أصبح اسم قناة الجزيرة.. يثير سخط المصريين, خاصةً أثناء تغطيتها للأحداث الجارية في الشأن المصري.. طموح قناة الجزيرة ومن يقف وراءها تثير جدلاً في معظم دول الخليج العربي،فقد اكتسبت المحطة إهتماماً عالمياً عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث كانت القناة العربية الوحيدة التي تناقلت الحدث بصورة مباشرة، وأيضاً كانت القناة الوحيدة التي تغطي الحرب على "أفغانستان" و"العراق" مباشرة، ولم تتوان عن بث أشرطة فيديو زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" وغيره من القادة الجهاديين ، بالإضافة إلى تغطيتها المتميزة لثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن. اشتهرت القناة بمعاركها الإعلامية, وتلاحقها دائما اتهامات بالتحيز ضد الشعوب والأنظمة غير المتحالفة مع دولة قطر .. لكن في يوم غير عادي, وأثناء مؤتمر القوات المسلحة المصرية, لتوضيح حقيقة ماحدث من مجازر بين ميليشيات الإخوان المسلمين, وجنود القوات المسلحة, والتي على إثرها قُتل أكثر من خمسين شخصاً وأصيب المئات، تم طرد مراسلي الجزيرة للخروج من المؤتمر؛ نظراً لأنها تناقلت الأحداث وفق منظور اتهام الجيش بالهجوم على مؤيدي الرئيس المعزول "محمد مرسي" أثناء صلاة الفجر حيث أذاعت صوراً تليفزيونية من الأحداث السورية وإلصاقها بما جرى في القاهرة، وأيضاً كانت القناة الوحيدة التي تناقلت الحدث وهو ما أثار شكوكًا حول معرفتها المسبقة بما حدث ووفقاً لرفض الإعلاميين المصريين الحاضرين مؤتمر الجيش, غادر صحفيو قناة الجزيرة الاجتماع وسط هتافات مناهضة من حشد الحضور، وهو مادفع أكثر من عشرين مراسلاً لتقديم استقالتهم اعتراضاً على أسلوب القناة في تغطية الأحداث المصرية, بعد عزل الرئيس "محمد مرسي" وإسقاط الإخوان المسلمين. ولفت العديد من المعلقين الغربيين إلى التغطية المحدودة التي قامت بها الجزيرة للانتفاضة ضد الأسرة الحاكمة في البحرين وقمع السلطات الأمنية عام 2011، المتناقضة مع تغطية قوية لها من ثورات شعبية أخرى, خلال ما يسمى " الربيع العربي" .. كذلك انحيازها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر, التي دعمتها قطر ونظامها السياسي, مما جعل الكثير من المشاهدين العرب يشككون في حقيقة ما تبثه من أخبار وتقارير, وإخفاء البعض الآخر حرصاً على مصالحها. وقال "ستيفن ستالينسكي" الخبير بمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط "ميمري"، في تصريحات صحفية سابقة، إن المعهد يراقب عن كثب أداء وطريقة أسلوب العمل وتغطية القنوات الإخبارية العربية في الأحداث الهامة، وخلال الفترة الأخيرة تم التأكد من أن قناة الجزيرة أخذت الجانب المؤيد "لمرسي" في تغطيتها المصرية للأحداث, بعد سقوط حليفها (الإخوان المسلمين) وهو الأمر الذي عرقل المشروع القطري في السيطرة على القاهرة, وإخضاعها بالمال وزيادة استثماراتها في قناة السويس وغيرها؛ بهدف تركيع مصر وزيادة النفوذ القطري؛ ليكون القرار الداخلي المصري السياسي والاقتصادي مرتبط بمصالح قطر, ووفق رؤيتها، موضحاً أن القناة لها علاقات