تعد سوهاج من أقل المحافظات في فرص التنمية حيث يشير تقرير التنمية البشرية الصادر في العام الماضي إلي انها تحتل المرتبة قبل الأخيرة بين محافظات مصر من حيث التنمية ولذلك فهي من أكثر المحافظات الطاردة للسكان. ويرجع ذلك إلي موقع المحافظة الجغرافي حيث أنها من المحافظات المغلقة المحاصرة من الشرق والغرب بهضاب من الحجر الجيري يصعب التعامل معها لذا يعيش حوالي4.4 مليون نسمة في جزء من الوادي لا يتعدي متوسط عرضه15 كم كما انها تعد من أعلي المحافظة كثافة سكانية وما ضاعف حجم المشكلة غياب المشروعات التنموية الكبيرة مما أدي لقلة فرص العمل وهجرة أبنائها للبحث عن حياة كريمة. وفي الآونة الاخيرة اهتمت الحكومة بزيادة التنمية والتعمير بسوهاج بما يواكب الزيادة السكانية حيث تم انشاء4 مناطق صناعية تواجه مشكلات كبيرة ومدن جديدة بالإضافة للاكتشافات الأثرية المنتظرة بمدينة أخميم الأمر الذي يتطلب ربط المحافظة بالمحافظات المجاورة مثل البحر الأحمر والوادي الجديد للإسهام في حركة السكان والنمو الاقتصادي والتجاري واستغلال الثروات المعدنية بالمنطقة وبالفعل تم انشاء طريق البحر الأحمر الذي أسهم في فتح آفاق جديدة للتنمية بالمحافظة لم تظهر ملامحها بعد لأسباب عديدة ولكسر الحلقة الأخري من الحصار فإنه من المطلوب انشاء طريق يربطها بالوادي الجديد لإنهاء العزلة بين المحافظتين خاصة أن معظم سكان الوادي ودرب الأربعين من أهالي سوهاج يضطرون لاستخدام طريق الخارجة اسيوطسوهاج بطول350 كم, وطريق الخارجة الاقصرسوهاج بنفس الطول للتواصل مع ذويهم اضافة الي زيادة تكاليف السفر ونقل البضائع من وإلي الوادي الجديد لذا فإن إنشاء هذا المحور سيفتح مجالات جديدة للتنمية, وقد أكدت دراسة فنية( اقتصادية اجتماعية بيئية) لطريق الوادي الجديد قام بإعدادها الدكتور أحمد عزيز عبد المنعم وكيل كلية العلوم بجامعة سوهاج والمستشار العلمي للمحافظة والدكتور شعبان حلمي مدير المكتب الفني للمحافظة والخبير الاقتصادي خالد زيادة وفريق عمل من قسم الجيولوجيا بكلية العلوم تميز المنطقة الصحراوية بين المحافظتين بأنها ضعيفة التضرس وانحدارها لا يتعدي1 `3 درجات وأن أفضل المسارات المقترحة لانشاء الطريق من خلال الدراسات الميدانية والخرائط والمعلومات الفضائية هو المسار الجنوبي المار بمدق قديم من طريق القاهرةاسوان الصحراوي عند الكوامل لضعف درجة الوعورة جدا ومرور الطريق بمدق موجود فعلا وهذا جيد من الناحية الاقتصادية. وأضافت الدراسة انه تم تحديد الثروات الطبيعية والتي تم اكتشافها لأول مرة حول مسار الطريق المقترح من خلال الخرائط الطبوغرافية والجيولوجية والأقمار الصناعية بالاضافة لاستخدام تقنية الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية ومنها رواسب الحصي والزلط التي تعاني سوهاج من نقصها في اعمال الخرسانة وانشاء الطرق وارتفاع اسعارها وانها توجد بكميات هائلة فوق الهضبة تكفي الاستهلاك المحلي ويمكن التصدير للدول العربية في الخليج لنقص هذه المواد بها ويمكن انشاء شركة لاستغلال هذه الرواسب باسلوب علمي منعا للاستغلال العشوائي. وأشارت الدراسة أن نتائج التحليل الحجمي والكيميائي والتجارب نصف الصناعية لهذه الرواسب أثبتت أنها تناسب إنشاء الطرق بحالتها الطبيعية دون معالجة وأنها تحتاج غربلة لفصل المواد الناعمة لعمل الخرسانة وان بعض المناطق تحتوي علي نسبة عالية من حبيبات الكوارترز متوسطة الحجم يمكن فصلها واستخدامها في عمل المرشحات الزلطية حول ابار المياه الجوفية. وعن البعد الاقتصادي للطريق أكدت الدراسة انه يسهم في فتح محاور التبادل التجاري لمنتجات المحافظين وتشجيع الاستثمار بالمناطق الصناعية وتشجيع أبناء سوهاج في العمل بمشروعات الاستصلاح الزراعي خاصة وأن لديهم خبرة في هذا المجال واقامة مجتمعات عمرانية خاصة وان الجزء المتاخم للوادي الجديد الذي تبلغ مساحته44% تقريبا من مساحة مصر به أقل كثافة سكانية علي مستوي الجمهورية, وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين استغلال الموارد الطبيعية من رمل وزلط وحجر جيري ورخام والتي تصلح في انشاء مصانع للاسمنت واستغلال الطريق في ربط محافظة الوادي الجديد بالبحر الأحمر عبر كوبري جرجا الجديد علي النيل واقامة مناطق متكاملة للسياحة العلاجية وبالنسبة للبعد الاجتماعي سيكون من خلال تخفيف مرور السيارات علي طريق أسيوط والحد من الحوادث وانشاء قري جديدة مع توافر مقومات التنمية التي تسهم في استقرار السكان والتوفير في وقود السيارات أما بالنسبة للبعد البيئي فإن التوسع في الزراعات واستصلاح الأراضي يسهم في تحسين الظروف البيئية بهذه المناطق وتقليل الكثافة السكانية وتخفيف الضغط علي الأراضي الزراعية المهددة من الزحف السكاني وامكان انتاج طاقة نظيفة تعتمد علي الطاقة الشمسية هذا بالاضافة لخدمة المخطط الاستراتيجي المقترح لتقسيم مصر الي أقاليم تنموية والتكامل مع محافظات المثلث الذهبي قنا سفاجا قفط. واختتمت الدراسة ان الطريق المقترح في أقل مسار له حوالي95 كم من بداية طريق القاهرةاسوان الصحراوي الغربي عند سوهاج( الكوامل) حتي الخارجة وتبلغ تكلفته التقديرية300 مليون جنيه بالإضافة الي تكلفة المياه والكهرباء ويفضل ان يكون مزدوجا بعرض14 مترا ورفعه متر عن الأرض الطبيعية. ومن جانبه قام الدكتور يحيي عبد العظيم محافظ سوهاج بمخاطبة وزارة النقل لإنشاء الطريق افادت فانه يمكن تنفيذه بنظام الBOT كما تم عرض تنفيذه علي هيئة الأوقاف المصرية في اثناء توقيع بروتوكول تعاون معها في العشرين من يونيو الماضي الا انها لم تعط ردا علي ذلك بعد ان قررت ان يكون باكورة البروتوكول اقامة مشروع سكني تجاري امام الاستاد الرياضي ولن تتوقف محاولات ايجاد جهة لتنفيذ الطريق نظرا لأهميته القصوي لكسر الحصار الذي فرضته الطبيعة علي المحافظة من الجهة الغربية وفتح افاق كبيرة للتنمية علي جانبي هذا الطريق.