عندما خرجت مظاهرات 18 و19 يناير 1977 تحتج علي قرارات زيادات الأسعار ووضح الخطر الذي يهدد سلامة وأمن الوطن, لم يتردد الرئيس السادات بطل حرب أكتوبر وألغي الزيادات علي رغم أهميتها لإصلاح الاقتصاد مفضلا حماية الشعب. ولم يقل أحد أن الرئيس فقد هيبته. وعندما تعرض الوطن من خلال القرارات التي صدرت في مارس54 لإعصار يهدد بحرب أهلية لم يتردد جمال عبد الناصر وألغي قرارات مارس التي أثارت الخلاف ولم يقل أحد أن عبد الناصر فقد هيبته. واليوم ياسيادة الرئيس مرسي فإن وطنك مهدد بسبب ما أصدرته من إعلان دستوري.. وشعبك يواجه خطر الانقسام بين إخواني وغير إخواني.. وكل فصيل يغريه إثبات أنه الأقوي.. والمواجهة بينهما علي الأبواب وستكون كارثية.. فلن يكون هناك فريق منتصر وآخر مهزوم بل وطن مفقود.. فماذا أنت فاعل ؟ هل تنكر ياسيادة الرئيس أن البلد أصبح منقسما وأن ما تضمنه الإعلان الدستوري الذي أعلنته قد استفز ملايين المواطنين وكسر فيهم حاجز الخوف, وأنك شخصيا تصرفت كرئيس لجماعة وبدلا من أن توجه من خلال التليفزيون بيانا لكل المصريين الذين أنت رئيسهم, إخترت أن تتحدث إلي جماعتك التي تم حشدها أمام قصر الرئاسة تاركا معارضيك يملأون الميادين ويصطدمون ؟..لقد توحدت علي يدي إعلانك الدستوري تيارات القوي السياسية المختلفة وكونت جبهة واحدة.. وبالرغم من أن أحدا لم يكن يريد أن يغوص القضاء في السياسة حتي يبقي رجاله في أبراج العدالة المفروض أن يعيشون فيها, فإننا شاهدنا آلاف القضاة في مؤتمرهم بناديهم يخرجون علي التقاليد المتوارثة نتيجة شعورهم بالعدوان علي القضاء وهدم استقلاله. ياسيادة الرئيس.. الكل يعرف أنك رجل مؤمن وتذكر الله كثيرا لكن الذين أشاروا عليك بالإعلان الدستوري ضمنوه ما إنفرد به الحق في قداسة وحصانة ما صدر وماسيصدر عنه, فهل تقبل بمشاركة الخالق في ماينفرد به. كل مخلص في الوطن يناشدك ياسيادة الرئيس مراجعة ما أصدرته, والله الموفق. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر