منذ عامين اقترحت علي بعض الأصدقاء إنشاء كيان باسم الإخوان المصريين استشعارا بضرورة وجود حزب أو جماعة أو ائتلاف يستطيع مواجهة الإخوان وقتها كان مهرجان الائتلافات وكلها تحمل اسم الثورة وقت أن كانت تلك اللافتة تجلب الفخر والسفر والدولارات ومنح أعضائها حصانات وتوكيلات لمحاسبته أو تصفية حسابات صغيرة. وكانت منصة أيضا لغسل السمعة والترشح لمناصب الدولة التي خلت ممن أطلقوا عليهم الفلول كانت الأسماء ثورية والمآرب انتهازية لكثير منها, المهم تلقف الفكرة أحدهم ولكنها انحصرت في شخصه وقليل ممن حوله ولصاحبنا هذا حكاية لم يحن الوقت لسردها المهم كانت مصر بعد يناير في أمس الحاجة لجبهة عريضة من المصريين المتعطشين للمشاركة السياسية وكان معظمهم لديه قدر من البراءة السياسية إلا قليلا ممن احترفوا السمسرة ومقاولي الأنفار للمجلس العسكري وزعماء الثوار علي مقاهي وسط البلد وبينما نشطت حركه تشكيل الائتلافات والأحزاب الجديدة كان الإخوان يسعون في قواعدهم استعدادا وترقبا لكل خطوة وقتها بدأوا في مسيرة الأخونة للمصريين خاصة للقوي الدينية حتي التي كانت علي خلاف حركي معهم كالسلفيين ولم تنتبه القوي المدنية وراحت تنشط علي تويتر والفيس بوك وكادت تنقل إقامتها لمدينة الإنتاج الإعلامي وعندما جاءت الانتخابات البرلمانية وضع الإخوان زعماء التيار المدني علي رءوس القوائم أو أخلوا لهم الدوائر لكسر عيونهم برلمانيا. ولهذا يبالغ كثير من هؤلاء المكسورين وعاصري الليمون في الهجوم علي الإخوان وفي نفس الوقت يطلبون المصالحة وكلها تصرفات صغيرة لتبرير خياناتهم وخيبتهم وانتهازيتهم لان كل قضاياهم شخصية لاعلاقة لها بالوطن أو الجماعه الوطنية عكس جماعة الإخوان التي يذوب أفرادها في الجماعة فيصبح كل واحد منهم قيمة مضافة لنفسه وللجماعة أي انه يهب نفسه للجماعة قبل ان يطلب أي مغانم عكس جماعة المعارضة الانتهازية. ومن هنا كانت الحاجة لإيجاد نموذج وطني قوي كطيف واسع يعلي من مفهوم المواطنة المصرية والسعي لتمصيرالإخوان ويكون قادرا علي إدارة التناقضات التي خلفتها الفوضي والفترات الانتقالية العشوائية وإعادة تعريف المصطلحات التي أطلقتها الميادين بصورة دقيقة ومحددة لا تحتمل الاجتهادات في تعريف الفلول والفاسدين والقتلة والإرهابيين والمحرضين لكي لا تمنح الثورة لأي متنطع حصانة أو وصاية علي الآخرين. والمهم أن تضع الحركة معادلة جديدة للإسلام المتحضر الذي لا وصاية فيه لمرشد وتبسيطه للعامة بأنه المشروع الالهي لاسعاد البشر بالمساواة والحرية والعدالة وأنه لافرق لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي وأن رسالة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم جاءت لإخراج الناس من عبادة الأوثان والعباد والكهنوتية لعبادة رب العباد وان الاختلاف بين الناس سنة الله في خلقه وليست كفرا أو شركا بالحاكم بل ان الشرك في السياسة هو قمة التوحيد لإعمار الأرض وأن الله لو شاء وهو القادر علي ان يقول للشيء كن فيكون لجعل الناس امة واحدة وهذا هو الاسلام المتحضر الذي نريده في مشروع الصحوة المصرية ليكون جامعا وموحدا ومبشرا وظني ان مشروع الإخوان المصريين ليس بديلا لاحد ولكنه ضروري الآن لإيجاد الجماعة المصرية الوطنية القادرة علي عبور الفترة الانتقالية بأقل قدر ممكن من النزيف الإنساني والسياسي وخاصة بعد الفشل الكبير لجبهة الإنقاذ ومن يدورون في فلكها بنفس القدر من الفشل للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية مع العلم ان مسار الإصلاح طويل ولم يعد مقبولا بعد الآن خطف الدولة ومؤسساتها لحساب اي طرف لان الجميع شركاء بالتساوي في هذا البلد ذلك إذا فهم الإسلاميون أن مشكلة مصر والمصريين ليست مع السماء ولكن المشكلة معهم في تفسيرهم للنصوص وعلي الأرض. ببساطة لو أحب د. مرسي مصر والمصريين كما أحب الإخوان والجماعة لكان رئيسا مميزا. للأسف هناك بعض الكتاب يقدمون خدمات لتركيا وإيران أكثر من المستشارين الإعلاميين لتلك الدول في مصر. للأسف بدأت الشللية في رئاسة الجمهورية علي يد المستشارين.. خلصنا من رئيس العشيرة لرئيس الشلة والمعارف. ماسقط هو مشروع الإخوان وليس الإسلام حتي ينشط بعض المؤلفة إيمانهم ببعث الوجودية من مرقدها. الفرق بين ميدان رابعة وميدان التحرير أن الأول يحارب الوطن من أجل السلطة والثاني يحارب السلطة من أجل الوطن. أمام الإخوان فرصة لاستعادة الوعي بالاستفادة من تجربه أربكان في تركيا. أفضل إساءة لجمعية رسالة ممن يدافعون عنها من المرتزقة المؤلفة مصريتهم وثوريتهم. أعادت ثورة يونيو اكتشاف المبدع محمود الكردوسي كضمير حي للأغلبية التي كانت صامتة. واضح أن أموال بنك التقوي ستتوجه كلها لشركات العلاقات العامة لتشويه الجيش وثوار يونيو. صمت حزب النور والحركات الإسلامية الرشيدة الآن غير مبرر حتي لا يدفعوا فواتير كوارث لم يشاركوا فيها وحتي لاينالوا ذنب المحلل للإخوان. يثبت أبو هشيمة أن الفلوس تغسل كل المواقف بعد أن أصبحت الفضائيات والمواقع أكبر مغسلة للتاريخ والنفوس. ما يحدث الآن في الشوارع مجموعة من الأصفار معظمها علي الشمال وقليلها علي اليمين. أري كثيرا من المتحولين يجهدون أنفسهم في زراعة أشجار الليمون تمهيدا لعصرها قريبا. الترجمة الحقيقية الآن لمصطلح الفلول لا ينطبق إلا علي متظاهري رابعة والنهضة. لمزيد من مقالات سيد علي