تعددت لقاءات الرئيس وأنشطته ولكن بقيت نمطية النشر عنها واحدة: إما بيان مقتضب للمتحدث الرسمي ينشر في كل وسائل الإعلام بصيغة واحدة, أو كما حدث في لقاء الرئيس مع الفنانين يوم الخميس الماضي. يجتهد محرر الصحيفة فيلتقط من أفواه بعض الحاضرين كلمات متناثرة. ذلك أن مراسم الرئيس جرت علي منع الصحفيين من حضور اجتماعات الرئيس, بينما تفاصيل اللقاء حق أساسي مما تكون نتيجته عدم إحساس المواطنين بما يجري بين الرئيس وأكثر من خمسين شخصا يحضرون الاجتماع يفسره كل منهم حسب رؤيته. وفي زمن مبارك كانوا يسجلون مثل هذه اللقاءات ويذيعونها تفصيلا عقب نشرات الأخبار, وعلي افتراض أن البعض كان يضيق بذلك ويعتبره تأليها للرئيس وعلي حساب البرامج الأخري, فهناك قناة صوت الشعب التي تذيع جلسات مجلسي الشعب والشوري والتأسيسية وفيما غير ذلك تظل مشغولة بالأغاني الوطنية, وبالتالي يمكن تخصيصها لإذاعة هذه اللقاءات وتكون رؤيتها اختيارا لمن يريد. أحكي عن بعض مالم يرد في الصحف عن لقاء الفنانين وعرفته من بعض الحاضرين, ومنه قول الرئيس من بين ما قال: مصر دولة مدنية وليست دولة عسكرية أو ثيوقراطية( أي دينية) وقول أحمد عبد المعطي حجازي في كلمته: ياسيادة الرئيس إن ماتعيشه مصر الآن هو الدولة الدينية بعينها. وقول الرئيس: إذا تحدثنا عن الفن والإبداع فهما في خدمة الوطن حتي يشعر أبناء الوطن أننا في خدمته. وقول الفنان محمد صبحي في شهادة نادرة: سيادة الرئيس لقد اختلفت مع الوزير فاروق حسني عشرين سنة لأنه اهتم بالآثار علي حساب المسرح والسينما, لكنني اليوم أشهد له أنه رجل كان طاهر اليد ووزيرا محترما ورمزا لمصر في محافل العالم الفنية ومن الظلم محاولة تشويه صورته بتسعة ملايين جنيه لم يستطع إثباتها في ثروته بعد22 سنة وزيرا! كثير من الحكايات والكلمات كنت أتمني أن نسمعها ونراها حية. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر