الصناعات اليدوية المتنوعة, أو الحرف الشعبية, تمثل جانبا تراثيا مهما من الثقافة المصرية, ولأهمية هذه الحرف كان لابد من اتباع الوسائل العلمية وتوفير الإمكانات للحفاظ عليها من الاندثار والعمل علي تنميتها وإيجاد أجيال جديدة تجيد التعامل معها علي أسس علمية تعتمد علي دراسات متخصصة, لأنها في النهاية ثروة اقتصادية وإرث حضاري يجب عدم التفريط فيه.. حول هذا الموضوع, كان لقاء ملحق الثقافة مع رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث بالهيئة العامة لقصور الثقافة, الشاعر مسعود شومان. بدأ شومان حديثه بقوله: القصور المتخصصة تحتضن التجارب الإبداعية, فقد جاءت فكرة إنشاء قصور ثقافية( متخصصة) في وقت يتجه فيه العالم أجمع نحو التخصص لتحقيق ناتج إيجابي ومؤثر في المجتمع, وذلك باكتشاف وتبن ورعاية المواهب النوعية المتميزة من بين فئات وشرائح المجتمع, والقيام بالتعميق الرأسي لا الأفقي لهذه المواهب في الموسيقي والغناء والمسرح والسينما والفنون التشكيلية, وثقافة وفنون الطفل وتكنولوجيا المعلومات ونوادي العلوم, والحرف الفنية والبيئية والتقليدية, من خلال قصر التذوق الفني بسيدي جابر بالإسكندرية, وقصر السينما بجاردن سيتي, وقصر الطفل بجاردن سيتي وكفر تصفا, وكفر الشرفا للحرف الفنية, والإبداع الفني بأكتوبر, وقصر الغوري للتراث. ويضيف شومان, أن الأمر لا يقتصر علي اكتشاف المواهب والتجارب الابداعية, والعمل البحثي في هذه المجالات النوعية المتخصصة فقط, بل والسعي نحو إيجاد كوادر نوعية ومتخصصة ومدربة في هذه المجالات, إن الفلكلور والموروث الذي تحتضنه القصور المتخصصة يلعب دورا بارزا في حوار وتواصل الشعوب والأمم والدول, باعتباره العرق المصري متأصل الجذور المقبول محليا وعالميا وعلميا, في الأدب والفن والحرفة, كما أنها تقدم خدمات ثقافية وفنية متنوعة لخدمة جمهور المستفيدين من الرواد البراعم والأطفال والكبار من الجنسين, وتوظيف هذه الأنشطة من أجل إبراز رسالتها المتخصصة( النوعية), حسب بيئة وموقع كل قصر. وفي سياق الحرص علي الحرف البيئية التقليدية, وإحيائها والحفاظ عليها من الاندثار, بالتدريب عليها وتطويرها والاستفادة بها في الحياة اليومية للفئة المستهدفة من السيدات.. تقول سميحة الكفراوي مديرة الإدارة العامة لثقافة المرأة بالهيئة: الحرف التقليدية هي حرف ومهن قديمة تتميز بجودة عالية في التقويم والتنفيذ والتشطيب, وتستمد مفرداتها الزخرفية من الفنون القديمة( الفرعونية, القبطية, الإسلامية, الشعبية), ونظرا لثراء زخارفها وألوانها وجودة تشطيبها وتوظيفها, فقد أعدت( فنون تراثية) توظف في جميع مجالات الحياة, وتري أن فنون الحرف التراثية تختلف عن الفنون المعاصرة في المجالات نفسها, لما تتميز به من طابع فني خاص تبعا لمفرداتها الزخرفية وألوانها وتوظيفها, وقد تستلزم خامات معينة لتنفيذ تصميمات تلك الحرف التراثية. ثم تشير د. دعاء عثمان مدير إدارة الفنون لثقافة المرأة, الي تنوع مجالات فنون الحرف التراثية من أشغال الخيامية, والخوص, والجريد, والنسيج وأشغال النحاس, والفخار الشعبي, والنحت علي الزلط, والإينامين اليدوي, والتشكيل بالخرز المسطح بالتطريز أو أشغال الحلي, والمجسم في الورد والمجسمات الفنية, والتشكيل