غاب الدكتور علاء عبد العزيز وزير الثقافة الجديد عن افتتاح الدورة35 للمعرض العام للفنانين التشكيليين مساء الأحد الماضي والذي أقيم تحت شعار الحوار بين الواقع والمأمول. والذي يستمر حتي25 يونيو المقبل بقصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية.. بعد أن أثار قراره بإلغاء افتتاح هذه الدورة حتي إشعار أخر, أو افتتاحه بعد إقصاء الأعمال التي وردت بعد الموعد المنصوص عليه في الاستمارة, مشاكل مع لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلي للثقافة, التي أصدرت بيانا شديد اللهجة, مفاده أن قرار الوزير من شأنه أن يؤدي إلي إرساء سابقة ستكون هي الأولي من نوعها, والتي ستتمثل في تأصيل ثقافة الإطاحة بآراء لجان الخبرة الفنية, المفوضة لإعداد المعارض والفعاليات المهمة, بما سيؤدي إلي فتح المجال أمام جميع من يرون أنهم أضيروا بعدم العرض ضمن هذه المعارض- وفقا لآراء لجان الفرز والتحكيم- للطعن علي نتائج الفرز والتحكيم المعتمدة من هذه اللجان بعد استيفاء آليات عملها, بالإضافة إلي انه الحدث الفني الأهم والأقوي علي الساحة المحلية صرح الدكتور صلاح المليجي رئيس القطاع الذي افتتح المعرض, بأنه تم اتخاذ كافه التدابير والاستعدادات اللازمة لظهور المعرض العام بشكل يليق بأهم حدث فني وأكبر ملتقي للفنانين التشكيليين المصريين, مشيرا إلي انطلاق المرحلة الأولي من الورش الفنية والبرنامج الثقافي الذي يصاحب وللمرة الأولي فعاليات المعرض العام, حيث يشارك في المعرض274 فنانا تشكيليا متميزا بحوالي351 عملا فنيا في جميع مجالات الفن التشكيلي تتنوع ما بين الرسم والنحت والتصوير والخزف والجرافيك والتصوير الضوئي والفوتوشوب. ويقول الدكتور حمدي أبو المعاطي نقيب التشكيليين: المعرض العام فاعلية تهم كل الفنانين وقد التقيت بوزير الثقافة السبت الماضي مؤكدا له انه لا يجب إرجاء افتتاح المعرض العام سواء للتحقق من الشكاوي المقدمة من بعض الفنانين او لوجود مخالفات في تطبيق اللائحة وكان هناك تجاوب شديد من الوزير واتفقنا علي أن يفتتح في الميعاد والتحقيق في الشكاوي واستبعاد الأعمال التي سلمت بعد الموعد, ولكن هناك فنانين لهم باع في الحركة التشكيلية ويعتبروا من الرعيل ولايجب ألا تمر أعمالهم علي اللجنة فكل منهم مسئول عن العمل الذي يشارك به ومن هنا حدث اللبس لأن اللجنة لم توضح ذلك, وعموما فأن التحقيق سيكون في الشكاوي وليس مع اللجنة كما يشاع, ويضيف دكتور أبو المعاطي: لا أري أن هناك توجهات معينة وأتقدم بالشكر لوزير الثقافة علي استجابته السريعة لافتتاح المعرض في موعده وعما حدث من لغط في افتتاح المعرض يقول الدكتور حمدي عبد الله رئيس لجنة الاختيار والتنسيق: رغبة التشكيليين في استكمال العرس الثقافي انتصرت في النهاية, توجت بعدم حذف الأعمال التي أشار إليها وزير الثقافة والتي كانت ستقلل من قيمة العرض الفني وبشهادة الجميع فان مستوي العارضين مشرف جدا وهو دليل علي صحة وتعافي الحركة الفنية والتي نأمل خلال الأعوام القادمة ان تزدهر بجهود الفنانين الرموز والشباب. يقول الدكتور أشرف رضا الأستاذ بكلية الفنون الجميلة: المعرض العام بالنسبة للفنانين يمثل عيدا لهم وما حدث مع الوزير اختلاف في التوجه وتقليل في تقدير قيمة الفنانين التشكيليين المصريين, وعدم وجود وزير الثقافة في الافتتاح وهو المسئول عن الفنون في مصر, ينتج عنه الكثير من اللغط ويفتح الباب للعديد من التساؤلات. تقول الدكتورة سهير عثمان الأستاذة بكلية الفنون التطبيقية: المعرض العام يعتبر ملتقي سنوي لكل فناني مصر وكان من المفترض ان يعزز الوزير هذا الحدث فلم يحدث من قبل ان تدخل الوزير في أمور أصغر من مهامه ويضيف الدكتور رضا عبد السلام: هذا المعرض يمثل بانوراما للفن التشكيلي المصري الحديث وهو فخر لنا جميعا, وكان من الأفضل أن يمد الوزير يده الي الفنانين ويقربهم منه بدلا من أخذ قرارات ومواقف تحدث حالة من الارتباك,فليس من حق الوزير التدخل في أعمال اللجنة مهما كانت التظلمات واللجنة لها الحق في إعادة تقييم الأعمال في الفرز الثاني أو حتي إعادة النظر في الأعمال التي قبلت.وعموما المعرض مستواه جيد ويقول الفنان طه القرني: وزير الثقافة الذي تم اختياره لابد ان يحمل مضمون الثقافة المصرية من خلال القدرة علي التواصل الثقافي العام وليس من خلال التواجد الوظيفي ويرجع عدم قبول المثقفين لشخصية الوزير لانفصاله سابقا عن الحركة الثقافية واحتفاظه بالشكل الاكاديمي بعيدا عن الحراك داخل الشارع ويقول الفنان والناقد عز الدين نجيب: اعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا للفنانين التشكيليين بعد نجاح إرادتهم الموحدة في فرض موقفهم وإرسال رسالتهم الي المجتمع من خلال معرضهم السنوي الذي أرادت السلطة الإدارية ان تمنعه في يوم افتتاحه, ربما تكون هذه سابقة تثبت ان ضمير الفنانين بخير وخاصة أن الأمر لا يتعلق بالسياسة او اتجاه معين وإنما بحرية الإبداع حتي ولو كان للوزير رأي مخالف في تنظيم الحدث فهو شأن يخص الفنانين وممثليهم في تنظيم الحدث من لجنة الاختيار والتنسيق ولابد من احترام قراراتها ايا كانت.