الإدارية العليا تحجز 259 طعنا على نتائج انتخابات النواب للحكم 26 نوفمبر    الشروط والمستندات.. وظائف مشروع الضبعة النووي برواتب تصل ل45 ألف جنيه    سعر الجنيه الذهب فى السوق المصرية اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025 .. اعرف التفاصيل    اتحاد التأمين: أدوات عملية لحماية النساء من الخسائر المفاجئة عبر تغطيات ميسّرة    توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء محطة لإسالة وتموين الغاز الطبيعي المسال بالقناة    رئيس الوزراء يبحث زيادة وتسهيل الإستثمارات اليابانية فى مصر    إعلام إسرائيلي: رئيس الأركان يقرر عزل ضابط استخبارات فرقة غزة لفشل 7 أكتوبر    "نتنياهو": الجيش الإسرائيلي استهدف قياديا بارزا بحزب الله في بيروت    نتنياهو: لسنا مضطرين لأخذ موافقة أي جهة قبل شن هجمات بغزة    شاهد بالبث المباشر النصر اليوم.. مشاهدة مباراة النصر × الخليج بث مباشر دون "تشفير" | دوري روشن السعودي    إبراهيم بن جبرين: برنامج شركاء الأندية بكأس الرياضات الإلكترونية حقق نموا حقيقيا لنادي تويستد مايندز    تعرف على غيابات الزمالك في مواجهة زيسكو الزامبي بالكونفدرالية الليلة    ضبط 5 أطنان دقيق مدعم محجوب عن التداول بالأسواق    ضبط 7 متهمين بخطف واحتجاز شخص فى التجمع الأول    تأجيل محاكمة 80 متهما بقضية "خلية الهيكل الإدارى للإخوان" لجلسة 12 يناير    الداخلية تشارك الأطفال الاحتفال بيومهم العالمي بزيارة لقطاع إدارة النجدة النهرية    محافظ الجيزة يشارك في احتفالية مرور 130 عامًا على تأسيس دار الإفتاء    نقابة الإعلاميين توقع بروتوكول تعاون مع مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي    أغنية إيطالية عن "توت عنخ آمون" تشعل المنصات وتعيد وهج الحضارة المصرية للعالم    الفنانة التونسية عفاف بن محمود تحتفي بجائزة أحسن ممثلة بمهرجان القاهرة.. ماذا قالت؟    أوبرا القاهرة تقدم «الفلوت السحري» على المسرح الكبير يومي الثلاثاء والأربعاء    وزارة الصحة: لقاح الأنفلونزا هام لكبار السن لحمايتهم من العدوى    نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة يستقبل سفير قطر لبحث تعزيز التعاون الصحي المشترك    فضيحة "مشروع الزئبق"| كيف أخفت "ميتا" أدلة ضرر منصاتها على الصحة العقلية؟    وزير الخارجية يبحث مع رئيس وزراء قطر تطورات الأوضاع في قطاع غزة    سباليتي يعترف بتأخره في الدفع بالتبديلات أمام فيورنتينا    تزايد القلق داخل ليفربول بعد السقوط أمام نوتنجهام فورست بثلاثية نظيفة    ازدحام غير مسبوق للشاحنات الإنسانية عند معبر رفح وسط استمرار الأزمة بغزة    قصف إسرائيلي يستهدف سيارة في عيتا الشعب جنوبي لبنان    موعد ميلاد هلال شهر رجب 1447 وأول أيامه فلكيا . تعرف عليه    أمين البحوث الإسلامية: دار الإفتاء حصن منيع للمجتمع في عصر الفتن وفتاوى المتفيهقين    تحصين 94,406 رأس ماشية عبر 1,288 فرقة بيطرية خلال 4 أسابيع بأسيوط    محافظ الشرقية: المرأة شريك أساسي في بناء الوطن وحماية المجتمع    «المنوفية» تحصد 12 ميدالية في «بارلمبياد الجامعات المصرية»    حاكم موسكو: اندلاع حريق في محطة كهرباء تغذي العاصمة جراء هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية    موعد انطلاق المرحلة الثانية من امتحان شهر نوفمبر لصفوف النقل    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فانصروا الوطن يرحمكم الله !؟    «التموين» تنتهي من صرف مقررات نوفمبر بنسبة 94%    جامعة بني سويف ال 8 محليا و 130 عالميا في تصنيف تايمز للعلوم البينية 2025    كلية التمريض بجامعة القاهرة الأهلية تنظم ندوة توعوية بعنوان "السكري والصحة | غدًا    «غرق في بنها».. العثور على جثة شاب أمام قناطر زفتي    مواجهات مثيرة.. مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة    نصر: قيمة رعاية الزمالك لا تصل للربع بالنسبة للأهلي    مصطفى كامل: محدش عالج الموسيقيين من جيبه والنقابة كانت منهوبة    أسامة الأزهري: الإفتاء تستند لتاريخ عريق ممتد من زمن النبوة وتواصل دورها مرجعًا لمصر وسائر الأقطار    أول لقاح لسرطان الرئة فى العالم يدخل مرحلة التجارب السريرية . اعرف التفاصيل    هيئة الاستثمار: طرح فرص استثمارية عالمية في مدينة الجلالة والترويج لها ضمن الجولات الخارجية    كمال أبو رية يكشف حقيقة خلافه مع حمادة هلال.. ويعلق: "السوشيال ميديا بتكبر الموضوع"    بدء فعاليات التدريب المشترك «ميدوزا- 14» بجمهورية مصر العربية    مركز المناخ يتوقع تقلبات جوية قوية يومى الإثنين والثلاثاء.. وسيول محتملة    «سويلم» يتابع منظومة الري والصرف بالفيوم.. ويوجه بإعداد خطة صيانة    أنواع الطعون على انتخابات النواب.. أستاذ قانون يوضح    وزارة الصحة: معظم حالات البرد والأنفلونزا ناتجة عن عدوى فيروسية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 23-11-2025 في محافظة قنا    وزير الري: أي سدود إثيوبية جديدة بحوض النيل ستقابل بتصرف مختلف    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 23 نوفمبر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    خلاف حاد على الهواء بين ضيوف "خط أحمر" بسبب مشاركة المرأة في مصروف البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزيرة والإخوان.. علاقة وثيقة وتغطية متحيزة
نشر في نقطة ضوء يوم 24 - 07 - 2013

أصبح اسم قناة الجزيرة.. يثير سخط المصريين, خاصةً أثناء تغطيتها للأحداث الجارية في الشأن المصري.. طموح قناة الجزيرة ومن يقف وراءها تثير جدلاً في معظم دول الخليج العربي،فقد اكتسبت المحطة إهتماماً عالمياً عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث كانت القناة العربية الوحيدة التي تناقلت الحدث بصورة مباشرة، وأيضاً كانت القناة الوحيدة التي تغطي الحرب على "أفغانستان" و"العراق" مباشرة، ولم تتوان عن بث أشرطة فيديو زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" وغيره من القادة الجهاديين ، بالإضافة إلى تغطيتها المتميزة لثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن.
اشتهرت القناة بمعاركها الإعلامية, وتلاحقها دائما اتهامات بالتحيز ضد الشعوب والأنظمة غير المتحالفة مع دولة قطر .. لكن في يوم غير عادي, وأثناء مؤتمر القوات المسلحة المصرية, لتوضيح حقيقة ماحدث من مجازر بين ميليشيات الإخوان المسلمين, وجنود القوات المسلحة, والتي على إثرها قُتل أكثر من خمسين شخصاً وأصيب المئات، تم طرد مراسلي الجزيرة للخروج من المؤتمر؛ نظراً لأنها تناقلت الأحداث وفق منظور اتهام الجيش بالهجوم على مؤيدي الرئيس المعزول "محمد مرسي" أثناء صلاة الفجر حيث أذاعت صوراً تليفزيونية من الأحداث السورية وإلصاقها بما جرى في القاهرة، وأيضاً كانت القناة الوحيدة التي تناقلت الحدث وهو ما أثار شكوكًا حول معرفتها المسبقة بما حدث ووفقاً لرفض الإعلاميين المصريين الحاضرين مؤتمر الجيش, غادر صحفيو قناة الجزيرة الاجتماع وسط هتافات مناهضة من حشد الحضور، وهو مادفع أكثر من عشرين مراسلاً لتقديم استقالتهم اعتراضاً على أسلوب القناة في تغطية الأحداث المصرية, بعد عزل الرئيس "محمد مرسي" وإسقاط الإخوان المسلمين.
ولفت العديد من المعلقين الغربيين إلى التغطية المحدودة التي قامت بها الجزيرة للانتفاضة ضد الأسرة الحاكمة في البحرين وقمع السلطات الأمنية عام 2011، المتناقضة مع تغطية قوية لها من ثورات شعبية أخرى, خلال ما يسمى " الربيع العربي" .. كذلك انحيازها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر, التي دعمتها قطر ونظامها السياسي, مما جعل الكثير من المشاهدين العرب يشككون في حقيقة ما تبثه من أخبار وتقارير, وإخفاء البعض الآخر حرصاً على مصالحها.
وقال "ستيفن ستالينسكي" الخبير بمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط "ميمري"، في تصريحات صحفية سابقة، إن المعهد يراقب عن كثب أداء وطريقة أسلوب العمل وتغطية القنوات الإخبارية العربية في الأحداث الهامة، وخلال الفترة الأخيرة تم التأكد من أن قناة الجزيرة أخذت الجانب المؤيد "لمرسي" في تغطيتها المصرية للأحداث, بعد سقوط حليفها (الإخوان المسلمين) وهو الأمر الذي عرقل المشروع القطري في السيطرة على القاهرة, وإخضاعها بالمال وزيادة استثماراتها في قناة السويس وغيرها؛ بهدف تركيع مصر وزيادة النفوذ القطري؛ ليكون القرار الداخلي المصري السياسي والاقتصادي مرتبط بمصالح قطر, ووفق رؤيتها، موضحاً أن القناة لها علاقات طويلة الأمد مع قادة جماعة الإخوان، حيث كان رئيسها السابق "وضاح خنفر" من المحبين للإخوان، وكل ما يظهرونه أمام الكاميرا من احترام للديمقراطية أو الأديان كلام فارغ ينافي عقيدتهم التي تربوا عليها.
ومن جانبه أكد" منصور الحاج" الخبير الإعلامي، أن الإصلاح في البلدان العربية كان يأتي وفق الرؤية القطرية، ولذلك كانت تعادي الأنظمة الحاكمة السابقة, وعلى رأسها نظام الرئيس المصري السابق "حسني مبارك" بصورة علنية وتذيع كافة مشاكل الدولة السياسية والاقتصادية بصورة تسىء للنظام ولمصر أمام المجتمع الخارجي، موضحًا أن برامج القناة في الفترة الأخيرة هيمنت عليها السلطة الحاكمة في الدوحة، حيث استضافت محللين وضيوفا يعملون لصالح "مرسي"، وأيضاً قامت الجزيرة مباشر مصر باتخاذ لهجة أكثر اعتدالاً أثناء فترة حكم الرئيس المعزول، لكن فور خروج المصريين في ثورة ضده في 30 يونيو لم تركز كثيراً على الحدث، بينما اهتمت بالحشد الإخواني أو الإسلامي, عامةً المؤيد لمرسي في رابعة العدوية.
تسلل إلى الغرب
قناة الجزيرة.. أعلنت منذ عدة شهور أنها اشترت قناة "آل غور" الأمريكية مقابل 500 مليون دولار، وللعلم هذه المحطة لديها تاريخ طويل من العلاقات الوثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين وتدعم وجودهم في السلطة، وبذلك تكون الجزيرة قد تسللت إلى منازل الأمريكيين عن طريق الإعلام، حيث سيتم تحويل القناة إلى "الجزيرة أمريكا"، وستقوم خلال الفترة القادمة على افتتاح مكاتب جديدة في مواقع رئيسية في كافة أرجاء الولايات المتحدة، وهو مايسهل بالطبع توصيل الصورة التي تريدها عن الشعوب والأنظمة العربية وتصدير المشهد مباشرة إلى المواطن الغربي، حيث تأمل الشبكة الممولة من قطر زيادة عدد مشاهدي حقوق التوزيع التلفزيون الحالي لمحطة "آل غور" في أكثر من 40 مليون منزل في بث شبكتها الجديدة الخاصة، أو على الأقل الاحتفاظ بهذه النسبة غير الضئيلة من المشاهدين.
