{ دائما وأبدا أرفض النظرة التشاؤمية في حياتي, وأنظر للحياة بتفاؤل دائم.. فما تهبط به السماء من نازلة تتلقفها الأرض بكل رحابة, فهي تحمل الأعباء وتذود عنا بكل ما أتاها الله من قوة, لكن من يتأمل أحوالنا هذه الأيام يكتوي بنار القهر والغيظ والمعاناة, فلو نظر الإنسان منا إلي الأحوال التي وصلنا إليها لن يجد لحظة من السعادة يحياها حتي ولو كانت قناعته الإيمانية ملء السماوات والأرض, فالأمر أصبح غير مرتبط بالسعادة بقدر ارتباطه بنظرية البقاء أو الوجود ولن نجامل أحدا, ولن نسعي لإرضاء فئة علي حساب أخري, أو ننضم إلي حزب المصفقين والهتيفة, ولن نفعل إلا بقول جحا المأثور: إن كان الكذب منجي فالصدق أولي.. وبها نقول إننا نفتقد إلي استراتيجية واضحة, سواء بالداخل أو بالخارج في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ونسير بخطي كسيرة غير واضحة المعالم, فالمواطن فينا أصبح كعصفور جريح يحيا في وكر هش, تعلوه الرياح لتقفز به إلي مكان سحيق. لا استقرار, ولا أمن, ولا أمان, فلدينا سياسات تعليمية مترنحة وأحوال صحية مريضة.. جيوب أصحاب الأسر خاوية وممزقة.. الشارع يغلي وينتظر مفاتيح الفرج.. الوجوه أصبحت عابسة ومكفهرة, لقد ضاعت الابتسامات وخيم الغم والهم وكثر اللغط والكذب. لا حل إلا بالمصارحة والمكاشفة, وعدم اللف والدوران, وإظهار الحقائق حتي ولو كانت سوداء اللون ومرة الطعم, فلن يفلح القائمون علي شئون البلاد إلا بالاعتراف الكامل بأن لهم شركاء في هذا الوطن, ولن ينجحوا إلا برفع أيديهم عن مؤسسات الدولة, والتوقف عن سياسات لي الذراع. وعلي الرئيس ترسيخ هذا المبدأ, ويكون حكما أصيلا للفصل بين السلطات, فلا يستمع إلي سياسة الجماعة, ولا يلتفت إلا لمصلحة وطن يغرق في مستنقع الصراعات الكريهة. لمزيد من مقالات سامى خيرالله