علي مدي الأيام التي سبقت إجراء الرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية وأثناءها قامت لجنة الرصد والمتابعة للتغطية الإعلامية للانتخابات والتي تضم عددا من خبراء الإعلام وممثلين عن المجلس القومي لحقوق الإنسان بمتابعة القنوات المصرية الرسمية والفضائية والإذاعة علي مدي24 ساعة يوميا لرصد مدي التزام هذه القنوات بالمعايير التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات, من حيث المدة الزمنية المخصصة للمرشحين والمضمون الإعلامي وكذلك الاعلانات المدفوعة الأجر أو إعلانات التوعية ومدي إلتزامها بالمعايير وبالسقف الإعلامي والمالي المحدد لكل حزب وللمرشحين, وتوجيه بعض القنوات للالتزام بيومي الصمت قبل بداية الانتخابات بيوم ويوم الانتخابات. وفي هذا التحقيق نرصد أهم ملاحظات بعض أعضاء اللجنة علي التغطية الإعلامية للانتخابات في الإذاعة والتليفزيون والقنوات الفضائية. يقول الإعلامي فهمي عمر: إن تغطية الإعلام الرسمي للانتخابات كانت متميزة علي مستوي الإعلام المسموع والمرئي وتفوق جهاز الإعلام الرسمي علي كل أقرانه المنافسين وكانت الإذاعة المصرية هي السباقة دائما بعد أن انتشرت كتابتها في كل الأنحاء تنقل الحدث أولا بأول وتعطي الميكروفون لكل أبناء الشعب ليعبروا عن آرائهم بكل حرية وأيضا أعطي التليفزيون جهدا كبيرا تمثل في مراسليه في عديد من المحافظات ونقلوا الصورة بموضوعية وحرفية, إضافة إلي استديوهات التحليل التي قيمت الحدث بشكل حيادي وأزعم أن جهاز الإعلام الرسمي بهذه الحرفية التي أدار بها تغطية الانتخابات استعاد الكثير من بريقه ولمعانه. ويري الإعلامي محمود سلطان, أن التليفزيون المصري كان أكثر التزاما بالمعايير الموضوعة للتغطية الإعلامية. في المقابل كانت هناك بعض القنوات الفضائية تخالف هذه المعايير فكانت تستضيف بعض المرشحين خلال يومي الصمت( ال48 ساعة قبل بداية الانتخاب ويوم الانتخاب) كما قدمت بعض برامج الفضائيات لقطات من الانتخابات السابقة, ورغم أنها كانت ملتزمة بكتابة تاريخ هذه اللقطات الأرشيفية علي الشاشة, وأري أنه لم يكن هناك داع لعرضها وكانت قنوات التليفزيون محايدة في تغطية الانتخابات وقدمت قناة النيل للأخبار أداء متميزا وأيضا القناة الأولي قدمت تغطية شاملة من جميع المحافظات, والملاحظ عموما أن الإعلام المصري يتحسن أداؤه يوما بعد يوم لكنه يحتاج فرصة كافية حتي يستعيد مكانته. أما الكاتبة والناقدة د.عزة هيكل فتقول إن كثيرا من برامج التليفزيون المصري التزمت بالمعايير الموضوعة للتغطية لكن كانت هناك بعض القنوات بها نوع من التجاوز وإبداء الرأي بصورة مبالغ فيها وأعطت وقتا أكثر لبعض الأحزاب والمرشحين, وبعض القنوات الفضائية تجاوزات في استضافة بعض المرشحين والأحزاب. وبعضها تبني التيارات الدينية أو الليبرالية واستخدمت بعضها أسلوب التحريض ضد فكر معين وهو ما يعد مخالفا لمعايير الأداء الإعلامي, وقد ضمت اللجنة من بين أعضائها ممثلين عن القنوات الفضائية الخاصة ومنها المحور والحياة وال أون تي في. ويقول الأديب يوسف القعيد عضو اللجنة, كان هناك قدر من التجاوزات في القنوات الفضائية لعل أهمها فكرة الدعاية الدينية بشكل فج وهو أمر مرفوض في الدعاية الانتخابية وشهدت بعض البرامج هجوما من الضيوف علي المنافسين وهو أمر كان يجب علي المذيعين التصدي له, ومع ذلك قدمت قنوات التليفزيون المصري الأولي والثانية والفضائية والنيل للأخبار تغطية جيدة واستطاعت أن تنقل النبض الحقيقي للعملية الانتخابية رغم ضعف الامكانيات ومستوي بعض المراسلين, وأري أن هناك بصيص أمل في المذيعين الذين يخطون خطوات إيجابية نحو المهنية في تقديم المعلومة بشكل محايد. وتقول المخرجة إنعام محمد علي, إن الملاحظ هو عدم التزام بعض القنوات الفضائية بفترة الصمت أي ال48 ساعة التي قررتها اللجنة العليا للانتخابات إضافة إلي تجاوز بعض القنوات في الدعاية لأحزاب معينة أيضا بعض القنوات تعدت الحد الأقص للمبالغ المقررة للدعاية الانتخابية مما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب المختلفة, وعموما فالإعلام الرسمي كان أكثر التزاما بالمعايير الموضوعة للتغطية.