بالعظم, وأشغال السيرما, وتؤكد أن الإدارة العامة لثقافة المرأة حرصت علي إحياء تلك الفنون الحرفية التراثية باستقرارها وتعاقب تعليمها عبر الأجيال, لما لها من طابع مصري مميز لثقافة المكان النابعة منه, وتوظيف الفن التراثي المعبر عن الهوية المصرية في الاحتياجات المستخدمة للأسرة المصرية. وقد أعدت الإدارة العامة لثقافة المرأة, كما تقول سميحة الكفراوي, خطة سنوية للتركيز علي إحياء فنون الحرف التراثية موزعة علي جميع الأقاليم بأنحاء الجمهورية, بجميع فروعها الثقافية, لتنفيذ دورات تدريبية( ورش فنية) للسيدات المتدربات من الفئة العمرية فوق الثمانية عشر عاما لملاءمة المستهدفات من التدريب للمجالات المطروحة تعليمهن من الصرف. الدكتور نبيل بهجت أستاذ المسرح بجامعة حلوان ورائد مسرح الأراجوز الشعبي, أن هناك شخصيات غنية في عروض الأراجوز منها: ابن الأراجوز ونفوسة زوجة الأراجوز وبخيتة أو الست قمر والفتوة وحمودة الأقرع والأستاذ والبربري والخواجة والعفريت والشاويش والحانوتي والداية, وفنان بالعافية الشيخ محمد وكلب السرايا والزبون واللص, والشحات وكثير غيرها, وتصنع الدمي من الخشب بواسطة الفنان المؤدي أو صانع محترف مثل محمد الفران, ويقدم الفن بواسطة عربة الأراجوز والبرفان والباردة أو البوردة والخيمة, ويحتاج العرض الي الفنان المؤدي والمساعد أو الملاغي, ويساعد الملاغي الفنان في الغناء ويشاركه في الحوار, وهو سريع البديهة في إيجاد المواقف المضحكة الكوميدية اللفظية أو الحركية, واستنطاق الجمهور واشراكهم في العرض, فالملاغي يغني أيضا ويحرك الدمي ويمثل ويرتجل النص في وقت واحد, مع صوت حسن والتحكم في اللهجات وتكوين الصوت واستحضار نبرات صوتية, وقدرة فائقة علي الارتجال والابداع المتجدد وجعله أدوات للمتعة والتواصل مع الجمهور, متأثرا بالبيئة المصرية الأصيلة وأدواتها اليومية. ويرتبط العرض بمساحات تسمح للجمهور بالتداخل فيه ومنها البداية الغنائية التي تعتمد علي محفوظات مشتركة بين الجانبين, وتتغير حسب الأغاني المنتشرة وقتها, ومعرفة الفنان ميول الجمهور موظفا لها في العرض معتمدا علي الطرومبيطة أو الطبلة مستحثا الجمهور علي الغناء معه لدمجه في الدور المعروض معتمدا علي الارتجال لإيجاد حالة من التجديد المستمر, وهو ما يسهم في إعادة الابداع من خلال الأداء وايجاد مساحات متخيلة تعتمد علي قدرة الفنان في تحريك عرائسه واحساسه بالزمن في داخل العرض. يقول الفنان سمير عبدالعظيم, إن عدد لوحات عربة الأراجوز81 لوحة أو نمرة تمثيلية, وذكر الفنان حسن سلطان ن هناك461 نمرة من خلال العروسة الشعبية, فالنمرة الغنائية ترتبط أحيانا بالضرب والطرد في تداخل آدمي مع الدمي بالحركة واللفظ ببساطة الشخصيات, ومنها نموذج نمرة زواج بالنبوت, وتدور حول رغبة الأراجوز في الزواج ومحاولة والد العروس خداعه, ونمرة الست اللي بتولد تدور حول ولادة فلفل الذي يطلب الزواج فور ولادته, ونمرة الأراجوز ومراته تدور حول مشكلاتنا الزوجية, ونمرة البربري حول طلبه العمل ونومه فور حصوله عليه والحانوتي النصاب, وحرامي الشنطة وحمودة وأخوه وجر شكل والفتوة الغلباوي وحرب بورسعيد وحرب اليهود والعفريت, وغيرها, حيث يلاحظ ارتباط النمر بالأحداث ممزوجة بالمعالجة الشعبية.