يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن, ولا بديل عن قبضة الدولة وسلطتها القوية والقانون العادل في بطشه, طالما أن القرآن الذي يدعي الإخوان بقيادة محمد بديع وأصحابه البلتاجي والعريان وحجازي, وغيرهم من نجوم رابعة, أنه يسكن صدورهم وتحتويه أفئدتهم لم يردعهم بكل ما فيه من أوامر ونواه تأمر بالعدل والإحسان وتنهي عن الفحشاء والمنكر.. ولا فاحشة ولا منكر أكثر من إراقة دم خلق الله بقذائف الآر بي جي وبالرصاص, وتهديد الأئمة بالويل والثبور ما لم تبلع حكم المرشد وزبانيته! سيقولون: امسك هذا متشدق بالوطنية والقومية, متمسح بالديمقراطية, يحرض السلطة علي الفتك بالإخوان, وأقول: نعم بالثلاثة لا بد من سحق كل من يخرج عن قواعد العمل السياسي السلمي, وعن أصول التعامل مع الأمن القومي المصري وتخابر مع الأجنبي, واتفق مع غير المصريين علي الفتك بالوطن إذا حدث وضبط متلبسا بالجرم المشهود! بل إنني أذهب إلي ما هو أبعد, ألا وهو أنه في حالة استفحال بؤر الإجرام المستورد لها محترفون مجرمون, وفي حالة التأكيد وهو مؤكد من الآن سعي الإخوان وحلفاؤهم من الداخل والخارج إلي شن حرب استنزاف لجيشنا وشرطتنا ومخابراتنا, وعملهم علي إسقاط الدولة المصرية وتخويف الشعب المصري, فإن الواجب يقتضي أن يتم تكوين ظهير شعبي من الذين أدوا الخدمة العسكرية وخرجوا من فترة الاحتياط, ومعهم العسكريون المتقاعدون الذين يفتك بهم الألم وهم يرون الحثالة تدمر أمننا الوطني, وليتولي هذا الظهير حماية ظهر قواتنا والمساهمة في الانتشار الجغرافي في الأماكن المتطرفة, أي لا بد من إعادة بناء منظمة سيناء العربية, التي تشكلت عقب حرب1967 من أبناء سيناء المصريين الوطنيين الشرفاء, ومنظمات أخري تؤدي مهام يرسمها أهل الشأن في قواتنا المسلحة ووزارة الداخلية! لن نجد كمواطنين أعصابا لننتظر هجوم هؤلاء علي الأحياء السكنية, وعلي المدن والقري والمصانع ومحطات الكهرباء والقناطر والأهوسة, وربما سيفكرون في تخريب السد العالي, الذي كان وسيبقي غصة في حلوقهم وخازوقا في ظهورهم! لقد بلغت بهم الوقاحة أن أعلنوا أن الروح الأمين جبريل عليه السلام نزل علي إشارة رابعة العدوية, وتوالت الإعلانات, فمن رواية رأت في منامها سيد الخلق صلي الله عليه وآله وسلم ومعه صحابته رضوان الله عليهم, وخلق كثير يستعدون للصلاة, فإذا بالمصطفي عليه السلام يقدم محمد مرسي للإمامة, باعتباره الرئيس! ثم منام آخر فيه مرسي يركب حصانا أبيض مجنحا أي له أجنحة ويتجه به للقصر الجمهوري, ومن المنامات إلي البشريات التي جاءت في رسائل غيبية يراها البلتاجي وشركاه وكلها تصب في الإنقاذ الإلهي للإخوان! وبالطبع فإن من شروط الإيمان أن يؤمن المسلم بالغيب وأن يثق في وعد الله ونصره, ولا يمكن لأحد يشهد الشهادتين إلا أن يكون كذلك, ولكن وكما يقولون هذه نقرة وما يدعيه ويروج له الإخوان في إشارة رابعة نقرة أخري.. لأننا بادئ ذي بدء لم نسمع من بديع ولا مرسي ولا البلتاجي ولا غيرهم أي كلمة عن نزول سيدنا جبريل ليساندنا في مفاوضات الصندوق, ولا في حل أزمات الوقود والطعام والنظافة, ولا في الكارثة الكبري, كارثة تعمد الإخوان من رأسهم إلي ساسهم ارتكاب ما إذا ارتكبه أحد من البشر صار منافقا, يعني في الدرك الأسفل من النار, أو صار فيه خصلة من خصل المنافق.. فهم حدثوا وكذبوا, وهم وعدوا وأخلفوا, وهم ائتمنوا وخانوا, وأيضا ها هم يخاصمون ويفجرون! ولم يأت علي بال أحدهم أن جبريل عليه السلام قد نزل علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم, وهو الرسول والنبي الخاتم ولا وحي بعده, حيث مهمة جبريل علي الأرض إذا نزل هو حمل الوحي! والسؤال عندئذ هو: هل يمكن لمن يفكرون ويسلكون بهذه الطريقة أن يقودوا بلدا, وأن يحلوا مشاكل وطن, وأن يديروا علاقات إقليمية ودولية في عالم العلم والمعرفة والتكنولوجيا المتقدمة, وفي ظل ثورة الاتصالات والمعلومات؟! هل يمكن لمن يدعي كذبا أنه الأتقي والأصلح ثم يدغدغ عواطف الناس بكلام عن سيدنا جبريل, وعن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أن يتصدر الصفوف, وأن يقيم من نفسه وصيا علي خلق الله في دينهم ودنياهم؟! المؤكد أنهم سيستمرون في طغيانهم لبهدلة الوطن وتمزيق جلده الممتد علي مساحة مليون كيلو متر مربع, وسيستعينون بالذين أنشأتهم إسرائيل ورعتهم وجعلت منهم خميرة الانشقاق والشقاق وتمزيق فلسطين, والمؤكد كذلك أن الشعب المصري الذي عرف الدولة المركزية منذ توحيد مينا للقطرين أي قبل ستة آلاف عام وعرف أن الله واحد, وأن هناك حسابا فيه ثواب وعقاب, وأن هناك آخرة لن يقبل.. وسيقاوم مهما كان الثمن. لمزيد من مقالات أحمد الجمال