ظهرت علينا المخرجة المثيرة للجدل دائما إيناس الدغيدي بحوار لها علي صفحات احدي المجلات تحمل فيه العلاج السحري للقضاء علي ظاهرة التحرش الجنسي وهو نشر بيوت الدعارة في مصر كما كان يحدث قبل ثورة يوليو فهي تري أن مثل هذه البيوت ستقلل من الكبت لدي الشباب والأهم من ذلك أن نحميهم من بيوت البغاء غير المقننة، والتي يمكن أن تتحول إلى كارثة صحية لا يمكن تداركها، مطالبة بتقنين أوضاع بيوت الدعارة الموجودة بالفعل، ونحن نغض البصر عنها. المخرجة الشهيرة لم تجب علي أسئلة كثيرة مرتبطة بإنشاء هذا المشروع القومي منها : هل هذه البيوت ستكون تحت إشراف حكومي أم قطاع خاص بمعني أنه في بدايات القرن الماضي كان هناك رخصة لهذه البيوت وللعاملات فيه أيضا رخصة لضمان سلامة وجودة الخدمة وكان هناك رقابة صارمة ويتم عمل كشف دوري لهم في مستشفي الحوض المرصود أما الآن في ظل غياب الدولة هل سيكون هناك رقابة أم ستكون رقابة علي الورق فقط وهل سيتم طرح مناقصة كبيرة لإقامة المشروع القومي لبيوت البغاء وهل سيسمح للدول الأجنبية بدخول المناقصة ثم يرسو العطاء بالأمر المباشر علي قطر مثلا .. وهل سيتم فرض ضريبة علي هذه البيوت وما قيمتها ومن سيدفعها هل التاجر أم المستهلك ... وما هي وسيلة التعرف علي هذه البيوت هل عن طريق النت أم المحمول أم إعلانات الطرق ..وهل سيكون هناك تسعيرة بل سيكون طبقا للعرض والطلب .. وهل سيكون هناك خدمة "دليفري" ؟؟ ..أيضا هل سنعتمد علي الإنتاج المحلي أم سنتفتح باب الاستيراد من أوربا ومن هم المستوردون ؟؟ والسؤال الأهم للمخرجة إيناس الدغيدي هل تعتقدين أن حل كهذا يمكن أن يقام في أكبر بلد إسلامي وبلد الأزهر الشريف ، ولو كان هذا هو الحل من وجهة نظرك فلماذا ترتفع معدلات التحرش والاغتصاب في أمريكا وأوربا بالرغم من الترخيص لبيوت الدعارة هناك ؟ أن ظاهرة التحرش زادت في مصر خصوصا بعد الثورة واستمرار مسلسل الانفلات الأمني وبدلا من عمل قانون يغلظ العقوبة علي المتحرش دخلت القوى السياسية في تحرش أقصد نقاش فيما بينها للوصول إلي من هو السبب فالقوي الإسلامية تري أن البنت هي السبب فالفتاة المحجبة المحتشمة لا تتعرض للتحرش والقوي الثورية تري أن التحرش سببه منع الفتيات من التظاهر ونزول الميدان ولو قرأنا رأي أصحاب المشكلة تجد أن الفتيات يلقين باللوم علي الشباب وأيضا الشباب يلقي باللوم علي الفتيات . حتي باسم يوسف والذي يقال عن ميوله الأمريكية أعلن عن رغبته في أن تعيش ابنته 'نادية' وتكبر في مصر، لكنه تحفظ على سلوك الشارع في التعامل مع المرأة، معتبرا أن المجتمع المصري أصبح لا يحترم المرأة وتعد هذه الخطوة أولى بداية الانحدار. الحل في يد طرفي المشكلة الشاب والفتاة فعند جلوسك في "قعدة شباب " تجمع صبيان وبنات تجد أن القاموس المستخدم بينهما هو سيل من العبارات والكلمات والتي تربينا علي أنها قلة أدب مثل " نضرب سيجارتين .. ولد مز .. الموضوع فكس .. نضرب لنا عقدين عرفي .. وغيرها من قاموس شباب الألفية الثالثة مع إضافة سيل كبير من النكات الجنسية والتي قد يقولها الشاب وتسمعها الفتاة وتضحك عليها دون أدني حياء وقد يحدث العكس أيضا وتكون الفتاة هي من تقول هذه النكات .. يجب أن يكون هناك احتراما متبادلا بين الجنسين في البيت والجامعة والمدرسة والعمل وأن يعود كبرياء وهيبة الفتاة والتي لا تنقص من شأنها شيئا أما الشباب فيجب أن يعود زمن أولاد البلد الجدعان والذين لا يقبلون أن يتحرش أي شاب ببنت من منطقتهم أو أي منطقة أخري .. كفانا كلام دون الوصول لحلول فالكل يلقي اللوم علي الآخر ويدخل في مناقشات دون اتخاذ قرار أو إصدار قرار لمنع ظاهرة التحرش الجنسي رغم تفاقمها واحتلال مصر المركز الثاني في التحرش بعد أفغانستان والتي ترتدي فيه النساء "شادوري" لا يظهر أي جزء من جسم المرأة . لمزيد من مقالات عادل صبري