نبيل بهجت باحث فى التراث المصرى مهتم باستمرارية التراث الشعبى المصرى مثل خيال الظل و الأراجوز و الحكاوتية و صندوق الدنيا و الرقص الشعبى و الموسيقى الشعبية. والذى جدد من شكل الأراجوز كما أسس فرقة ومضة التى قدمت عروضا كتيرة فى الشوارع والحدائق والأحياء الشعبية وقدمت عروضا خارج مصر فى تونس وأمريكا ولاقت نجاحا كبيرا.الفرقة شاركت فى مهرجان «ابن عروس» فى مسرح الأطفال وفازت بثلث الجوائز. وشاركت الفرقة فى مهرجان اسيتاج فى مسرح الأطفال فى أمريكا. الفرقة تصمم عروض من التراث مستلهمة من الحاضر وتناقش موضوعات سياسية واجتماعية مهمة مثل أيام العصر المملوكى الذى يعتبر أقرب العصور للوجدان المصرى والبيئة المصرية. فرقة «ومضة» أسست مدرسة للالتحاق لمحبى تعليم الفنون الشعبية المنبثقة من التراث الشعبى المصرى العريق. وتقوم بتدريب الملتحق على طريقة تصنيع العرائس الشعبيه و ادوات العرض و طرق عمل عروض خيال الضل و الأراجوز. كما تقوم الفرقة بإنتاج الأفلام التسجيلية بها مواد وثائقية نادرة وعن موضوعات من التراث الشعبى وعن مشاهير مخايلية خيال الضل مثل حسن خنوفه و النمر و عم صابر المصرى أكبر أرجوزاتى فى مصر حيث تم إنتاج أكثر من 20 فيلما وثائقيا نادرا عن تاريخ الأراجوز المصرى ومراحل تطوره. نبيل بهجت صاحب الفرقة أسس أول مهرجان لخيال الضل والأراجوز بالتعاون بين منظمة اليونيسكو والفرقة كما أسس الملتقى الأول للعروسة الشعبية بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.كما قام نبيل بهجت بتوثيق تاريخ الأراجوز المصرى فى مؤلف ويوضح نبيل بهجت الدوافع التي حثته على إنجاز هذه الدراسة، كما يعرض لتجربته مع خيال الظل والأراجوز قائلاً: «لم تكن تجربتى مع الأراجوز وخيال الظل مجرد دراسة أتقدم بها لنيل درجة علمية أو أقدمها إلى القاريء، بل كانت تجربة حياة بدأت منذ عشر سنوات واستمرت حتى هذه اللحظة، أحيا بها ومعها محاولاً إعادة هذه الفنون إلى الحياة مرة أخرى، لإيمانى الشخصى بأن التراث الشعبى أحد مصادر تشكيل الوعى المصرى والتأريخ للذاكرة المصرية. إن رغبتى فى فهم العقلية المصرية ومصادر تكوينها وآليات اتخاذ القرار فيها دفعنى إلى الاهتمام بالتراث الشعبى كأحد أهم إبداعاتها، وتمت هذه التجربة فى إطار رصدي للواقع المصري والتحولات التى تطرأ عليه، فاختفاء النموذج المحلى لمصلحة النموذج الغربى يكرس لمفاهيم العجز وعدم الرضا عن الذات، ما يجعلنا تابعين لبعض الاستراتيجيات الاستعمارية التى ترانا سوقاً لمنتجاتها ومنجماً لموادها الخام، يغذّيها البعض بشعارات تربط الخلاص والتقدم بهذا الآخر، ويتلقى الإنسان البسيط تلك المفاهيم ليتخيّل أن جنة الله خلف المتوسط، ومن ثم يخاطر بنفسه وبحياته ليدخل تلك الجنة بشكل غير شرعي، إن حالفه الحظ ونجا من أمواجه العاتية. فلقد كان حضور هذا الآخر طاغيا بشكل أفقد الحياة معناها، ومن ثم كان شعار تجربتى: إن لدينا ما يستطيع أن يعبر عنا. واتخذت «ومضة» اسماً لفرقتى التى أسستها لإحياء هذه الفنون بمعنى بريق فى الظلام الدامس، لتلفت الأنظار إلى الإمكانات التي يملكها مجتمعنا للنهوض مرة أخرى». يشير بهجت إلى أن العروض التي قدمتها فرقة «ومضة» على مدار عشر سنوات تعتمد على الأراجوز وخيال الظل كلغة أساسية تمتزج بالراوي والغناء الشعبي والرقص الشعبي أحياناً، للإفادة من إمكانات الفرجة الشعبية لتحقيق حالة مسرحية مصرية نجحنا إلى حد كبير فى الوصول إليها. تاريخياً، يؤكد نبيل بهجت وجود فن الأراجوز فى الحياة المصرية منذ زمن بعيد، إذ أشار الرحّالة التركى أولياجيلي في كتابه إلى أحد الفنانين في القرن العاشر الهجري الذين كانوا يلاطفون المرضى بدمى خشبية فتتحسن حالتهم. كما قدّم علماء الحملة الفرنسية وصفاً مفصّلاً له جاء فيه: « شاهدنا في شوارع القاهرة عدة مرات رجالاً يلعبون الدُّمى، ويلقى هذا العرض الصغير إقبالاً كبيراً، والمسرح الذي يستخدم لذلك بالغ الصغر، يستطيع شخص واحد أن يحمله بسهولة. ويقف الممثل في المربع الخشبي الذي يمده بطريقة تمكّنه من رؤية المتفرجين من خلال فتحات صُنعت لهذا الغرض من دون أن يراه أحد ويمرّر دُماه عن طريق فتحات أخرى، أما باقي الشخوص فهي «ابن الأراجوز وزوجته «نفوسة» (يطلق عليها البعض زنوبة)، زوجته السمراء « بخيتة» (يطلق عليها الست قمر)، الفتوة، حمودة الأقرع وأخوه، الأستاذ، البربري، الخواجة، موشي ديان، العفريت، الطبيب، الشاويش، الحانوتي، الداية، فنان بالعافية «الشيخ محمد»، الشحات ويطلق عليه لاعب الأراجوز اسم «الشيخ»، كلب السرايا، الزبون، والد زوجته، اللص»، هذا بالإضافة إلى عدد من الشخوص نسمع عنها ولا نراها مثل عديلة في «الفتوة الغلباوي» ووالد الأراجوز في «الشحات». يوضح نبيل بهجت أن الدُّمى تصنع من الخشب، إما بواسطة الفنان المؤدي أو على صانع محترف، وآخر هؤلاء الصنّاع محمد الفران الذي توفى منذ أكثر من ثلاثين عاماً.يقدَّم فن الأراجوز من خلال عدد من الوسائط مثل عربة الأراجوز، البرفان، الباردة، الخيمة.وفي ما يتعلق بالعناصر البشرية فإن المؤلف يحصرها في «الفنان المؤدّي ومساعده الملاغي والجمهور، ويتحدّد على أساس وسيط العرض المساهمات البشرية في العروض، فالخيمة مثلاً لا يحتاج فنانها إلى «ملاغى» أو مساعد، على عكس البرفان والباردة، حيث يحتاج الفنان المؤدي إلى مساعد/ ملاغى. أما العربة فيحتاج أداء العروض فيها إلى أكثر من ذلك «فنان مؤدٍّ مساعد/ ملاغي عامل تذاكر/ فردان لتنظيم الدخول والخروج». وأحياناً يكون هناك أكثر من فنان مؤدِّ يتناوبون العمل داخل العربة». ويوضح نبيل بهجت دور الملاغي حيث يلعب الملاغي دوراً مهماً في إتمام عروض الأرجواز فهو «يشارك الفنان المؤدي في العزف كما يردّد الأغاني خلف الأراجوز ويحضّ الجمهور على الغناء ويشارك الأراجوز في الحوار، ويكرر بعض الكلمات التي تبدو غير واضحة بفعل الأمانة، ويساهم في خلق المواقف المضحكة سواء من خلال الكوميديا اللفظية أو الحركية، وله دور مهم في استنطاق المتفرجين وإشراكهم في العرض». ويعتبر «الملاغى» من أهم العناصر الأساسية لعروض الأراجوز. ولابدّ من أن يتّصف الفنان المؤدي بسرعة البديهة، فهو يغني ويحرك الدُّمى ويمثل ويرتجل النص في وقت واحد، وأن يكون ذا صوت حسن وقدرة على التحكم في أداء اللهجات المختلفة وتلوين الصوت واستحضار نبرات صوتية مختلفة، وقدرة فائقة على الارتجال والخلق الإبداعي المتجدد وتحويل أبسط الإمكانات إلى أدوات للمتعة والتواصل المستمر مع الجمهور تركت العديد من الفنون الشعبية آثارها على فن الأراجوز، ومن ذلك ما نجده في نمرة «الست اللي بتولد» في رواية صابر المصري إذ نرى تأثره بما كان يقدم من ألعاب «القرداتي»، إذ تعتمد إحدى نمره على أن يطلب من الحمار أن يختار أجمل بنت في الحلقة فيتقدم إليها وأنفه إلى وجهها فيضحك الفتاة والمشاهدين. ويختلف فنانو الأراجوز أنفسهم في تحديد عدد نمر الأراجوز ويحصر نبيل نمر الأراجوز التي جمعها من سبعة فنانين هم صلاح المصري، صابر شيكو، محمد كريمة، سيد الأسمر، سمير عبد العظيم، حسن سلطان وعم صابر المصري، ولم تخرج على النمر الآتية: «جواز بالنبوت» و«الاراجوز ومراته» و«الست اللي بتولد»و«الأراجوز ومراته السودة» و«حرامي الشنطة» و«البربري» و«الشحات» و«فنان بالعافية»و«الحانوتي النصاب» و«كلب السرايا» و«حمودة وأخوه» و«جر شكل» و«الفتوة الغلباوي» و«الاراجوز في سوق العصر» و«أراجوز في الجيش» و«حرب».