في واحدة من حوادث الاختطاف المأساوية التي تحولت إلي مصدر للكسب السريع في ظل الانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد.. حيث ظهر نوع من المجرمين الجدد يرتكبون هذه الحوادث وينافسون العصابات الإجرامية المتخصصة في حوادث الإختطاف حيث شهدت قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بالمنيا حادث إختطاف طفل(6 سنوات) وبعد مرور3 أسابيع علي واقعة الإختطاف توصلت سلطات الأمن إلي مفاجاة من العيار الثقيل وهي أن المتهم بإختطاف الطفل جاره الذي يسكن في المنزل الملاصق لمنزل أسرة الطفل قام بإستدراج الطفل إلي منزله بعد أن طلب منه شراء معسل للشيشة وبعد وصول الطفل إلي داخل منزل جاره( المتهم) قام بإحتجازه داخل إحدي الغرف وقام بتوثيق يديه وقدميه بالحبال ووضع لاصقا طبيا علي فمه خشية من صراخ الطفل وإكتشاف واقعة الإختطاف ثم ترك المتهم الطفل داخل الحجرة وقام بالإتصال بوالد الطفل وطلب منه فدية مالية100 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه ثم خرج المتهم من بيته يستكشف أسرة الطفل لمعرفة ماذا يخططون وهل سيبلغون أجهزة الأمن بواقعة إختطاف طفلهم؟! وتظاهر المتهم بالقلق والخوف علي الطفل المختطف وبعد مساومات بين المتهم وأسرة الطفل تم التوصل إلي تخفيض الفدية إلي30 ألف جنيه وبعد رجوع المتهم إلي منزله في نفس يوم واقعة الإختطاف فوجئ بالطفل جثة هامدة بعد إختناقه من اللاصق الطبي وفي محاولة من المتهم لإخفاء جريمته قام بوضع جثة الطفل داخل غرفة الصرف الصحي بمنزله وقد التقي الاهرام بوالدة الطفل وقالت وهي تبكي إعدموا الجاني فقد حرمني من طفلي الوحيد ترجع أحداث الواقعة إلي إلي يوم6 من شهر مايو الماضي الموافق يوم الإحتفال بشم النسيم عندما تلقي اللواء أحمد سليمان مدير أمن المنيا إخطارا من العقيد محمد عبدالعظيم رئيس فرع البحث الجنائي لقطاع جنوبالمنيا بإختفاء الطفل كيرلس يوسف سعد قلاده(6 سنوات) من مسقط رأسه بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس حيث تلقي والده إتصالا تليفونيا من مجهول يطالبه بفدية100 ألف جنيه مقابل إطلاق سراح نجله والتهديد بقتله في حالة إبلاغ أجهزة الأمن تم تشكيل فريق بحث جنائي ضم المقدم محمود حسن مشهور رئيس مباحث مركز شرطة ديرمواس والرائد مصطفي النمر معاون المباحث برئاسة العميد محمود عفيفي رئيس مباحث المنيا كما أن والد الطفل مزارعا بسيطا ولا يمتلك ثروة حتي يتم إختطاف نجله كما تمكن فريق البحث من كشف لغز واقعة اختطاف الطفل وتوصلت التحريات إلي أن المتهم يدعي أحمد عبدالمنعم عبدالسلام محمد(32 سنة) والذي يقيم في المنزل المجاورة لأسرة الطفل المختطف حيث أكدت خالة الطفل المختطف أنها شاهدته في أثناء وقوفها في شرفة منزلها يدخل منزل جاره ولم يخرج منه وتمكن النقيب ابرهيم عادل معاون مباحث ديرمواس من القبض عليه كما أشارت التحريات أن الطفل المختطف هو الأبن الوحيد لوالده وله شقيقة تدعي مريم(3 سنوات). وفي التحقيقات التي باشرها طاهر ابوزيد وكيل نيابة ديرمواس تحت إشراف المستشار تامر فاروق المحامي العام الأول لنيابات جنوبالمنيا قرر المتهم أنه إرتكب الحادث بالإشتراك مع3 من أصدقائه من نفس القرية لتقسيم مبلغ الفدية فيما بينهم وأن دوره إقتصر علي إستدراج الطفل إلي المنزل بعد أن طلب منه شراء علبة معسل ثم قام بإحتجاز الطفل داخل غرفة بالطابق الأرضي وقام بالإشتراك مع شركائه بوضع لاصق علي فمه خشية إفتضاح أمرهم وحتي لا يكشفهم صراخ الطفل وأن المتهم طلب من زوجته الذهاب إلي منزل والدها وقت الإختطاف حتي لا تشاهد الواقعة ولكنها شعرت فيما بعد بتورطه في إختطاف الطفل وهددته بفضح أمره وترك منزل الزوجية في حالة عدم عودة الطفل لأسرته ولكنه اقنعها بأن الطفل بحوزة شركائه وأنه سوف يحاول إقناعهم بإعادة الطفل خاصة بعد أن حصلوا علي مبلغ30 ألف جنيه فدية مالية وأضاف المتهم في إعترافاته أنه لم يكن يتوقع وفاة الطفل نتيجة وضع اللاصق علي فمه وأنفه وأنه قرر التخلص من جثة الطفل بإلقائها في غرفة الصرف الصحي بمنزله وإنخرط المتهم في نوبة بكاء في أثناء إعترافاته وهو يقول: جاري لا يستحق ما حدث له وان الشيطان واصدقاء السوء زينوا له التخطيط لإرتكاب جريمة الخطف دون ان يفكر في قتل الطفل وأنه قام بصرف نصيبه من الفدية علي تشطيب منزله الجديد وانه كان ينوي عودة الطفل لأسرته وترك المنزل الملاصق لأسرة الطفل والإنتقال إلي منزله الجديد الذي يبعد عن منازل أقارب الطفل. فقررت النيابة حبس المتهم علي ذمة القضية وضبط واحضار المتهمين الهاربين وصرحت بدفن جثة الطفل التي تم إستخراجها من غرفة الصرف الصحي بمنزل المتهم بمعرفة قوات الإنقاذ النهري. إعترافات المتهم أمام رجال المباحث جاءت متضاربة مع إعترافاته أمام النيابة حيث قرر أمام المباحث أنه إختلق قصة وجود شركاء معه في إرتكاب الجريمة لتخفيف العقوبة عليه وأنه إرتكب الجريمة بمفرده وانه كان يعلم ان الكنيسة سوف تقوم بسداد الفدية حيث لا يستطيع والد الطفل دفع الفدية وانه اوهم اسرة الطفل بانه سيكون الوسيط بينهم وبين الخاطفين وانه اختفي لمدة يومين بعد حصوله علي مبلغ30 ألف جنيه من اسرة الطفل لتوصيلها للخاطفين ثم عاد بدون الدراجة البخارية الخاصة بخال والد الطفل المختطف( عاطف لمعي سليمان حنا) التي إستقلها للذهاب للخاطفين واخبرهم بانهم الخاطفين إستولوا علي الدراجة البخارية والفدية وقاموا بالإعتداء عليه بالضرب وانه في اثناء مدة اختفائه اجري اتصالا هاتفيا باسرة الطفل وطلب منهم ابلاغ اسرته المتهم بسداد70 ألف جنيه فدية مقابل اطلاق سراحه في محاولة لإقناع اسرة الطفل انه تعرض هو الآخر لعملية اختطاف جديدة.