نادي الرؤساء هو نوع مختلف من القراءة الممتعة للسير الذاتية لرؤساء أمريكا, يكشف الكتاب مواقف الشهامة وأحيانا أخري الندالة بين الرؤساء السابقين واللاحقين والتي تنبع من الرغبة في البقاء في دائرة الضوء والغيرة علي المنصب الرئاسي. الكتاب الذي جاء في656 صفحة لايتعلق بالانجازات الرئاسية لكنه يستكشف العلاقة بين رؤساء أمريكا خاصة بين أوباما وبوش وكيف أثر الرؤساء السابقون علي الرئيس الحالي باراك أوباما وعلي أدائه الرئاسي. نادي الرؤساء.. داخل العالم الأكثر تميزا للمؤلفين مايكل دافي ونانسي جيبس المحررين بمجلة تايم البريطانية والمؤرخين للرئاسة الأمريكية يوفران عدسة جيدة لقراءة نادي الرؤساء الأمريكيين كأداة للسلطة الخفية التي غيرت مجري التاريخ سواء في الداخل الامريكي أو علي مستوي العالم. يبحث الكتاب في الصفات التي تجمع بين أسوأ وأفضل القادة الامريكيين خلال الاوقات الصعبة ونقاط القوة والضعف في مختلف الرؤساء الذين حكموا الولاياتالمتحدة. يأتي الكتاب ضد قائمة أفضل الكتب المنشورة خلال العام الحالي من خلال تنظيره للتاريخ الأمريكي والسياسة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بدءا من العلاقة الفعالة بشكل مفاجيء بين هاري ترومان وهربرت هوفر حتي أوباما وفريقه الرئاسي. يقول المؤلفان ان أعضاء نادي الرؤساء لابد أن يكونوا مجربين للمكتب البيضاوي, يكشف الكتاب كيف تآمر ريتشارد نيكسون مع ليندون جونسون كي ينتخب رئيسا لأمريكا ثم غدر به, وكيف تحول جيري فورد وجيمي كارتر من العداء الشديد إلي التحالف, إلي جانب الميثاق غير المعلن بين بوش الأب والابن وجذور التنافس بين الرئيس الامريكي الأسبق بيل كلينتون وباراك أوباما. التقي المؤلفان مع الرئيس الأسبق كلينتون وقال لهما أن أكثر رئيس يفتقده هو ريتشارد نيكسون والآخر الذي يحبه هو جورج بوش الأب وروي لهما كيف أنه ترك له خطابا يبشره بأنه سيصبح رئيسا لأمريكا. ويقول كلينتون في الكتاب: هناك أشخاص كثيرون يمارسون السياسة حول الرئيس وأهم شيء يحتاج إليه أن يجعله أحدا يبتسم لتحمل الضغوط والأعباء التي يمر بها يوميا. ويقول كلينتون أن العلاقة بين رؤساء أمريكا واكتسابهم الخبرات من بعضهم البعض جعلت سياستهم داخل البيت الأبيض أقل تغييرا. يقول المؤلفان ان نادي الرؤساء ليس به أعضاء أكثر من6 علي مر التاريخ وله أفرع في واشنطن ونيويورك وأتلانتا ودالاس. ويكشفان عن أن بوش الأب جاء بكلينتون الذي هزمه في الجولف ويقول عنه كلينتون أنه كان يثمن قرارات الأخرين ويحترمها. هاري ترومان عرض سريا أن يكون نائبا لإيزنهاور عام1948, كما أن خطابات نيكسون السرية لريجان عام1980, و1981 جعلته يدير البيت الأبيض بشكل جيد ويكشف المؤلفان عن أن كارتر وعد ألا يتحدث للصحفيين حول مهام كلفها به أوباما عام2010, ويفسر كلينتون ذلك بأن أهم شيء في ذهن رؤساء أمريكا السابقين هو أن يروا بلادهم تتحرك بشكل أفضل أيا كان من يديرها. نادي الرؤساء أسسه جورج واشنطن بفضل قرار اتخذه فأصبح ثاني أفضل قرار اتخذه فأصبح أول رئيس سابق بعدما فضل ترك المنصب بعد ولايتين عام1797 أصبح هناك عضوين بنادي الرؤساء بعد أن تسلم جون أدامز السلطة وعندما واجه خطر الحرب مع فرنسا فجعل جورج واشنطن قائدا للجيش حيث خدم به حتي وفاته في العام اللاحق, واكتشف أدامز ضرورة الاستفادة من الرئيس السابق وخبراته. وزاد أعضاء النادي إلي ستة أعضاء مع وصول إبراهام لينكولن للرئاسة لأن من خلفوه لم يفوزوا بولاية ثانية ولم يصبح النادي كبيرا مرة أخري إلا بعد تنصيب كلينتون عام1993 وذلك عندما كان نيكسون وفورد وكارتر وريجان وبوش علي استعداد لدعمه, وهناك رؤساء لم يكن هناك سوي رئيس واحد سابق يساعدهم مثل أدامز وجيفرسون و روزفلت فمن خلال نادي الرؤساء يصبح الرئيس السابق له تأثير, ولكن القوة تتمثل في الرئيس الحالي بينما يدعم السابق الحالي كما ينزل لقوات الجيش للتشاور معهم والاستماع لشكواهم وربما تتعدي مهامه ذلك لتشمل الضغط والحماية أحيانا. حاول كلينتون أن يثبت أنه ليس نسخة من كارتر,بينما سعي بوش ألا يكون كلينتون أخر بينما يحاول أوباما أن يثبت انه ليس كأي احد. أوكل أوباما إلي كلينتون الذهاب لكوريا الشمالية للأفراج عن اثنين من الصحفيين الأمريكيين المحتجزين هناك, بينما لم يرحب بوش بالحملة السرية التي كان يقوم بها كارتر في مجلس الأمن لمنع نشوب حرب الخليج,ولم يعترف بوش بأخطائه رغم أنه صاحب فضيحة سجن أبو غريب بالعراق الذي رأي فيه العراقيون شتي ألوان العذاب, إلي جانب الايهام بالفرق وفضائح التغذيب في جوانتانامو, وصارحه أحد مساعديه بضرورة اعترافه بتلك الجرائم فرفض قائلا: يكفي ان واشنطن لم تهاجم مرة أخري في عهدي: أكثر فترة شهدت ازدهارا اقتصاديا في أمريكا كانت في عهد بيل كلينتون إلا أن فضيحة المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لونيسكي أتت علي كل شيء. ومن أهم الأسرار التي تضمنها الكتاب توجيه كيندي سبا خارجا لايزنهاور ثم طلب منه المشورة في أزمة خليج الخنازير التي كادت تتحول لحرب نووية بين الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدة, كان فورد يكره رونالد ريجان وينفر منه, وكلينتون كان يتقرب من بوش الجمهوري وينفي دائما أن يكون نسخة من كارتر, كما أن بوش الابن تواري وأصبح لايقدم أي مشورة لأوباما بعدما أغرقه في فضائح وأزمات لانهاية لها. ويقول روبرت دواليك مؤلف كتاب جون كنيدي.. حياة لم تنته1917 1963 أن الكتاب يعد الأكثر أهمية لكل مهتم بالسياسة وماكان يحدث في كواليس البيت الأبيض, بينما يوضح ريتشارد نورتون سميث مؤلف كتاب البطريرك جورج واشنطن..والأمة الأمريكيةالجديدة أن المؤلفين اخترفا جدرانا سميكة من السرية وكشفا مفاجآت كبري للقراء. وهناك كتاب أخر شيق حول البيت الابيض عرضته صحيفة واشنطن تايمز أخيرا تحت عنوان كلمات من البيت الأبيض..العبارات الأكثر شعبية لرؤساء أمريكا للمؤلف بول ديكسون. يتضمن الكتاب نوادر وأشياء تميز رؤساء أمريكا ال44, حيث يشير إلي أن جيمس بوكانان يعد الرئيس الأمريكي الأول والأوحد الذي لم يتزوج كما أن جيمس جارفيلد هو أول رئيس أعسر,بينما يعد وليام ماكيلي أول رئيس يركب سيارة, وهربرت هوفر هو أول رئيس أمريكي يتحدث اللغة الصينية بطلاقة, وهاري ترومان هو أول رئيس يركب سيارة. يعرض الكتاب للكلمات والعبارات التي اشتهر بها رؤساء أمريكا حيث أطلق ريتشارد نيكسون علي نفسه مصطلح الرئيس الفوري وقال بعد انتخابه رئيسا: كنت نائب الرئيس الفوري وأصبحت الأن الرئيس الفوري لأمريكا. سرقة متسرعة كانت كلمات أحد مساعدي الرئيس ترومان في وصفهة لأي ضرائب ليست ضرورية تعرض علي الشعب الأمريكي. صفحة واحدة كانت دائما العبارة التي يشتهر بها نيكسون ومساعده, حيث كانا دائما يحملان ورقة واحدة تحتوي علي جميع المعلومات المتاحة عن أي قضية هامة. سوء فهم كانت كثيرا ماترد في خطابات الرئيس السابق جورج بوش في محاولة يائسة لتبرير أخطائه لشن الغزوات الاستعمارية علي الدول العربية والاسلامية. بينما ارتبطت خطب أوباما دائما بحلم التغيير. عرض الكتاب في الواشنطن تايمز جون كوين وهو كاتب خطابات سابق في البيت الأبيض. رابط دائم :