنة مجموعة من التوصيات . وقد وجه انس الفقي وزير الإعلام الشكر و التقدير للجنة علي الجهد الذي قدمته في متابعة الأداء الإعلامي اثناء فترة الانتخابات ، كما احال الفقي تقرير اللجنة الي مجلس إدارة المنطقة الإعلامية الحرة للتعامل مع ما ورد به من تجاوزات القنوات الفضائية الخاصة ، كما احال تجاوزات القناة الثالثة و قناة نايل لايف الي رئيس اتحاد الإذاعة و التليفزيون لمحاسبتهما . أشاد تقرير اللجنة بأهمية الحملة الإعلامية القومية (شارك وانتخب) و الاهتمام المكثف من جانب الشبكات الإذاعية والقنوات التليفزيونية العامة بتغطية الاستعدادات لانتخابات مجلس الشوري ، وأشاد ايضاً بالتغطية الإعلامية للشبكات الإذاعية والقنوات التليفزيونية العامة و وصفها بالتوازن فيما أفردته من مساحات لممثلي الأحزاب المشاركه في الانتخابات. و أشار التقرير الي ان القنوات الفضائية الخاصة أولت اهتماماً محدوداً بانتخابات مجلس الشوري . اكد التقرير ان اللجنة لم تتلق خلال فترة التقرير أية شكاوي من الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات. أشار التقرير الي ان العديد من المرشحين لم يتقدموا للمشاركة في البرامج المخصصة لعرض برامجهم الانتخابية في الإذاعة و التليفزيون رغم تكرار دعوتهم . و قد تضمن التقرير الملاحظات كالاتي : أولاً : الملاحظات العامة : لوحظ الاهتمام المكثف من جانب الشبكات الإذاعية والقنوات التليفزيونية العامة بتغطية الاستعدادات لانتخابات مجلس الشوري ، حيث قدمت العديد من البرامج التي توضح أهمية الدور التشريعي لمجلس الشوري، وأهمية المشاركة الجماهيرية في الانتخابات ، كما زادت جرعة برامج التثقيف السياسي وحفز المشاركة الشعبية. وتجدر الإشارة إلي أهمية الحملة الإعلامية القومية (شارك وانتخب) والتي تقدم باستمرار عبر الإذاعات والقنوات التليفزيونية العامة علي مدار اليوم طوال فترة الحملة الإعلامية ، كما أن هذه الإذاعات والقنوات اهتمت بإذاعة التنويهات المستمرة حول حفز المستمعين والمشاهدين للادلاء بأصواتهم في تلك الانتخابات ، ومن الملاحظ أن القنوات الفضائية المصرية الخاصة لم تشارك في هذه الحملة القومية . أولت البرامج الحوارية في بعض القنوات الفضائية الخاصة اهتماماً محدوداً بانتخابات مجلس الشوري، لا يتفق مع أهميتها وانصرف اهتمامها بشكل أكبر لتغطية انتخابات رئاسة حزب الوفد ، كما حظيت بعض القضايا التي يغلب عليها عنصر الاثارة باهتمام تلك القنوات. اتسمت التغطية الإعلامية للشبكات الإذاعية والقنوات التليفزيونية العامة بالتوازن فيما أفردته من مساحات لممثلي الأحزاب المشاركه في الانتخابات لتقديم برامجهم الانتخابية ، كما حظيت التغطية الإعلامية للمؤتمرات الانتخابية للأحزاب المختلفة باهتمام متكافئ . تلم تتلق اللجنة خلال فترة التقرير أيه شكاوي من الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات او ممثليهم في اللجنة وكذلك من المرشحين المستقلين حول منع أي مرشح منهم من عرض برنامجه الإنتخابي في الشبكات الإذاعية والقنوات التليفزيونية العامة . لم يتقدم العديد من المرشحين للمشاركة في البرامج المخصصه لعرض برامجهم الإنتخابية في الشبكات الإذاعية والقنوات التليفزيونية المخصصة لذلك رغم حرص هذه الشبكات والقنوات الاقليمية علي توجيه نداءات لكل المرشحين للتقدم للمشاركه من خلال شريط الاخبار ، أو من خلال