أن إنشاء سد النهضة الأثيوبى فكرة قديمة فى ملف الصراع العربى الإسرائيلى وبدأ التفكير بها قبل نكسة عام 1967 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. حيث بدأت الدراسات حول سد النهضة أو ما كان يعرف بسد الألفية منذ عام 1964 ، بواسطة مكتب الاستصلاح الأمريكي، في دراسة موسعة حددت 26 موقعًا لإنشاء السدود، أهمها أربعة سدود على النيل الأزرق، وحمل سد الألفية في تلك الدراسة اسم سد "بوردر" . ولكن الدراسات أكدت فيما بعد أن سد الألفية ( سد النهضة ) سلاح غير قابل للتنفيذ على أرض الواقع مثلما الحال بالنسبة للسلاح النووى الإسرائيلى ويرجع سبب ذلك إلى أن تربة أثيوبيا غير صالحة لإنشاء سدود،وأنه إذ تم إنشاء سد الألفية (النهضة) ، لكى يمثل تهديد مائى لمصر ، فاحتمالية صمود السد ورسوخة أقل بكثير وتكاد تكون معدومة مقارنة باحتمالية سقوطه وانهياره . وما يدعو إلى التساؤلالموقف الغامض للسودان والذى بدأ بالرفض والتحالف مع مصر ضد أثيوبيا ثم وفجأة التراجع عن قرار تجميد المشاركة فى مشروعات مبادرة حوض النيل وبدء العودة لدفع أقساطها ومساهمتها السنوية وكذلك احتمالية موافقتها على توقيع اتفاقية عنتيبى ، وكل ذلك رغم تأكيد الدراساتمؤخرا احتمالية انهيار السد إذا تم استكماله والذى أكد معه الخبراء احتمال غرق الخرطوم وتدهور خصوبة التربة الزراعية بالأراضى السودانية ، فهل السودان ستضحى بالخرطوم وفوقها خصوبة تربتها أم أنها تأكدت بشكل أو بآخر من عدم استكمال مشروع سد النهضة وأنه مجرد تهديد لمصر ؟ وفى أسوأ الظروف ، إذا تم استكمال بناء السد والذى لا أرجح حدوثه ، فأننا لدينا أطروحات أخرى لزيادة مصادرنا من المياه وتعويض أى عجز ويحضرنى تصريح لأبوزيد وزير الرى الأسبق والذى أوضح به أن معظم دول حوض النيل لديها أحواض أخري فرعية توفر لها مصادر إضافية ومنها الكونغو مثلا حيث يتواجد بها نهر الكونغو الذي يبلغ تصرفه 20 مرة تصرف نهر النيل ليلقي في المحيط الأطلنطي سنويا 1000 مليار متر مكعب من المياه ... ويفتح ذلك المجال لاستغلال جانب من هذا الفاقد إما عن طريق تحويل المجري إلي حوض النيل أو استثماره داخل الكونغو في توليد الطاقة الكهربائية. وذلك البديل لابد أن نبدأ به فى جميع الأحوال لزيادة حصتنا من المياه خاصة وأن مصر وطبقا لتصريحات وزير الرى تعانى فى الوقت الحالى من عجز مائى سنوى يصل إلى 7 مليارات متر مكعب ومن المعروف أنه سوف يزيد العجز المائى المصرى مع الزيادة السكانية بمصر . ولكن هذا البديل لابد أن نتقدم به جنبا إلى جنب مع الحفاظ على حصتنا الأساسية التاريخية من المياة من خلال اللجوء إلى التحكيم الدولى والذى يلزم الجانب الأثيوبى بعدم الاضرار بحصة مصر الموثقة فى اتفاقيات ومعاهدات دولية والالتزام بعدم تعريض السد العالى وشمال أسوان للخطر أثر احتمالية انهيار سد النهضة إذا ما تم استكمال بناءه أو اللجوء إلى الخيار العسكرى كحل أخير . ولكنى استبعد استكمال إنشاء سد النهضة لأن أثيوبيا طبقا لآراء الخبراء تربتها غير صالحة لإنشاء السدود التى تعمل على إمتداد حزام الزلازل لحوض النيل وزيادة خطورة حدوثه لثقل وزن المياة على طبقات تربة ضعيفة وصخور هشة متشققة أثيوبية ، فسد النهضة الأثيوبى مجرد تهديد أمريكى لم تستطع تنفيذه منذ عقود وتجديدها للتهديد لشعورها بأن مصر بدأت الخروج من عباءتها وبسط سيطرتها من خلال العمل بخطوات ملموسة لتحقيق الأكتفاء الذاتى من القمح علما بأن مصر هى أكبر مستورد للقمح الأمريكى على مستوى العالم .... ونلتقى معا بمشيئة الله السبت القادم. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي