بعض الرؤساء السابقين تبدأ حياتهم بعد الرحيل من مناصبهم والبعد عن عبء المسئوليات الشاقة بل أن بعضهم يحقق نجاحا ونجومية في أحد المجالات بعيدا عن الأجواء السياسية. فعدد كبير منهم عندما يخرجون من بوابة السلطة يشرعون في كتابة مذكراتهم, أو كتب تتناول أسرار وخفايا فترة حكمهم خاصة مع اهتمام وسائل الإعلام بإجراء حوارات معهم والبعض الأخر يتجه للأعمال الخيرية والحقوقية, ولكننا سنسلط الضوء اليوم علي الرؤساء السابقين لأمريكا أي الذين كانوا يحكمون أقوي دولة في العالم الذين لم يتبق منهم علي قيد الحياة سوي أربعة وهم جورج بوش الابن وبيل كلينتون وجورج بوش الأب وجيمي كارتر اتخذ كل منهم طريقا مختلفا عن الآخر. بعد فترتين من حكم الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أكسبته خبرة سياسية كبيرة إلا أن جورج بوش الأبن اتخذ طريقا بعيدا كل البعد عن السياسة وهو الرسم وبالرغم من أنه لم يكن موهوبا فيه ولم يكن من هواياته إلا أنه أصر علي تلقي دروس لتعلمه استمرت شهرا حتي انتشرت أخباره مؤخرا في الصحف تذكر أنه رسم أكثر من50 لوحة تتناول أشكالا مختلفة للكلاب حتي ظن البعض أنه سيعرضهم في معرض خاص به قريبا وقد ذكرت معلمته أن غالبية لوحاته عن الكلاب يعود لتعلقه الشديد بهم خاصة بعد موت كلبه بارني. وبشأن بيل كلينتون فيبدو أنه كان مخططا لحياته جيدا عقب خروجه من السلطة فقد استطاع أن يجمع ثروة كبيرة لم يستطع تجميع نصفها أثناء وجوده في السلطة وذلك من خلال عدة طرق والتي بدأها بكتابة مذكراته وتأسيس مكتبته الرئاسية في أركنساس وذلك بعد أن اشتهر كمحلل سياسي بارز داخل الحزب الديمقراطي ثم تطرق لطريق آخر أكثر ربحا الا وهو إلقاء عدد كبير من المحاضرات جعلت منه صاحب لقب' مصنع محاضرات' متجول, وذلك لأن عائداته منها في عام2011 فقط بلغت13 مليونا و400 ألف دولار, وطبقا لمجلة' فوربس' الأمريكية القي كلينتون محاضرة في هونج كونج حصل مقابلها علي مبلغ قدره750 ألف دولار, بالإضافة لقيامة بالعديد من الجولات المربحة جدا في أستراليا وعدد من الدول العدبية والأوروبية, كما أسس مؤسسة كلينتون الرئاسية' المعنية بمكافحة الإيدز ودعم المصالحة الدينية, وتجنب العنصرية والعرقية. أما جورج بوش الأب فقد عاد بهدوء لصفوف الجماهير ليعيش حياته بطبيعية بين أشجار وأزهار مزرعته بتكساس إلي جانب افتتاحه مكتبة جورج بوش الرئاسية ومتحفا عام1997 تضمن عددا من الوثائق الرسمية والأوراق الخاصة التي تتناول بعض الأسرار والخفايا التي كانت خلال سنوات رئاسته ثم ظهر أواخر عام2004 عقب تأسيسه بالمشاركة مع بيل كلينتون صندوق للتبرعات لمساعدة ضحايا كارثة تسونامي الأسيوي, بالإضافة لمساعدة المناطق التي تعاني من تلوث الماء لتوفير المياه النقية لهم ولم يختلف الاتجاه الذي اتخذه جيمي كارتر كثيرا عن طريق جورج بوش الأب فمنذ مغادرته البيت الأبيض عام1981 تفرغ للمشاركة في السياسات الدولية إلي جانب دوره المؤثر كمستشار للإدارات الأمريكية المتعاقبة, كما أنه من أكثر الرؤساء الأمريكيين نشاطا في مجال حقوق الإنسان حيث أسس مركز كارتر لتحقيق السلام بين الدول ومكافحة الفقر والجهل والمرض, مع حرصه الدائم للتوسط بين العديد من الدول لنشر السلام بينهم ومنها القضية الفلسطينية, كما انه ساهم في توقيع اتفاقية كامب ديفيد, ولدأبه في التوصل لحلول في الصراعات الدولية وازدهار الديمقراطية فقد منح جائزة نوبل للسلام عام.2002