التنويهات التي توجهها لهم علي مدار اليوم . تم إلتزام معظم البرامج الإذاعية والتليفزيونية في الإذاعات والقنوات العامة بتقديم الضيوف من المسئولين بصفاتهم الوظيفية وليس الحزبية. إلتزمت غالبية الشبكات الإذاعية والقنوات التليفزيونية والفضائية العامة والخاصة بالتوقف عن الدعاية الانتخابية بدأ من يوم الاثنين 13/5/0102 م وهو الموعد المحدد لوقف الدعاية الانتخابية وفقاً للقانون ، ولوحظ عدم إلتزام عدد قليل من هذه القنوات بفترة الصمت الإنتخابي وهي الفترة التي حددها القانون رقم 471 سنة 5002 بضرورة الإلتزام بالمواعيد المحددة للدعاية الإنتخابية في الإذاعة والتليفزيون وهذه القنوات هي : قناة المحور ، قناة ON TV وقناة اليوم بالأوربت ، والقناة الثالثة بالتليفزيون المصري ، وقناة نايل لايف بقطاع القنوات المتخصصة ثانيا: التغطية الإعلامية علي ضوء المبادئ والمعايير المعتمدة : الإذاعة المسموعة قدمت شبكة الإذاعات الإقليمية فرصاً متوازنة لمرشحي مختلف الأحزاب المشاركة في الانتخابات لعرض برامجهم ، حيث تم إستضافة مرشحي عشرة أحزاب سياسية هي : الحزب الوطني الديموقراطي ذ الاحرار التجمع الجيل الديموقراطي الوفد شباب مصر الغد العرب الناصري الجمهوري الحر الدستوري الحر . واستضافت برامج شبكة الاذاعات الاقليمية 631 مرشحاً مستقلاً لعرض برامجهم. وقد حرصت الشبكة علي تقديم تلك البرامج واعادتها خلال فترة الضم . تأكدت اللجنة أنه لم يتم منع أي مرشح مستقل من عرض برنامجه الانتخابي بصرف النظر عن انتمائه السياسي . قنوات التليفزيون العامة : تلوحظ حرص معظم البرامج التي خصصتها القناتان الأولي والثانية بالتليفزيون المصري لتغطية الانتخابات مثل (حوار الأحزاب) و (نشاط الأحزاب) علي التوازن في عرض برامج الأحزاب المشاركة في الانتخابات والتأكيد علي هذا التوازن أيضاً في التقارير الانتخابية التي قدمت عن الانتخابات وعلي سبيل المثال . في يوم الأحد 03/5/0102 م عرض برنامج نشاط الأحزاب تقريراً إخبارياً عن الأنشطة الانتخابية عن الأحزاب ، حيث عرض تقارير إخبارية عن الحزب الوطني الديموقراطي - التجمع ذ الأحرار ذ الجيل ذ الجمهوري الحر ذ السلام الديموقراطي . قدمت قناة النيل للأخبار في نشرة أخبار الساعة 21ظهراً في يوم الأربعاء 62/5/0102م تغطية كاملة لمؤتمر الحزب الوطني الذي عقد في محافظة الدقهلية دون الإشارة إلي مؤتمرات حزبية أخري . أتاحت القنوات الاقليمية ذ من خلال العديد من البرامج ذ فرصاً متوازنة أمام مرشحي الاحزاب المختلفة لشرح برامجهم الانتخابية لمدد محددة ومتوازنة ، كما وظفت هذه القنوات برامجها المختلفة لتقديم فقرات حول الانتخابات، وحفز المواطنين للمشاركة فيها. أهتمت القنوات المتخصصة بتكثيف إذاعة التنويهات التي تدعو المواطنين للمشاركة في الإنتخابات سواء من خلال قنوات : الأسرة والطفل ذ القناة الثقافية ذ نايل لايف ذ نايل سبورت ذ نايل دراما . أبدي عدد من ممثلي الأحزاب في اللجنة ملاحظة حول فقرة وردت في برنامج "من القاهرة" الذي أذيع يوم الأحد 03مايو في قناة النيل للأخبار عن انتخابات مجلس الشوري حيث قالت مقدمة البرنامج "إن أحزاب الوطني والوفد والتجمع" أحزاب كبري بينما بقية الاحزاب صغيرة ولا تستطيع المنافسة" وذكروا أنه يمكن اعتبار ذلك تقليلاً من شأن أحزاب تشارك في الانتخابات مما يؤثر سلباً علي الناخبين. تقامت القناة الثالثة بتقديم حلقة خاصة من برنامج " شباب علي الهواء " في الساعة الخامسة مساء الالو من يونيو لتغطية الانتخابات ، وكانت معظم المداخلات التليفونية لأعضاء من الحزب الوطني ، ولم يقدم البرنامج أي ممثلين للأحزاب الأخري أو المستقلين فضلاً عنه أنه يعتبر خرقاً لفترة الصمت الإنتخابي . القنوات التليفزيونية الخاصة : يحسب للقنوات التليفزيونية الخاصة ذ رغم قلة اهتمامها بانتخابات مجلس الشوري عدم توظيف برامجها لإستغلال أجواء الانتخابات في الإثارة وبث روح الصراع بين الأحزاب السياسية . كما حرصت البرامج الحوارية في تلك القنوات علي إحداث نوع معقول من التوازن في استضافة ممثلي الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات . إستضافت مقدمة برنامج " بلدنا بالمصري" علي قناه On T.V يوم الاثنين 03 مايو كلاً من د.يمن الحماقي، والكاتب الصحفي سليمان جوده ورئيس احدي الجمعيات الاهليه (جمعية نهوض للمشاركه) للحديث حول انتخابات مجلس الشوري . وقالت مقدمه البرنامج بنوع من السخرية ان أحد مرشحي الحزب الوطني أعلن في مؤتمر جماهيري اليوم فوزه في الانتخابات التي ستجري غداً. ولم تذكر اسم المرشح أو اسم الدائرة ، وهو خبر مجهل لا يستند إلي مصدر ويسئ إلي العملية الإنتخابية . أشار مقدم برنامج القاهرة اليوم بقناة اليوم بالأوربت في حلقة يوم الأثنين 13 مايو إلي قدرته علي التنبؤ بما سيحدث غداً وهو أن مرشحي الحزب الوطني سيفوزون في الإنتخابات ، موضحاً بسخرية أنه من المتوقع حدوث بعض المشكلات في 4 دوائر إنتخابية في الإسكندرية ودمياط ، كما أنه من المتوقع أن يتم إعادة الإنتخابات في 20 لجنة مضيفاً أن الترتيبات الخاصة بالعملية الإنتخابية بدأت بالفعل منذ اليوم مثلما يحدث في كل مرة ويلاحظ أن الحديث يقدم معلومات لا تستند إلي مصادر ، كما أن توقعاته توحي بوجود تدخلات في العملية الإنتخابية بما يصيب المواطنين بالإحباط ولا يشجعهم علي المشاركة في التصويت. ثالثاً : التوصيات : أهمية التنبيه إلي خطورة قيام بعض مقدمي البرامج أو ضيوفهم سواء كانوا مرشحين أو متحدثين بالتشكيك في العملية الإنتخابية بحيث وصل عند بعضهم إلي التنبؤ بالنتائج بما يخدم شكوكهم وإصدار الأحكام بعدم نزاهة الإنتخابات والتشكيك في النتائج وهي أمور لا تقوم علي تحليل سياسي أو موضوعي ولا تستند إلي معلومات موثقة وقرائن مما يؤدي في النهاية إلي إحباط المواطنين وعزوفهم عن المشاركة في الإنتخابات سواء بالترشيح أو التصويت . ضرورة تحلي وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بأعلي قدر من المسئولية المهنية والأخلاقية في التعامل مع نتائج الإنتخابات ومما يساعد علي ذلك عدم الإستناد إلي حادثة جزئية أو فردية وتعميمها علي الحدث أو الظاهرة بكاملها ، وعدم تضخيم بعض الأحداث وإعطائها حجما أكبر من حجمها الحقيقي أو منحها دلالات لا تحتملها والتدقيق في صحة المعلومات والبيانات والأرقام وتوثيقها والتصريحات التي تتعلق بالعملية الإنتخابية . الحرص علي التوازن في إذاعة نتائج الإنتخابات وتحليل أبعادها ودلالاتها . وذلك من خلال إستضافة ممثلين عن كافة الأحزاب المشاركة في الإنتخابات . أهمية قيام القنوات الفضائية المصرية الخاصة بأداء دورها في دعم العملية الإنتخابية باعتبارها دعامة لتقدم الديمقراطية في مصر ، خاصة أن هذه القنوات هي إحدي ثمار الديمقراطية وأول المستفيدين منها .