تمر مصرنا الغالية بأزمة حقيقية لصدام وقع بين مصريين أحرار لم يرتضوا بالكرامة بديلا ومصريين رفعوا راية الإسلام لتحقيق غاية لا يعلمها حتي الآن إلا الواحد القهار, ورسالتي هذه أتوجه بها من خلال بريدنا العزيز إلي كل إنسان ألغي عقله واتبع هواه أو صار في طريق أقنعه به غيره.. وأقول: انني رجعت إلي كتاب الله وإلي ما تعلمته من طب واعجبت أن يبدأ الله كلامه للناس بكلمة اقرأ, وكيف نزلت علي من لا يقرأ فلقد أثبت العلماء أن التحصيل الذهني بالقراءة أضعاف أضعاف ما يتم تحصيله بالسمع ومن هنا كان الأمر من الله للبشرية بإعمال العقل بالقراءة, وقد رجعت إلي كتاب الله معتقدا كغيري أن الصلاة ولا أحد ينكر ذلك هي أهم العبادات ولكني وجدت أن الله دعا إلي إعمال العقل ضعف ما أمر بالصلاة. حيث ذكر عز وجل الصلاة76 مرة وفاز إعمال العقل في611 موقعا.. انها عبادة تناساها من كان شعارهم في حياتهم السمع والطاعة. إن السمع والطاعة التي نعرفها نحن معشر المسلمين المفكرين والتي تعلمناها ونقرها هي لله ورسوله فقط. أما وأن يخرج علينا من هم ضعاف النفوس والعقول بالسمع والطاعة لبشر لا يعلم ما بداخلهم سوي خالقهم فإنه أمر اعتقد أنه حرام شرعا إن من باع آخرته بدنياه وقع في خطيئة كبيرة فيدفع ثمنها يوم يقف أمام الواحد القهار فما بالك بمن باع آخرته لدنيا غيره تحت شعار السمع والطاعة. أفيقوا يا شباب مصر أفيقوا واعلموا أن إعمال العقل له ثوابه وفكروا في السمع والطاعة التي بها أهدرت الدماء وخربت الحياة, وليعلم كل منا أنه سيقف أمام الخالق الجبار فيقول له اقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا, ولا يدري وقتها كيف يجيب ويداه ملطختان بدماء مسلمين لا لشيء إلا لأنك طبقت أكذوبة السمع والطاعة وألغيت أكبر نعمة أنعم الله بها عليك وهي العقل. انظروا إلي هؤلاء الذين خرجوا أحرارا لا يحركهم سوي حبهم لوطنهم وكرامتهم وعقيدتهم الراسخة.. وإلي هؤلاء الذين تحركوا بفعل السمع والطاعة وقارنوا بينهم وتعلموا الفرق بين اعمال العقل والغائه.. أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون. د. حسام أحمد موافي - أستاذ طب الحالات الحرجة قصر العيني