هل سمع الرئيس محمد مرسي صوت الشعب وحشود الملايين في القاهرة ومختلف المحافظات؟ من الخطأ الذي لا يغتفر ياسيادة الرئيس تجاهل صوت الشعب اليوم وتصور أنها إما فلول أو بلطجية ومنتفعان أو كارهون للإسلام, فهذا كله ليس صحيحا والذين يقولون لك ذلك في تقاريرهم يكذبون عليك ويغشونك. يمكنك ياسيادة الرئيس معرفة الحقيقة لو تذكرت أنه قد مضي عام واحد علي توليكم الحكم, فهل تستطيع اليوم ياسيادة الرئيس تكرار المشهد الذي فعلته في مثل هذا اليوم منذ سنة واحدة,والذهاب إلي ميدان التحرير والوقوف فيه بنفس الاطمئنان الذي كنت تشعر به يوم فتحت صدرك أمام الجموع. يومها نظر إليك الملايين ومنهم الذين لم ينتخبوك, وكنت شخصيا واحدا منهم.. نظروا إليك بأمل عظيم انتظروا تحقيقه لكنه خاب بكل أسف بعد شهور قليلة. خاب يوم صدر الإعلان الدستوري المكمل يوم21 نوفمبر ومنح الرئيس حصانة علي ما تأخر وما تقدم من قرارات, وخاب يوم شاهدنا المظاهرات تحيط بالمحكمة الدستورية العليا وتمنع قضاتها وتهددهم, ويوم أن أصبح منصب النائب العام مضغة في الأفواه, ووجدنا الحكم يعتمد علي وزارة هشة أضعف من المشكلات التي تواجهها فزادت علي يديها. خاب يوم احتكرت الجماعة تفصيل الدستور وخرجتم تتحدثون اليوم عن إمكان تعديله, ويوم أسيء اختيار المسئولين لدرجة أنكم لم تجدوا إلا عضوا في الجماعة التي اغتالت سياح الأقصر لتعينوه محافظا للأقصر بالذات. خاب الأمل يوم وجدنا الحكم في خصومة متزايدة مع القضاء ومع الأزهر والكنيسة ومع الإعلام والمثقفين ورجال الأعمال وحتي مع الجيش الذي لم تبخل عليه بعض قيادات الجماعة بتذكيره بما حدث في67 وكأن أبطاله لم يعبروا ويرفعوا الرأس الذي تنكس أياما, فهل غريب بعد هذا أن تتحرك الملايين حبا في الوطن وتخرج لتعلن كلمتها؟ صحيح أنكم وصلتم إلي الحكم باختيار الصندوق, ولكن إلي جانب شرعية الاختيار هناك شرعية الاستمرار التي أساسها ما يحقق لأمن الوطن واستقراره من إنجازات. ياسيادة الرئيس.. إنك مازلت الرئيس, وتستطيع إنقاذ الوطن الذي يطالبك بأن تكون رئيسا لكل المصريين وتستجيب لصوت الشعب الذي يستحيل هزيمته! [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر