إضافة محمية جديدة إلي قائمة المحميات الطبيعية المصرية أمر له أهميته الكبري في صون وحماية التراث الطبيعي المصري من الانقراض . وإذا كانت الخريطة المصرية تحتضن حتي الآن30 محمية تشكل كل ألوان طيف هذا التراث برا وبحرا وجوا في تشكيلة نادرة قلما تجتمع في دولة واحدة, فإن مقترح ضم محمية الملاحة ببورسعيد إلي تلك المحميات الطبيعية بمصر يعد أمرا جديرا بالدراسة لثرائها بالعناصر التي تؤهلها لتلتئم بعقد لآلئ محميات الكنانة الطبيعية. الملف أعد تحت رعاية رئيسي حي بور فؤاد المتعاقبين اللواء طيار أسامة نجم واللواء نبيل الجزار, ويبرز الدور المهم للمجتمع المدني ممثلا في جمعية أصدقاء البيئة بمدينة بور فؤاد التي تقع في بؤرتها المنطقة المقترحة, إذ تمت الدراسة بواسطة شباب متخصص بالاعتماد علي صور الأقمار الصناعية والاستشعار من بعد وعلوم الفضاء, مما يسهل كثيرا من دور قطاع المحميات بوزارة البيئة في إعداد الملف الخاص بالمنطقة, الذي سيتم رفعه لرئاسة مجلس الوزراء لإصدار قرار إعلانها كمحمية. وعن وصف بحيرة الملاحة يقول معد الدراسة ومنفذها واتر البحري- الناشط البيئي ورئيس لجنة المحميات الطبيعية والحياة الطبيعية بالجمعية:- إنها تقع ضمن الحدود الإدارية الشمالية الشرقية لمحافظة بورسعيد خاصة لمدينة بور فؤاد شرق قناة السويس غرب مدينة بالوظة, أي أنها توجد في أعلي مثلث سهل الطينة بشبه جزيرة سيناء علي البحر المتوسط, وتبعد عن بور فؤاد بنحو25 كم, علما بأنها بحيرة ساحلية مالحة تتكون من أراض منبسطة ومنخفض ساحلي ملاصق لساحل البحر المتوسط, وارتفاعها عن سطح البحر يتدرج من صفر إلي10 أمتار, ولا يفصلها عن سطح البحر سوي شريط رملي يتراوح عرضه بالمنطقة الشرقية( السبخات الغربية لبوغاز القلعة الجديد) بين500 متر و600 متر. وتتصل البحيرة بمياه المتوسط الذي يعد المصدر الرئيس لمياهها ولحركة الأسماك من وإلي البحر ولتجديد نوعية المياه الداخلية عبر فتحات بواغيز القلعة الجديد( الصناعي والطبيعي) بالمنطقة الشمالية الشرقية, وبوغاز قلعة أم مفرج الطبيعي وبوغاز الكيلو2 الصناعي. الوضع الراهن للبحيرة عن الهدف من الدراسة- التي تمت بإشراف المحاسب إيهاب الدسوقي رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة ببورفؤاد- يوضح واتر البحري أن الهدف هو إعداد تقويم للوضع الراهن للبحيرة شاملا كل ما يميزها من النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي والجيورموفولوجي للمنطقة في إطار منظومة صون الأراضي الرطبة من مخاطر التجفيف والتلوث, خاصة أن الأراضي الرطبة, وهي المناطق التي تمثل فيها المياه العامل البيئي الرئيس, تتميز بكائنات نباتية وحيوانية, وأنها من الأنظمة البيئية الأساسية لمحافظة بورسعيد حتي قبل إنشاء المدينة عام1859, وكانت تتمثل في بحيرة المنزلة الكبري بما فيها من أفرع نهر النيل القديمة, تلك البحيرة التي تم طمر جزء منها بعد شق قناة السويس وإنشاء مدينة بورسعيد, وتبقي من تلك البحيرة العملاقة بحيرة المنزلة الحالية وبحيرة الملاحة التي نحن بصدد المطالبة بإعلانها محمية طبيعية من خلال هذا الملف, كما أنها من المناطق الحيوية لمسارات هجرة الطيور العالمية من سقيع أوروبا إلي دفء وسط وجنوب إفريقيا. وعن التقويم البيئي للموقع يقول إن بحيرة الملاحة الموقع الوحيد بمنطقة سهل الطينة( شمال غرب شبه جزيرة سيناء الذي تبقي منه أكثر من80% من طبيعته ببحيرة الملاحة دون تدخل بشري), كما تعد سجلا بيئيا طبيعيا لما كانت عليه بحيرة المنزلة الكبري قديما والتطورات التي مرت بها خاصة بالمنطقة الشرقية, ووفقا للمبدأ البيولوجي فإن بحيرة الملاحة وأنظمتها الإيكولوجية تعمل علي توازن الحياة الطبيعية لمحافظة بورسعيد بما فيها منطقة بحيرة المنزلة والقري الجنوبية لبورفؤاد وبورسعيد, وكمثال لذلك توازن أعداد الحشرات المقيمة والمهاجرة بمنطقة بحيرة الملاحة باصطيادها مما يؤدي إلي إحداث توازن بيئي في أعداد الحشرات. ومن جهته, يقول الخبير البيئي الدكتور مجدي علام إن من يقرأ الملف الخاص بمقترح ترشيح منطقة الملاحة ببورسعيد لقائمة محميات مصر الطبيعية يلمس في جلاء ذلك الجهد الرائع الذي بذل من أبناء وعشاق المدينة الباسلة في إعداد هذا المقترح لتتبوأ الموقع رقم31 في القائمة, وهذا تجسيد رائع لاستدامة الجهود الرامية للوصول للهدف, وهو سلوك افتقدناه طويلا.