طويلة الأمد مع قادة جماعة الإخوان، حيث كان رئيسها السابق "وضاح خنفر" من المحبين للإخوان، وكل ما يظهرونه أمام الكاميرا من احترام للديمقراطية أو الأديان كلام فارغ ينافي عقيدتهم التي تربوا عليها. ومن جانبه أكد" منصور الحاج" الخبير الإعلامي، أن الإصلاح في البلدان العربية كان يأتي وفق الرؤية القطرية، ولذلك كانت تعادي الأنظمة الحاكمة السابقة, وعلى رأسها نظام الرئيس المصري السابق "حسني مبارك" بصورة علنية وتذيع كافة مشاكل الدولة السياسية والاقتصادية بصورة تسىء للنظام ولمصر أمام المجتمع الخارجي، موضحًا أن برامج القناة في الفترة الأخيرة هيمنت عليها السلطة الحاكمة في الدوحة، حيث استضافت محللين وضيوفا يعملون لصالح "مرسي"، وأيضاً قامت الجزيرة مباشر مصر باتخاذ لهجة أكثر اعتدالاً أثناء فترة حكم الرئيس المعزول، لكن فور خروج المصريين في ثورة ضده في 30 يونيو لم تركز كثيراً على الحدث، بينما اهتمت بالحشد الإخواني أو الإسلامي, عامةً المؤيد لمرسي في رابعة العدوية. تسلل إلى الغرب قناة الجزيرة.. أعلنت منذ عدة شهور أنها اشترت قناة "آل غور" الأمريكية مقابل 500 مليون دولار، وللعلم هذه المحطة لديها تاريخ طويل من العلاقات الوثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين وتدعم وجودهم في السلطة، وبذلك تكون الجزيرة قد تسللت إلى منازل الأمريكيين عن طريق الإعلام، حيث سيتم تحويل القناة إلى "الجزيرة أمريكا"، وستقوم خلال الفترة القادمة على افتتاح مكاتب جديدة في مواقع رئيسية في كافة أرجاء الولاياتالمتحدة، وهو مايسهل بالطبع توصيل الصورة التي تريدها عن الشعوب والأنظمة العربية وتصدير المشهد مباشرة إلى المواطن الغربي، حيث تأمل الشبكة الممولة من قطر زيادة عدد مشاهدي حقوق التوزيع التلفزيون الحالي لمحطة "آل غور" في أكثر من 40 مليون منزل في بث شبكتها الجديدة الخاصة، أو على الأقل الاحتفاظ بهذه النسبة غير الضئيلة من المشاهدين. من جهته أشار د. "محمد الخولي" الخبير الإعلامي الدولي، إلى أن الجزيرة لديها تاريخ طويل من علاقات ودية ووثيقة مع الإخوان المسلمين في كافة أنحاء العالم, وأيضاً مع قيادات التنظيم الدولي للجماعة، موضحاً أن وجود الشيخ يوسف القرضاوي أحد كبار قادة الإخوان في قطر والزعيم الروحي للجماعة؛ ساهم كثيراً في شهرة القناة داخل مصر والعالم العربي، خاصةً بعد أن أعطت الجزيرة له قبل سنوات منصة رئيسية للتحدث في جميع الأحداث والتعليق عليها وفق رؤيته، وهو ماكان يُحدث خلافاً دائماً مع الأنظمة العربية السابقة, وتحديداً الرئيس السابق "حسني مبارك"، حيث كان يتخذ مع قيادات القناة وبتوجه سياسي لهجة قاسية مع النظام، في المقابل كان هناك تعاملاً آخر نحو قادة الإخوان والإسلاميين عامةً، وأشار إلى أنه في شهر مايو الماضي أثناء الانتخابات الرئاسية المصرية أفتى القرضاوي من المنظور الديني بواجب التصويت لمرشحي التيار الإسلامي؛ من أجل تحقيق الشريعة وتطبيق الإسلام، في المقابل حرم التصويت للمرشحيين الآخرين، وهو ما يعكس حقيقية توجه القناة في طريقتها مع مصر بما يخدم مصالح