نظم المجمع الاعلامي بالزقازيق ندوة جماهيرية حول أزمة مياه النيل, أسبابها واحتمالات تطورها وتأثيرها علي مصر والسودان وكيفية الخروج منها.. قدم لها الإعلامي دسوقي عبدالله, محذرا من أن الأزمة خطيرة و مصر مهددة بالجفاف, فأثيوبيا قامت بتحويل مجري النيل الأزرق تمهيدا لإنشاء سد النهضة, الذي يؤثر سلبا علي حصة مصر من المياه. منناحيته أوضح عطية عيسوي خبير الشئون الافريقية ب الأهرام أن نهر النيل يعتمد علي مياه الهضبة الاثيوبية بنسبة85%, و هذا يدل علي خطورة أي تصرف تقدم عليه اثيوبيالأن النيل الأزرق يزود نهر النيل بأكثر من61 مليار متر مكعب في السنة. وأكد أن مواقف دول المنابع متناقضة, فمن ناحيه تصر علي عدم الإعتراف بالإتفاقيات المبرمة في عهد الاستعمار, بحجة أن هذه الاتفاقيات أبرمت و هي تحت الإحتلال.. إلا أن اثنتين منها هما أوغندا واثيوبيا أبرمتا اتفاقييتين مع مصر في أوائل التسعينيات تقضيان بعدم الاضرار بمصالح مصر والتعامل في مياه النيل وفقا لقواعد القانون والبنك الدوليين. وقال عطية عيسوي إن مصرتعتمد بشكل كامل علي نهر النيل علي عكس أثيوبيا, التي تهطل عليها الأمطار طوال العام بمعدل800 مليار متر مكعب, مقابل1.3 مليار متر مكعب فقط تسقط علي مصر, بينماالمياه الجوفيةالتي لا تتعدي1.4 مليار متر مكعب. وأضاف أن مبادرة حوض النيل لسنة1999 استهدفت الاستفادة بأكبر قدر من مياه النيل وعدم المساس بالحقوق التاريخية لمصر والسودان, أما اتفاقية عنتيبي فتنص علي إلغاء إتفاقيتي1929 و1959, وتقضي بإعادة تقسيم المياه بالتساوي بين دول النيل, الأمر الذي رفضته مصر و السودانلأنها بذلك تفقدهماالحقوق التاريخية المكتسبة. فاتفاقية1929 تعطي لمصر حق الإعتراض( الفيتو) علي أي مشروع يضر بحقوقها, أما إتفاقية1959 فتعطي لمصر55.5 مليار متر مكعب والسودان18.5 مليار متر مكعب. وأضاف أن سد النهضة سيخفض الكهرباء من السد العالي بنسبة20%-30%, ويخفض المياه القادمة الي مصر والسودان بما يتراوحبين9-18 مليار متر مكعب. و في حالة انهياره سيغرق أجزاء واسعة من السودان ويشكل ضغطا عليالسد العالي. ووصف العلاقات بين مصر و دول حوض النيل بالفاترة و المتوترة.. و أكد أن المفاوضات قد لا تنجح إلا بتقديم تنازلات من الجانب المصري والسوداني. واستبعد الخيار العسكري لحل الأزمة,كما أن اللجوء الي مجلس اللأمن الدولي ليس مضمون النتائج في ضوء وجود حلفاء لاثيوبيا لهم حق الفيتو,ومن ثم فإنه ليس أمامنا إلا التفاوض لتقليل حجم الخسائر. من ناحيته أكد اللواء أحمد عابدينرئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالشرقية في الندوة التي عقدت تحت اشراف علاء حنيش مدير المجمع وبرعاية السفير دكتور محمد بدرالدين رئيس الهيئة العامة للاستعلامات, أن الجميع مطالبون بالتعاون لحل المشكلة.