يصلون إلي قمة الشهرة.. يعقدون المؤتمرات.. تطاردهم عيون الصحفيين وعدسات الكاميرات أينما ذهبوا.. هكذا يكون حال مرشحي الرئاسة والرؤساء السابقين في دول العالم.. وما أن ينفض موسم الانتخابات ويسكن الرئيس الجديد القصر الجمهوري. يتواري هؤلاء عن الأنظار. وبالكاد نسمع أخبارهم بالصدفة.. هذا الأمر لا يتوقف عند مرشحي الرئاسة. بل أيضاً الوزراء وأعضاء البرلمان السابقين. مؤخراً وبعد أربعة أشهر من هزيمته أمام الرئيس باراك أوباما. كشف ميت رومني المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن خططه المستقبلية. وقال مستشار له إنه سينضم إلي شركة الاستثمار التي يملكها ابنه. حيث سيتولي منصب رئيس اللجنة التنفيذية لشركة سولاميري كابيتال. وشارك تاج رومني ابن المرشح السابق في تأسيس سولاميري عام 2008 مع إريك شويرمان وسبنسر زويك المسئول المالي لميت رومني في حملته الانتخابية في كل من 2008 و.2012 أما هيلاري كلينتون. وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة. حينما قررت اعتزال السياسة والاستقالة من منصبها فور تولي الرئيس باراك أوباما فترته الثانية. كانت علي ما يبدو قد خططت لمستقبلها بعد ذلك جيداً. فربما خسرت النفوذ ولكنها صوبت وجهتها نحو شيء أهم من ذلك بكثير. "المال". كلينتون. أصبحت الآن من المحاضرين الأعلي أجراً في العالم. فقد انضمت حديثاً إلي قائمة المحاضرين المرموقين مع زوجها الرئيس الأمريكي الأسبق. بيل كلينتون. والمستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرودر. والممثل الأمريكي أرنولد شوارزنيجر. هيلاري كلينتون علي ما يبدو خطت نفس طريق زوجها. الذي أصبح ثرياً بعد انتهاء فترة توليه منصب رئاسة الولاياتالمتحدة في يناير عام 2001. بفضل الأجور المرتفعة التي يتلقاها نظير إلقاء محاضرات في المحافل العامة. فقد بلغت ثروته التي كونها من هذا العمل وحده حتي نهاية عام 2011 حوالي 89 مليون دولار.. كما تفرغ بعد خروجه من السلطة لكتابة مذكراته وتأسيس مكتبته الرئاسية في أركنساس. هناك أيضاً من خرجوا من السلطة لكنهم مازالوا تحت أضواء النجومية ومنهم جيمي كارتر. وجورج بوش الأب وجورج بوش الابن.. كارتر "88 عاماً" يعتبر من أكثر الرؤساء الأمريكيين السابقين نشاطاً في التاريخ. واهتم بعد مغادرته البيت الأبيض بقضايا حقوق الإنسان. وعمل وسيطاً للسلام في كوريا الشمالية وهاييتي وغيرهما.. ومن خلال "مركز كارتر" استمرت جهوده لتحقيق السلام ونشر الديمقراطية ومكافحة الفقر والمرض.. وفاز بجائزة نوبل للسلام عام 2002 نتيجة للاتجاه الإنساني الذي اتبعه في حل الصراعات الدولية. أما جورج بوش الأب. فقد عاد إلي الحياه كمواطن عادي وافتتح مكتبة ومتحفاً عام 1997 يضمان الوثائق الرسمية والأوراق الخاصة خلال سنوات رئاسته. كما اتجه بوش الابن إلي تعلم الرسم وتخصص في رسم الكلاب. وجعلها الموضوع الرئيسي للوحاته. وفي عام 2004 أسس هو وبيل كلينتون صندوقاً للتبرعات لضحايا كارثة تسونامي آسيا. وإن كان الاثنان ظلت لهما علاقة بالبيت الأبيض. الأول عن طريق ابنه بوش الابن. والثاني عن طريق زوجته هيلاري كلينتون. توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تحول من داعية للحرب علي أفغانستان والعراق خلال فترة رئاسته للحكومة البريطانية إلي مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط بعد أن ترك منصبه. لعب بلير العديد من الأدوار "رجل دولة" عالمي. وحارس أفريقيا والزعيم الديني ورجل أعمال عالمي. بلير تزوج المال بعد السلطة. حيث سرت أقاويل حول الثروة التي جناها بعد تركه منصبه وقدرت بحوالي 20 مليون جنيه استرليني. وكشفت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية عن فضيحة تسهيل بلير عمل شركات خاصة خلال حربي أفغانستان والعراق. وتقاضيه خمسة ملايين استرليني في العام عن هذه العمليات. كما أن شركة توني بلير وشركاه للاستثمارات التجارية أبرمت عقوداً مع حكومات الكويت وقازاخستان وغيرهما. في حين يعمل بلير مستشاراً بأجر لمصرف الاستثمار الأمريكي "بي.جي.مورجن" ولشركة زيوريخ الدولية للتأمين. كما يتقاضي 100 ألف جنيه استرليني مقابل كل خطاب ومحاضرة يلقيها في المناسبات العامة. نيلسون مانديلا رمز الكفاح ضد العنصرية. بعد أن ترك السلطة عام 1999. أصبح سفيراً بمعني الكلمة لجنوب أفريقيا.. وارتبط ظهوره بعد التقاعد في الأغلب بمؤسسة مانديلا الخيرية التي أسسها. ومع بلوغه التاسعة والثمانين شكل مجموعة الحكماء التي تضم شخصيات قيادية عالمية لتقديم الخبرات والإرشادات بخصوص بعض أصعب المشاكل في العالم. ونذهب إلي فرنسا. فقد استحضر الرئيس السابق نيكولا ساركوزي إلي الأذهان صورة الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول. عندما قال إنه علي الرغم من عدم رغبته في العودة إلي عام السياسة من جديد. إلا أنه قد يضطر إلي العودة بسبب فشل وإخفاقات الرئيس الحالي فرانسوا هولاند. الذي هبطت شعبيته إلي 37% وهو معدل قياسي. وذلك في الوقت الذي يواصل فيه الاقتصاد الفرنسي ركوده. وتسود الأوساط الفرنسية تكهنات بأن ساركوزي قد يعود للمنافسة في انتخابات الرئاسة الفرنسية القادمة عام 2017 وقد زادت هذه التكهنات علي مدي الأشهر القليلة الماضية. وحتي الآن يلتزم ساركوزي الصمت بشأن طموحاته في العودة للمنافسة علي منصب الرئاسة من جديد. ومازال يواصل نشاطه في إلقاء المحاضرات بالمؤتمرات العالمية مثلما يفعل توني بلير. الأمر لا يتوقف فقط علي الرؤساء. بل يطال أعضاء البرلمان السابقين الذين يتجهون في الغالب بعد خروجهم من تحت قبة البرلمان إلي عالم البيزنس.. ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية مثلاً شكل مجموعة من أعضاء الكونجرس السابقين من منظمة لتبادل الخبرات والتعريف بالحقوق وتحقيق السلام بالحوار حول العالم.. وغيرهم يشكلون مكاتب استشارية للخدمات القانونية والاقتصادية وغيرها.