من جهته أشار د. "محمد الخولي" الخبير الإعلامي الدولي، إلى أن الجزيرة لديها تاريخ طويل من علاقات ودية ووثيقة مع الإخوان المسلمين في كافة أنحاء العالم, وأيضاً مع قيادات التنظيم الدولي للجماعة، موضحاً أن وجود الشيخ يوسف القرضاوي أحد كبار قادة الإخوان في قطر والزعيم الروحي للجماعة؛ ساهم كثيراً في شهرة القناة داخل مصر والعالم العربي، خاصةً بعد أن أعطت الجزيرة له قبل سنوات منصة رئيسية للتحدث في جميع الأحداث والتعليق عليها وفق رؤيته، وهو ماكان يُحدث خلافاً دائماً مع الأنظمة العربية السابقة, وتحديداً الرئيس السابق "حسني مبارك"، حيث كان يتخذ مع قيادات القناة وبتوجه سياسي لهجة قاسية مع النظام، في المقابل كان هناك تعاملاً آخر نحو قادة الإخوان والإسلاميين عامةً، وأشار إلى أنه في شهر مايو الماضي أثناء الانتخابات الرئاسية المصرية أفتى القرضاوي من المنظور الديني بواجب التصويت لمرشحي التيار الإسلامي؛ من أجل تحقيق الشريعة وتطبيق الإسلام، في المقابل حرم التصويت للمرشحيين الآخرين، وهو ما يعكس حقيقية توجه القناة في طريقتها مع مصر بما يخدم مصالح القيادة السياسية القطرية السابقة ويحقق أهدافها.
منذ صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، فعلت قناة الجزيرة كل ما بوسعها لتصوير وعرض صورة إيجابية عن الحكم الإخواني، حيث تجاهلت تماماً عرض الاحتجاجات ضد النظام ويتم تصوير الحدث أو التظاهرة على أنهم مجموعة من فلول الحزب الوطني المنحل وأنصار النظام السابق، بالإضافة إلى تغطية مؤتمرات قادة جبهة الإنقاذ بطريقة سيئة وسطحية التغطية، في المقابل يتم تلميع قادة الإخوان أمام الشعب وإظهارهم في صورة منقذي البلاد, ومن يحاربون من أجل إعلاء شأنها.. مضيفاً؛ الجزيرة استطاعت أن تنقل ثورات الربيع العربي في "تونس ومصر وليبيا وغيرها" بكل مهنية وكان لها الفضل مع الشعوب في تحقيق إدارة سقوط الأنظمة الحاكمة، نظراً لأن قادتها السياسيين وأمراء قطر على خلاف سياسي مع قادة هذه الدول، في حين تجاهلت تماماً وإلى حد كبير احتجاجات البحرين المجاورة؛ لأنها ضمن دول الحلفاء مع قطر، وبعد أن استطاع الإخوان ملأ الفراغ السياسي الذي خلفته سقوط هذه الأنظمة انهارت المصداقية ولفظتها الشعوب، لدرجة أن بعض الإعلاميين المصريين أثناء مؤتمر القوات المسلحة لتوضيح أحداث مجزرة دار الحرس الجمهوري, قاموا بطرد مراسلي القناة بشكل مهين، بسبب تحيزها الدائم وتحريضها على العنف ضد الشعب، الأمر الذي دفع الكثير من مراسليها لتقديم استقالتهم، حيث أصبحت حقيقة أجندتها السياسية أكثر صعوبة في إخفائها.
علاقة مفيدة
العلاقة مفيدة للطرفين لوجود إنحياز سافر من القناة والعاملين عليها تجاه الإخوان المسلمين ولذلك حصلت الجزيرة على استضافة بعض الفاعلين السياسيين الأكثر نفوذاً داخل مكتب الإرشاد، مثل "خيرت الشاطر" نائب المرشد العام للجماعة، حيث كوفىء مذيع القناة الإخواني أحمد منصور بعدة مقابلات مع الشاطر وغيره، أبرزهم المرشد العام "محمد بديع، محمد مرسي، أسامة ياسين، صفوت حجازي " وغيرهم كثيرون.
