استيقظت مصر منذ أيام علي الخطوة الاستفزازية التي قامت بها حكومة إثيوبيا, بالبدء في تغيير مجري النيل الأزرق كبداية لمشروعها العملاق المسمي سد النهضة , وكانت هذه الخطوة بعد ساعات قليلة من مغادرة الرئيس محمد مرسي لأديس أبابا, بعد مشاركته في الاحتفال بالذكري الخمسين لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية التي كانت مصر هي المؤسس الرئيسي لها. وهذه الخطوة الإثيوبية الاستفزازية, لها مدلولات كثيرة, أهمها عدم الأخذ في الاعتبار لرد الفعل المصري علي مثل هذه الخطوة, خاصة أن هناك لجنة ثلاثية من مصر والسودان وإثيوبيا تقوم حاليا بوضع تقرير حول هذا المشروع, وأعتقد أن اللجنة قد انتهت فعلا من تقريرها, وتجيء الخطوة الإثيوبية كنوع من الاستباق لتقرير اللجنة لوضع مصر أمام الأمر الواقع, وهذا هو الأخطر في الموضوع أن تستهين إثيوبيا برد الفعل المصري إلي هذا المستوي.والمحزن في الأمر, أن ذلك يؤكد واقع مرير, بأن الدور المصري علي المستوي الإفريقي والإقليمي قد تضاءل, لدرجة أن تستهين إثيوبيا بمصر إلي هذه الدرجة, في حين أن جريدة الأهرام قد نشرت في صفحتها الأولي في العدد رقم52834 يوم6002/21/3( كما أحضرها للأهرام القاريء أحمد عبدالفتاح الخبير الأثري), نقلا عن وثيقة سرية للمخابرات البريطانية تم الكشف عنها بعد مرور05 سنة عليها, أن بريطانيا كانت قد وضعت خطة لتحويل مجري نهر النيل لقطع المياه عن مصر عام65 ردا علي قرار الزعيم جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس, إلا أن رئيس الوزراء البريطاني إيدن قد تراجع عن الخطة( خوفا من رد فعل الشعب المصري), وهذا هو ما نفتقده الآن, فإن بريطانيا العظمي عام65 تراجعت خوفا من رد الفعل الشعبي المصري, وإثيوبيا3102 استهانت بمصر ولم تضع في حساباتها هذا الرد, فأين تكمن المشكلة في قرار إثيوبيا أم في رد الفعل المصري؟ لمزيد من مقالات بقلم : حسين ثابت