مصنع الغزل والنسيج بدمياط نموذج لقلعة إنتاجية انشأت في الخمسينيات علي مساحة150 فدانا وكان بمثابة واحد من أكبر قلاع الغزل والنسيج علي مستوي الجمهورية بإمكانياته الهائلة. حيث كان يعمل به أكثر من سبعة آلاف عامل ويقوم بتصدير منتجاته المتميزة إلي الكثير من دول العالم, ولكن الآن حال المصنع يدعو إلي الرثاء بعد أن تحول إلي ما يشبه الخرابة بسبب الإهمال وسوء الإدارة. يقول محمد حسن: رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالمصنع إن هناك مشكلات وتحديات كثيرة تواجه المصنع لعل أبرزها عدم توافر المواد الخام المستخدمة في الصناعة وخاصة القطن فمنذ سنوات قريبة كنا نقوم بتوفير كل استهلاكنا منه داخل مخازن الشركة وكانت ماكينات الإنتاج لا تتوقف وتعمل بكامل طاقتها, ولكن حاليا من الممكن ان تتوقف ماكينات العمل في أي لحظة لعدم توافر القطن وهي مشكلة شديدة الخطورة لأننا مرتبطون بعقود تصدير للعديد من الدول العربية والأوروبية حيث نقوم بتصدير المفروشات والأقمشة والغزول وذلك رغم تراجع معدل التصدير حاليا نظرا للظروف التي يمر بها المصنع, ونعاني أيضا نقص السيولة المالية حيث يتم تدبير رواتب العاملين بالمصنع بصعوبة بالغة نظرا لقلة الموارد المالية وأصبح إنتاج المصنع يملأ المخازن ويحتاج الي تصريفه, كما أن معظم رؤساء مجالس الإدارات المتعاقبة علي المصنع فوق السن القانونية حيث نحتاج الي ضخ دماء جديدة من الشباب حتي يستطيعوا بفكرهم الجديد النهوض بالمصنع الذي أصبح قاب قوسين أو أدني من الهبوط للهاوية فيكفي ما حدث للمصنع في ظل وجود احدي تلك القيادات عام2006 عندما قامت الشركة القابضة ببيع نحو30 فدانا من الشونة الرئيسية للمصنع لبنك مصر والبنك الأهلي وبيع2200 متر في المزاد العلني بحجة تسديد ديون المصنع وكانت بداية خصخصة المصنع, وذلك رغم الوقفات الاحتجاجية التي قمنا بها لإيقاف هذه المهزلة ولولا قيام الثورة لكان قطار الخصخصة قد دهس هذا المصنع الذي يعتبر قلعة من قلاع صناعة الغزل والنسيج بمصر. ويشير خالد شتا أمين صندوق النقابة الي تهالك وتقادم الماكينات الموجودة بالمصنع حيث كان آخر تحديث تم لوحدات مصنع النسيج عام1987, أما ماكينات مصنع الغزل فهي كما هي منذ إنشاء المصنع, والخدمات المقدمة للعاملين متدنية للغاية مثل أتوبيسات الشركة حيث يعمل حاليا من أسطولها نحو18 أتوبيسا فقط ومعظمها متهالك جدا, فضلا عن وجود12 أتوبيسا آخر انتهي عمره الإفتراضي ولا يعملون وأصبح العمال مهددون بالخطر في أي وقت مثلما حدث عام2005 وتوفي22 عاملا بالمصنع في حادث أليم بسبب تهالك أحد الأتوبيسات وانقلابه في أحد المصارف, فضلا عن ضعف الإمكانيات الطبية بمستشفي الشركة والذي رغم مبناها الضخم إلا أنه بدون أي امكانيات طبية رغم أنها منذ سنوات كانت تجري بها عمليات كبيرة وكانت تضم قسم للإستقبال ومعمل تحاليل وبنك دم, والآن أصبحت لا تقدم أي خدمات وتضطر الشركة لدفع مبالغ طائلة في التعاقد مع الأطباء لعلاج العمال رغم وجود تلك المستشفي العملاقة, ومن أهم المشكلات التي تواجهنا حاليا النقص الشديد في العمالة فبعد أن كان عدد العاملين نحو7000 عامل وفني وإداري في الثمانينات أصبحوا حاليا2560 فقط الأمر الذي ينعكس علي إنتاج المصنع وطالبنا كثيرا بحل تلك المشكلة لكن المسئولين بالشركة القابضة لم يهتموا بهذه الطلبات بل بالعكس ارسلوا إلينا مذكرة تطالب فقط بعدم زيادة أي حافز خلال الفترة المقبلة.