الإخوان تقدر هذه العلاقة جيداً، لذلك بعد الهروب الكبير لقيادات الإخوان من سجن وادي النطرون أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير, عرفت مقصدها جيداً وقامت بأول اتصال مع قناة الجزيرة، ولو رغب أحد قادة الجماعة في توصيل رسالة معينة لأى جهة سياسية أو دولية يقع الاختيار أولاً على القناة القطرية، بعد أداء اليمين الدستورية "لمرسي" وعدت قطر بمنح وقروض وإستثمارات بقيمة 10 مليار دولار، ولذلك عملت القناة الموالية للإخوان على استضافة ضيوف يكونون لطفاء في انتقادهم السياسي للحكم الإخواني، وهناك أمثلة كثيرة لانحياز المحطة الفاضح تجاه كل الأشياء التي تتعلق بالإخوان، فمثلاً يتم قطع الاتصال عن المنتقدين بحجة ضياع الصوت, أو يتم تقليل الفترة المسموحة للضيف في حال تجاوز المسموح لكن للأسف ليس هناك قناة واحدة أخرى تستطيع تحمل عباءة الجزيرة، نظراً لأنها حتى وإن اختلف معها البعض تظل من أفضل القنوات التي تحمل السرد والقصص والأفلام الوثائقية المختلفة والمتنوعة وأكثرها وصولاً إلى الحقيقة.
وفي السياق ذاته أوضح "ياسر عبد العزيز" الخبير الإعلامى، أنه لا يمكن قبول أى قرار إداري بإغلاق قناة أو صحيفة عربية أو مصرية، لكن ماحدث من قناة الجزيرة مباشر مصر يدل على نهج سلوك متحيز كعادتها دوماً، نظراً لأنها تعد بمثابة أداة دعائية مباشرة تعمل من أجل جماعة الإخوان وتبث سمومهم ضد الشعب، موضحاً أن هذا التوجه نابع أساساً من الأجندة القطرية التي تعمل هي الأخرى ضد مصالح الدولة المصرية منذ عهد الرئيس السابق "حسني مبارك" وحتى في عهد الإخوان المسلمين، وفي كلا النظامين كانت عدواً علنياً وواضحاً أمام الشعب فالأول كانت تحرض الشعب للقيام بثورة على النظام, من خلال إظهار مفاسده، ومع الإخوان تنشر خطابات وأحاديث قادة مكتب الإرشاد التحريضية ضد الشعب والقوات المسلحة ؛ ولذلك على المصريين أن ينسوا حيادية القناة في التعامل مع قضيتهم.
وفي رأي د. "صفوت العالم" أستاذ الإعلام السياسى بجامعة القاهرة ، أن الظرف الذي تمر به البلاد يقتضي اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية مع جميع الوسائل الإعلامية لحين استقرار البلاد، فضلاً عن أن قناة الجزيرة مباشر مصر وضعها القانوني خاطيء ومن ثم لابد من إغلاقها تماماً ومحاربتها حتى وإن أعادت البث من الخارج، لأنها فقدت مصداقيتها وسمعتها الإعلامية بين المصريين وتباينت في الممارسة المهنية من خلال تحيزها السافر للنظام الإخواني ضد الشعب، بالإضافة إلى أنها كانت القناة الوحيدة التي أذاعت مقطع الرئيس المعزول بعد بيان القوات المسلحة ورفض فيه قرارات القوات المسلحة ودعا مؤيديه إلى محاربة هذا الانقلاب.
أصبح اسم قناة الجزيرة.. يثير سخط المصريين, خاصةً أثناء تغطيتها للأحداث الجارية في الشأن المصري.. طموح قناة الجزيرة ومن يقف وراءها تثير جدلاً في معظم دول الخليج العربي،فقد اكتسبت المحطة إهتماماً عالمياً عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث كانت القناة العربية الوحيدة التي تناقلت الحدث بصورة مباشرة، وأيضاً كانت القناة الوحيدة التي تغطي الحرب على "أفغانستان" و"العراق" مباشرة، ولم تتوان عن بث أشرطة فيديو زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" وغيره من القادة الجهاديين ، بالإضافة إلى تغطيتها المتميزة لثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن.
اشتهرت القناة بمعاركها الإعلامية, وتلاحقها دائما اتهامات بالتحيز ضد الشعوب والأنظمة غير المتحالفة مع دولة قطر .. لكن في يوم غير عادي, وأثناء مؤتمر القوات المسلحة المصرية, لتوضيح حقيقة ماحدث من مجازر بين ميليشيات الإخوان المسلمين, وجنود القوات المسلحة, والتي على إثرها قُتل أكثر من خمسين شخصاً وأصيب المئات، تم طرد مراسلي الجزيرة للخروج من المؤتمر؛ نظراً لأنها تناقلت الأحداث وفق منظور اتهام الجيش بالهجوم على مؤيدي الرئيس المعزول "محمد مرسي" أثناء صلاة الفجر حيث أذاعت صوراً تليفزيونية من الأحداث السورية وإلصاقها بما جرى في القاهرة، وأيضاً كانت القناة الوحيدة التي تناقلت الحدث وهو ما أثار شكوكًا حول معرفتها المسبقة بما حدث ووفقاً لرفض الإعلاميين المصريين الحاضرين مؤتمر الجيش, غادر صحفيو قناة الجزيرة الاجتماع وسط هتافات مناهضة من حشد الحضور، وهو مادفع أكثر من عشرين مراسلاً لتقديم استقالتهم اعتراضاً على أسلوب القناة في تغطية الأحداث المصرية, بعد عزل الرئيس "محمد مرسي" وإسقاط الإخوان المسلمين.
ولفت العديد من المعلقين الغربيين إلى التغطية المحدودة التي قامت بها الجزيرة للانتفاضة ضد الأسرة الحاكمة في البحرين وقمع السلطات الأمنية عام 2011، المتناقضة مع تغطية قوية لها من ثورات شعبية أخرى, خلال ما يسمى " الربيع العربي" .. كذلك انحيازها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر, التي دعمتها قطر ونظامها السياسي, مما جعل الكثير من المشاهدين العرب يشككون في حقيقة ما تبثه من أخبار وتقارير, وإخفاء البعض الآخر حرصاً على مصالحها.
وقال "ستيفن ستالينسكي" الخبير بمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط "ميمري"، في تصريحات صحفية سابقة، إن المعهد يراقب عن كثب أداء وطريقة أسلوب العمل وتغطية القنوات الإخبارية العربية في الأحداث الهامة، وخلال الفترة الأخيرة تم التأكد من أن قناة الجزيرة أخذت الجانب المؤيد "لمرسي" في تغطيتها المصرية للأحداث, بعد سقوط حليفها (الإخوان المسلمين) وهو الأمر الذي عرقل المشروع القطري في السيطرة على القاهرة, وإخضاعها بالمال وزيادة استثماراتها في قناة السويس وغيرها؛ بهدف تركيع مصر وزيادة النفوذ القطري؛ ليكون القرار الداخلي المصري السياسي والاقتصادي مرتبط بمصالح قطر, ووفق رؤيتها، موضحاً أن القناة لها علاقات طويلة الأمد مع قادة جماعة الإخوان، حيث كان رئيسها السابق "وضاح خنفر" من المحبين للإخوان، وكل ما يظهرونه أمام الكاميرا من احترام للديمقراطية أو الأديان كلام فارغ ينافي عقيدتهم التي تربوا عليها.
ومن جانبه أكد" منصور الحاج" الخبير الإعلامي، أن الإصلاح في البلدان العربية كان يأتي وفق الرؤية القطرية، ولذلك كانت تعادي الأنظمة الحاكمة السابقة, وعلى رأسها نظام الرئيس المصري السابق "حسني مبارك" بصورة علنية وتذيع كافة مشاكل الدولة السياسية والاقتصادية بصورة تسىء للنظام ولمصر أمام المجتمع الخارجي، موضحًا أن برامج القناة في الفترة الأخيرة هيمنت عليها السلطة الحاكمة في الدوحة، حيث استضافت محللين وضيوفا يعملون لصالح "مرسي"، وأيضاً قامت الجزيرة مباشر مصر باتخاذ لهجة أكثر اعتدالاً أثناء فترة حكم الرئيس المعزول، لكن فور خروج المصريين في ثورة ضده في 30 يونيو لم تركز كثيراً على الحدث، بينما اهتمت بالحشد الإخواني أو الإسلامي, عامةً المؤيد لمرسي في رابعة العدوية.
تسلل إلى الغرب
قناة الجزيرة.. أعلنت منذ عدة شهور أنها اشترت قناة "آل غور" الأمريكية مقابل 500 مليون دولار، وللعلم هذه المحطة لديها تاريخ طويل من العلاقات الوثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين وتدعم وجودهم في السلطة، وبذلك تكون الجزيرة قد تسللت إلى منازل الأمريكيين عن طريق الإعلام، حيث سيتم تحويل القناة إلى "الجزيرة أمريكا"، وستقوم خلال الفترة القادمة على افتتاح مكاتب جديدة في مواقع رئيسية في كافة أرجاء الولايات المتحدة، وهو مايسهل بالطبع توصيل الصورة التي تريدها عن الشعوب والأنظمة العربية وتصدير المشهد مباشرة إلى المواطن الغربي، حيث تأمل الشبكة الممولة من قطر زيادة عدد مشاهدي حقوق التوزيع التلفزيون الحالي لمحطة "آل غور" في أكثر من 40 مليون منزل في بث شبكتها الجديدة الخاصة، أو على الأقل الاحتفاظ بهذه النسبة غير الضئيلة من المشاهدين.
من جهته أشار د. "محمد الخولي" الخبير الإعلامي الدولي، إلى أن الجزيرة لديها تاريخ طويل من علاقات ودية ووثيقة مع الإخوان المسلمين في كافة أنحاء العالم, وأيضاً مع قيادات التنظيم الدولي للجماعة، موضحاً أن وجود الشيخ يوسف القرضاوي أحد كبار قادة الإخوان في قطر والزعيم الروحي للجماعة؛ ساهم كثيراً في شهرة القناة داخل مصر والعالم العربي، خاصةً بعد أن أعطت الجزيرة له قبل سنوات منصة رئيسية للتحدث في جميع الأحداث والتعليق عليها وفق رؤيته، وهو ماكان يُحدث خلافاً دائماً مع الأنظمة العربية السابقة, وتحديداً الرئيس السابق "حسني مبارك"، حيث كان يتخذ مع قيادات القناة وبتوجه سياسي لهجة قاسية مع النظام، في المقابل كان هناك تعاملاً آخر نحو قادة الإخوان والإسلاميين عامةً، وأشار إلى أنه في شهر مايو الماضي أثناء الانتخابات الرئاسية المصرية أفتى القرضاوي من المنظور الديني بواجب التصويت لمرشحي التيار الإسلامي؛ من أجل تحقيق الشريعة وتطبيق الإسلام، في المقابل حرم التصويت للمرشحيين الآخرين، وهو ما يعكس حقيقية توجه القناة في طريقتها مع مصر بما يخدم مصالح القيادة السياسية القطرية السابقة ويحقق أهدافها.
منذ صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، فعلت قناة الجزيرة كل ما بوسعها لتصوير وعرض صورة إيجابية عن الحكم الإخواني، حيث تجاهلت تماماً عرض الاحتجاجات ضد النظام ويتم تصوير الحدث أو التظاهرة على أنهم مجموعة من فلول الحزب الوطني المنحل وأنصار النظام السابق، بالإضافة إلى تغطية مؤتمرات قادة جبهة الإنقاذ بطريقة سيئة وسطحية التغطية، في المقابل يتم تلميع قادة الإخوان أمام الشعب وإظهارهم في صورة منقذي البلاد, ومن يحاربون من أجل إعلاء شأنها.. مضيفاً؛ الجزيرة استطاعت أن تنقل ثورات الربيع العربي في "تونس ومصر وليبيا وغيرها" بكل مهنية وكان لها الفضل مع الشعوب في تحقيق إدارة سقوط الأنظمة الحاكمة، نظراً لأن قادتها السياسيين وأمراء قطر على خلاف سياسي مع قادة هذه الدول، في حين تجاهلت تماماً وإلى حد كبير احتجاجات البحرين المجاورة؛ لأنها ضمن دول الحلفاء مع قطر، وبعد أن استطاع الإخوان ملأ الفراغ السياسي الذي خلفته سقوط هذه الأنظمة انهارت المصداقية ولفظتها الشعوب، لدرجة أن بعض الإعلاميين المصريين أثناء مؤتمر القوات المسلحة لتوضيح أحداث مجزرة دار الحرس الجمهوري, قاموا بطرد مراسلي القناة بشكل مهين، بسبب تحيزها الدائم وتحريضها على العنف ضد الشعب، الأمر الذي دفع الكثير من مراسليها لتقديم استقالتهم، حيث أصبحت حقيقة أجندتها السياسية أكثر صعوبة في إخفائها.
علاقة مفيدة
العلاقة مفيدة للطرفين لوجود إنحياز سافر من القناة والعاملين عليها تجاه الإخوان المسلمين ولذلك حصلت الجزيرة على استضافة بعض الفاعلين السياسيين الأكثر نفوذاً داخل مكتب الإرشاد، مثل "خيرت الشاطر" نائب المرشد العام للجماعة، حيث كوفىء مذيع القناة الإخواني أحمد منصور بعدة مقابلات مع الشاطر وغيره، أبرزهم المرشد العام "محمد بديع، محمد مرسي، أسامة ياسين، صفوت حجازي " وغيرهم كثيرون.
الإخوان تقدر هذه العلاقة جيداً، لذلك بعد الهروب الكبير لقيادات الإخوان من سجن وادي النطرون أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير, عرفت مقصدها جيداً وقامت بأول اتصال مع قناة الجزيرة، ولو رغب أحد قادة الجماعة في توصيل رسالة معينة لأى جهة سياسية أو دولية يقع الاختيار أولاً على القناة القطرية، بعد أداء اليمين الدستورية "لمرسي" وعدت قطر بمنح وقروض وإستثمارات بقيمة 10 مليار دولار، ولذلك عملت القناة الموالية للإخوان على استضافة ضيوف يكونون لطفاء في انتقادهم السياسي للحكم الإخواني، وهناك أمثلة كثيرة لانحياز المحطة الفاضح تجاه كل الأشياء التي تتعلق بالإخوان، فمثلاً يتم قطع الاتصال عن المنتقدين بحجة ضياع الصوت, أو يتم تقليل الفترة المسموحة للضيف في حال تجاوز المسموح لكن للأسف ليس هناك قناة واحدة أخرى تستطيع تحمل عباءة الجزيرة، نظراً لأنها حتى وإن اختلف معها البعض تظل من أفضل القنوات التي تحمل السرد والقصص والأفلام الوثائقية المختلفة والمتنوعة وأكثرها وصولاً إلى الحقيقة.
وفي السياق ذاته أوضح "ياسر عبد العزيز" الخبير الإعلامى، أنه لا يمكن قبول أى قرار إداري بإغلاق قناة أو صحيفة عربية أو مصرية، لكن ماحدث من قناة الجزيرة مباشر مصر يدل على نهج سلوك متحيز كعادتها دوماً، نظراً لأنها تعد بمثابة أداة دعائية مباشرة تعمل من أجل جماعة الإخوان وتبث سمومهم ضد الشعب، موضحاً أن هذا التوجه نابع أساساً من الأجندة القطرية التي تعمل هي الأخرى ضد مصالح الدولة المصرية منذ عهد الرئيس السابق "حسني مبارك" وحتى في عهد الإخوان المسلمين، وفي كلا النظامين كانت عدواً علنياً وواضحاً أمام الشعب فالأول كانت تحرض الشعب للقيام بثورة على النظام, من خلال إظهار مفاسده، ومع الإخوان تنشر خطابات وأحاديث قادة مكتب الإرشاد التحريضية ضد الشعب والقوات المسلحة ؛ ولذلك على المصريين أن ينسوا حيادية القناة في التعامل مع قضيتهم.
وفي رأي د. "صفوت العالم" أستاذ الإعلام السياسى بجامعة القاهرة ، أن الظرف الذي تمر به البلاد يقتضي اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية مع جميع الوسائل الإعلامية لحين استقرار البلاد، فضلاً عن أن قناة الجزيرة مباشر مصر وضعها القانوني خاطيء ومن ثم لابد من إغلاقها تماماً ومحاربتها حتى وإن أعادت البث من الخارج، لأنها فقدت مصداقيتها وسمعتها الإعلامية بين المصريين وتباينت في الممارسة المهنية من خلال تحيزها السافر للنظام الإخواني ضد الشعب، بالإضافة إلى أنها كانت القناة الوحيدة التي أذاعت مقطع الرئيس المعزول بعد بيان القوات المسلحة ورفض فيه قرارات القوات المسلحة ودعا مؤيديه إلى محاربة هذا الانقلاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.