القيادة السياسية القطرية السابقة ويحقق أهدافها. منذ صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، فعلت قناة الجزيرة كل ما بوسعها لتصوير وعرض صورة إيجابية عن الحكم الإخواني، حيث تجاهلت تماماً عرض الاحتجاجات ضد النظام ويتم تصوير الحدث أو التظاهرة على أنهم مجموعة من فلول الحزب الوطني المنحل وأنصار النظام السابق، بالإضافة إلى تغطية مؤتمرات قادة جبهة الإنقاذ بطريقة سيئة وسطحية التغطية، في المقابل يتم تلميع قادة الإخوان أمام الشعب وإظهارهم في صورة منقذي البلاد, ومن يحاربون من أجل إعلاء شأنها.. مضيفاً؛ الجزيرة استطاعت أن تنقل ثورات الربيع العربي في "تونس ومصر وليبيا وغيرها" بكل مهنية وكان لها الفضل مع الشعوب في تحقيق إدارة سقوط الأنظمة الحاكمة، نظراً لأن قادتها السياسيين وأمراء قطر على خلاف سياسي مع قادة هذه الدول، في حين تجاهلت تماماً وإلى حد كبير احتجاجات البحرين المجاورة؛ لأنها ضمن دول الحلفاء مع قطر، وبعد أن استطاع الإخوان ملأ الفراغ السياسي الذي خلفته سقوط هذه الأنظمة انهارت المصداقية ولفظتها الشعوب، لدرجة أن بعض الإعلاميين المصريين أثناء مؤتمر القوات المسلحة لتوضيح أحداث مجزرة دار الحرس الجمهوري, قاموا بطرد مراسلي القناة بشكل مهين، بسبب تحيزها الدائم وتحريضها على العنف ضد الشعب، الأمر الذي دفع الكثير من مراسليها لتقديم استقالتهم، حيث أصبحت حقيقة أجندتها السياسية أكثر صعوبة في إخفائها. علاقة مفيدة العلاقة مفيدة للطرفين لوجود إنحياز سافر من القناة والعاملين عليها تجاه الإخوان المسلمين ولذلك حصلت الجزيرة على استضافة بعض الفاعلين السياسيين الأكثر نفوذاً داخل مكتب الإرشاد، مثل "خيرت الشاطر" نائب المرشد العام للجماعة، حيث كوفىء مذيع القناة الإخواني أحمد منصور بعدة مقابلات مع الشاطر وغيره، أبرزهم المرشد العام "محمد بديع، محمد مرسي، أسامة ياسين، صفوت حجازي " وغيرهم كثيرون. الإخوان تقدر هذه العلاقة جيداً، لذلك بعد الهروب الكبير لقيادات الإخوان من سجن وادي النطرون أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير, عرفت مقصدها جيداً وقامت بأول اتصال مع قناة الجزيرة، ولو رغب أحد قادة الجماعة في توصيل رسالة معينة لأى جهة سياسية أو دولية يقع الاختيار أولاً على القناة القطرية، بعد أداء اليمين الدستورية "لمرسي" وعدت قطر بمنح وقروض وإستثمارات بقيمة 10 مليار دولار، ولذلك عملت القناة الموالية للإخوان على استضافة ضيوف يكونون لطفاء في انتقادهم السياسي للحكم الإخواني، وهناك أمثلة كثيرة لانحياز المحطة الفاضح تجاه كل الأشياء التي تتعلق بالإخوان، فمثلاً يتم قطع الاتصال عن المنتقدين بحجة ضياع الصوت, أو يتم تقليل الفترة المسموحة للضيف في حال تجاوز المسموح لكن للأسف ليس هناك قناة واحدة أخرى تستطيع تحمل عباءة الجزيرة، نظراً لأنها حتى وإن اختلف معها البعض تظل من أفضل القنوات التي تحمل السرد والقصص والأفلام الوثائقية المختلفة والمتنوعة وأكثرها وصولاً إلى الحقيقة. وفي السياق ذاته أوضح "ياسر عبد العزيز" الخبير الإعلامى، أنه لا يمكن قبول أى قرار إداري بإغلاق قناة أو صحيفة عربية أو مصرية، لكن ماحدث من قناة الجزيرة مباشر مصر يدل على نهج سلوك متحيز كعادتها دوماً، نظراً لأنها تعد بمثابة أداة دعائية مباشرة تعمل من أجل جماعة الإخوان وتبث سمومهم ضد الشعب، موضحاً أن هذا التوجه نابع أساساً من الأجندة القطرية التي تعمل هي الأخرى ضد مصالح الدولة المصرية منذ عهد الرئيس السابق "حسني مبارك" وحتى في عهد الإخوان المسلمين، وفي كلا النظامين كانت عدواً علنياً وواضحاً أمام الشعب فالأول كانت تحرض الشعب للقيام بثورة على النظام, من خلال إظهار مفاسده، ومع الإخوان تنشر خطابات وأحاديث قادة مكتب الإرشاد التحريضية ضد الشعب والقوات المسلحة ؛ ولذلك على المصريين أن ينسوا حيادية القناة في التعامل مع قضيتهم. وفي رأي د. "صفوت العالم" أستاذ الإعلام السياسى بجامعة القاهرة ، أن الظرف الذي تمر به البلاد يقتضي اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية مع جميع الوسائل الإعلامية لحين استقرار البلاد، فضلاً عن أن قناة الجزيرة مباشر مصر وضعها القانوني خاطيء ومن ثم لابد من إغلاقها تماماً ومحاربتها حتى وإن أعادت البث من الخارج، لأنها فقدت مصداقيتها وسمعتها الإعلامية بين المصريين وتباينت في الممارسة المهنية من خلال تحيزها السافر للنظام الإخواني ضد الشعب، بالإضافة إلى أنها كانت القناة الوحيدة التي أذاعت مقطع الرئيس المعزول بعد بيان القوات المسلحة ورفض فيه قرارات القوات المسلحة ودعا مؤيديه إلى محاربة هذا الانقلاب. أصبح اسم قناة الجزيرة.. يثير سخط المصريين, خاصةً أثناء تغطيتها للأحداث الجارية في الشأن المصري.. طموح قناة الجزيرة ومن يقف وراءها تثير جدلاً في معظم دول الخليج العربي،فقد اكتسبت المحطة إهتماماً عالمياً عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث كانت القناة العربية الوحيدة التي تناقلت الحدث بصورة مباشرة، وأيضاً كانت القناة الوحيدة التي تغطي الحرب على "أفغانستان" و"العراق" مباشرة، ولم تتوان عن بث أشرطة فيديو زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" وغيره من القادة الجهاديين ، بالإضافة إلى تغطيتها المتميزة لثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن. اشتهرت القناة بمعاركها الإعلامية, وتلاحقها دائما اتهامات بالتحيز ضد الشعوب والأنظمة غير المتحالفة مع دولة قطر .. لكن في يوم غير عادي, وأثناء مؤتمر القوات المسلحة المصرية, لتوضيح حقيقة ماحدث من مجازر بين ميليشيات الإخوان المسلمين, وجنود القوات المسلحة, والتي على إثرها قُتل أكثر من خمسين شخصاً وأصيب المئات، تم طرد مراسلي الجزيرة للخروج من المؤتمر؛ نظراً لأنها تناقلت الأحداث وفق منظور اتهام الجيش بالهجوم على مؤيدي الرئيس المعزول "محمد مرسي" أثناء صلاة الفجر حيث أذاعت صوراً تليفزيونية من الأحداث السورية وإلصاقها بما جرى في القاهرة، وأيضاً كانت القناة الوحيدة التي تناقلت الحدث وهو ما أثار شكوكًا حول معرفتها المسبقة بما حدث ووفقاً لرفض الإعلاميين المصريين الحاضرين مؤتمر الجيش, غادر صحفيو قناة الجزيرة الاجتماع وسط هتافات مناهضة من حشد الحضور، وهو مادفع أكثر من عشرين مراسلاً لتقديم استقالتهم اعتراضاً على أسلوب القناة في تغطية الأحداث المصرية, بعد عزل الرئيس "محمد مرسي" وإسقاط الإخوان المسلمين. ولفت العديد من المعلقين الغربيين إلى التغطية المحدودة التي قامت بها الجزيرة للانتفاضة ضد الأسرة الحاكمة في البحرين وقمع السلطات الأمنية عام 2011، المتناقضة مع تغطية قوية لها من ثورات شعبية أخرى, خلال ما يسمى " الربيع العربي" .. كذلك انحيازها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر, التي دعمتها قطر ونظامها السياسي, مما جعل الكثير من المشاهدين العرب يشككون في حقيقة ما تبثه من أخبار وتقارير, وإخفاء البعض الآخر حرصاً على مصالحها. وقال "ستيفن ستالينسكي" الخبير بمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط "ميمري"، في تصريحات صحفية سابقة، إن المعهد يراقب عن كثب أداء وطريقة أسلوب العمل وتغطية القنوات الإخبارية العربية في الأحداث الهامة، وخلال الفترة الأخيرة تم التأكد من أن قناة الجزيرة أخذت الجانب المؤيد "لمرسي" في تغطيتها المصرية للأحداث, بعد سقوط حليفها (الإخوان المسلمين) وهو الأمر الذي عرقل المشروع القطري في السيطرة على القاهرة, وإخضاعها بالمال وزيادة استثماراتها في قناة السويس وغيرها؛ بهدف تركيع مصر وزيادة النفوذ القطري؛ ليكون القرار الداخلي المصري السياسي والاقتصادي مرتبط بمصالح قطر, ووفق رؤيتها، موضحاً أن القناة لها علاقات طويلة الأمد مع قادة جماعة الإخوان، حيث كان رئيسها السابق "وضاح خنفر" من المحبين للإخوان، وكل ما يظهرونه أمام الكاميرا من احترام للديمقراطية أو الأديان كلام فارغ ينافي عقيدتهم التي تربوا عليها. ومن جانبه أكد" منصور الحاج" الخبير الإعلامي، أن الإصلاح في البلدان العربية كان يأتي وفق الرؤية القطرية، ولذلك كانت تعادي الأنظمة الحاكمة السابقة, وعلى رأسها نظام الرئيس المصري السابق "حسني مبارك" بصورة علنية وتذيع كافة مشاكل الدولة السياسية والاقتصادية بصورة تسىء للنظام ولمصر أمام المجتمع الخارجي، موضحًا أن برامج القناة في الفترة الأخيرة هيمنت عليها السلطة الحاكمة في الدوحة، حيث استضافت محللين وضيوفا يعملون لصالح "مرسي"، وأيضاً قامت الجزيرة مباشر مصر باتخاذ لهجة أكثر اعتدالاً أثناء فترة حكم الرئيس المعزول، لكن فور خروج المصريين في ثورة ضده في 30 يونيو لم تركز كثيراً على الحدث، بينما اهتمت بالحشد الإخواني أو الإسلامي, عامةً المؤيد لمرسي في رابعة العدوية. تسلل إلى الغرب قناة الجزيرة.. أعلنت منذ عدة شهور أنها اشترت قناة "آل غور" الأمريكية مقابل 500 مليون دولار، وللعلم هذه المحطة لديها تاريخ طويل من العلاقات الوثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين وتدعم وجودهم في السلطة، وبذلك تكون الجزيرة قد تسللت إلى منازل الأمريكيين عن طريق الإعلام، حيث سيتم تحويل القناة إلى "الجزيرة أمريكا"، وستقوم خلال الفترة القادمة على افتتاح مكاتب جديدة في مواقع رئيسية في كافة أرجاء الولاياتالمتحدة، وهو مايسهل بالطبع توصيل الصورة التي تريدها عن الشعوب والأنظمة العربية وتصدير المشهد مباشرة إلى المواطن الغربي، حيث تأمل الشبكة الممولة من قطر زيادة عدد مشاهدي حقوق التوزيع التلفزيون الحالي لمحطة "آل غور" في أكثر من 40 مليون منزل في بث شبكتها الجديدة الخاصة، أو على الأقل الاحتفاظ بهذه النسبة غير الضئيلة من المشاهدين. من جهته أشار د. "محمد الخولي" الخبير الإعلامي الدولي، إلى أن الجزيرة لديها تاريخ طويل من علاقات ودية ووثيقة مع الإخوان المسلمين في كافة أنحاء العالم, وأيضاً مع قيادات التنظيم الدولي للجماعة، موضحاً أن وجود الشيخ يوسف القرضاوي أحد كبار قادة الإخوان في قطر والزعيم الروحي للجماعة؛ ساهم كثيراً في شهرة القناة داخل مصر والعالم العربي، خاصةً بعد أن أعطت الجزيرة له قبل سنوات منصة رئيسية للتحدث في جميع الأحداث والتعليق عليها وفق رؤيته، وهو ماكان يُحدث خلافاً دائماً مع الأنظمة العربية السابقة, وتحديداً الرئيس السابق "حسني مبارك"، حيث كان يتخذ مع قيادات القناة وبتوجه سياسي لهجة قاسية مع النظام، في المقابل كان هناك تعاملاً آخر نحو قادة الإخوان والإسلاميين عامةً، وأشار إلى أنه في شهر مايو الماضي أثناء الانتخابات الرئاسية المصرية أفتى القرضاوي من المنظور الديني بواجب التصويت لمرشحي التيار الإسلامي؛ من أجل تحقيق الشريعة وتطبيق الإسلام، في المقابل حرم التصويت للمرشحيين الآخرين، وهو ما يعكس حقيقية توجه القناة في طريقتها مع مصر بما يخدم مصالح القيادة السياسية القطرية السابقة ويحقق أهدافها. منذ صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، فعلت قناة الجزيرة كل ما بوسعها لتصوير وعرض صورة إيجابية عن الحكم الإخواني، حيث تجاهلت تماماً عرض الاحتجاجات ضد النظام ويتم تصوير الحدث أو التظاهرة على أنهم مجموعة من فلول الحزب الوطني المنحل وأنصار النظام السابق، بالإضافة إلى تغطية مؤتمرات قادة جبهة الإنقاذ بطريقة سيئة وسطحية التغطية، في المقابل يتم تلميع قادة الإخوان أمام الشعب وإظهارهم في صورة منقذي البلاد, ومن يحاربون من أجل إعلاء شأنها.. مضيفاً؛ الجزيرة استطاعت أن تنقل ثورات الربيع العربي في "تونس ومصر وليبيا وغيرها" بكل مهنية وكان لها الفضل مع الشعوب في تحقيق إدارة سقوط الأنظمة الحاكمة، نظراً لأن قادتها السياسيين وأمراء قطر على خلاف سياسي مع قادة هذه الدول، في حين تجاهلت تماماً وإلى حد كبير احتجاجات البحرين المجاورة؛ لأنها ضمن دول الحلفاء مع قطر، وبعد أن استطاع الإخوان ملأ الفراغ السياسي الذي خلفته سقوط هذه الأنظمة انهارت المصداقية ولفظتها الشعوب، لدرجة أن بعض الإعلاميين المصريين أثناء مؤتمر القوات المسلحة لتوضيح أحداث مجزرة دار الحرس الجمهوري, قاموا بطرد مراسلي القناة بشكل مهين، بسبب تحيزها الدائم وتحريضها على العنف ضد الشعب، الأمر الذي دفع الكثير من مراسليها لتقديم استقالتهم، حيث أصبحت حقيقة أجندتها السياسية أكثر صعوبة في إخفائها. علاقة مفيدة العلاقة مفيدة للطرفين لوجود إنحياز سافر من القناة والعاملين عليها تجاه الإخوان المسلمين ولذلك حصلت الجزيرة على استضافة بعض الفاعلين السياسيين الأكثر نفوذاً داخل مكتب الإرشاد، مثل "خيرت الشاطر" نائب المرشد العام للجماعة، حيث كوفىء مذيع القناة الإخواني أحمد منصور بعدة مقابلات مع الشاطر وغيره، أبرزهم المرشد العام "محمد بديع، محمد مرسي، أسامة ياسين، صفوت حجازي " وغيرهم كثيرون. الإخوان تقدر هذه العلاقة جيداً، لذلك بعد الهروب الكبير لقيادات الإخوان من سجن وادي النطرون أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير, عرفت مقصدها جيداً وقامت بأول اتصال مع قناة الجزيرة، ولو رغب أحد قادة الجماعة في توصيل رسالة معينة لأى جهة سياسية أو دولية يقع الاختيار أولاً على القناة القطرية، بعد أداء اليمين الدستورية "لمرسي" وعدت قطر بمنح وقروض وإستثمارات بقيمة 10 مليار دولار، ولذلك عملت القناة الموالية للإخوان على استضافة ضيوف يكونون لطفاء في انتقادهم السياسي للحكم الإخواني، وهناك أمثلة كثيرة لانحياز المحطة الفاضح تجاه كل الأشياء التي تتعلق بالإخوان، فمثلاً يتم قطع الاتصال عن المنتقدين بحجة ضياع الصوت, أو يتم تقليل الفترة المسموحة للضيف في حال تجاوز المسموح لكن للأسف ليس هناك قناة واحدة أخرى تستطيع تحمل عباءة الجزيرة، نظراً لأنها حتى وإن اختلف معها البعض تظل من أفضل القنوات التي تحمل السرد والقصص والأفلام الوثائقية المختلفة والمتنوعة وأكثرها وصولاً إلى الحقيقة. وفي السياق ذاته أوضح "ياسر عبد العزيز" الخبير الإعلامى، أنه لا يمكن قبول أى قرار إداري بإغلاق قناة أو صحيفة عربية أو مصرية، لكن ماحدث من قناة الجزيرة مباشر مصر يدل على نهج سلوك متحيز كعادتها دوماً، نظراً لأنها تعد بمثابة أداة دعائية مباشرة تعمل من أجل جماعة الإخوان وتبث سمومهم ضد الشعب، موضحاً أن هذا التوجه نابع أساساً من الأجندة القطرية التي تعمل هي الأخرى ضد مصالح الدولة المصرية منذ عهد الرئيس السابق "حسني مبارك" وحتى في عهد الإخوان المسلمين، وفي كلا النظامين كانت عدواً علنياً وواضحاً أمام الشعب فالأول كانت تحرض الشعب للقيام بثورة على النظام, من خلال إظهار مفاسده، ومع الإخوان تنشر خطابات وأحاديث قادة مكتب الإرشاد التحريضية ضد الشعب والقوات المسلحة ؛ ولذلك على المصريين أن ينسوا حيادية القناة في التعامل مع قضيتهم. وفي رأي د. "صفوت العالم" أستاذ الإعلام السياسى بجامعة القاهرة ، أن الظرف الذي تمر به البلاد يقتضي اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية مع جميع الوسائل الإعلامية لحين استقرار البلاد، فضلاً عن أن قناة الجزيرة مباشر مصر وضعها القانوني خاطيء ومن ثم لابد من إغلاقها تماماً ومحاربتها حتى وإن أعادت البث من الخارج، لأنها فقدت مصداقيتها وسمعتها الإعلامية بين المصريين وتباينت في الممارسة المهنية من خلال تحيزها السافر للنظام الإخواني ضد الشعب، بالإضافة إلى أنها كانت القناة الوحيدة التي أذاعت مقطع الرئيس المعزول بعد بيان القوات المسلحة ورفض فيه قرارات القوات المسلحة ودعا مؤيديه إلى محاربة هذا الانقلاب.