أفهم أن يصف الناشط السياسى ، جورج إسحاق، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، " آن باترسون " ، السفيرة الأمريكية بالقاهرة بأنها " ست شريرة تثير الفتن" ، وأفهم أن يطالبها آخرون أمثال نجيب ساويرس , بالسكوت عندما قال لها بالعامية المصرية " نقطينا بسكوتك" فى مطالبة لها على حد وصفهم , بعدم التدخل في شئون مصر, لأن آراءها الحالية تختلف مع أهدافهم السياسية . فى هذا السياق , أتفهم أن يصف أصحاب هذا التيار ,السفيرة الأمريكية بأنها تحاول الآن إعادة دور المندوب السامى والذى انتهى مع انتهاء الاحتلال البريطانى , على خلفية إختلافها معهم , فى طريقة مواجهتهم الأزمة السياسية الراهنة فى مصر , ومع الإدارة الحالية لها . لكن الذى لاأفهمه ولا أقبله ممن يديرون البلاد الآن , أن يكون صمتهم الرهيب هو " سيد الموقف " حول تصريحات السفيرة الأمريكية, حتى لوكانت تلك التصريحات , تُصب لصالحهم , وتوافق رغباتهم وأهدافهم السياسية الراهنة . لقد دأبت السفيرة الأمريكية , على التصريح والتدخل بشكل حاد , والتعبير عن رأيها بلامواربة ودون النظر إلى إعتبارات الدبلوماسية , فتتحدث وكأنها تقر حقائق وتعليمات لابد من تنفيذها , وإلا فإن عواقب ذلك ستكون " وخيمة" على الشعب المصرى , وهى فى لقاءها الأخير بمركز ابن خلدون , وفى إشارة لما سيجرى فى 30 يونيو , وصفت "باترسون" احتجاجات الشارع بأنها "لن تؤدي إلى الديمقراطية المستقرة، التي لن تتحقق سوى بالانتخابات". وقالت السفيرة الأمريكية أن الرئيس مرسي يختلف عن سلفه مبارك، "ولا تصح المقارنة" لأن مرسى رئيس منتخب، ثم ذهبت لتجلس مع نائب مرشد الإخوان الذى لم ينتخبه الشعب ولاصفة رسمية له لتتحدث معه , حول الأحداث الراهنة فى مصر ! ونصبت " باترسون " نفسها المتحدث بإسم الجيش والشعب فقالت "التدخل العسكرى ليس الحل كما يدعى البعض , والجيش المصرى والشعب المصرى لن يقبلوا بذلك كنتيجة ". .. كل هذا, ولم تتحرك جهة رسمية , تتعامل مع السياسة الخارجية أوالداخلية فى الإدراة الحالية , بكلمة أو برد فعل واحد إزاء ما رددته السفيرة الأمريكية , لتعترض على تصريحاتها أو ترفضها حتى لوكان من باب الحفاظً علي ماء الوجه ، وذرًا للرماد في عيون المعارضة على الأقل، ولكن شيئاً لم يحدث ..! والسؤال .. أين الشعور بمفهوم السيادة الوطنية , حتى لوكانت من باب تبييض الوجوه أمام الشعب ؟! يبدو أن السفيرة الأمريكية ليست هى كما قال اسحاق "السيدة الشريرة" لكن يبدو أننا نحن الذين تحولنا إلى " كومبارس , فى عهد مابعد الثورة المباركة !! لمزيد من مقالات حسين الزناتى