تنشق الأرض فجأة. ويخرج شخص بابتسامة ماكرة يلتصق بسيارتك منتظرا الحساب علي خدمة لم يقدمها هذا هو حال منادي السيارات المنتشرين في الشوارع والطرقات. وأصبحت مهنة المنادي المعروفة باسم السايس من أكثر المهن رواجا في المدن الكبري, وتحولت من مجرد رجل أو شاب يسترزق من أصحاب السيارات في إيقاف سيارته في مكان ما وحراستها في غيابه, إلي فرض سطوة علي شارع معين, بحيث يصبح الانتظار في هذا الشارع أو ذاك متعلقا بال سايس المختص. وأدت هذه السطوة إلي بدء ظاهرة الاحتكار, إذ لا يسمح لآخرين بمشاركة السايس في منطقته أو شارع خاصة بعد أن أعطت الاحياء لهم التصريح الحكومي بممارسة البلطجة من خلال دفتر صغير تؤول إليه ملكية المناطق العامة والشوارع وأماكن الانتظار العمومية التابعة له فقرر ممارسة سلطاته وحقوق ملكيته لأماكن انتظار السيارات, مقابل مادي محدد يوميا لوضع اليد علي الشوارع والطرق لاستغلالها جراجا للسيارات, وقد قسم الحي المساحات بالمتر, بمعدل لا يزيد علي04 مترا للواحد منهم, علي أن يورد كل منهم04 جنيها كل يوم في خزينة الحي والباقي حصيلة تذهب الي جيبه الخاص, وقد استغل هؤلاء السياس عدم وجود أماكن للانتظار محترمة وقاموا بزيادة التسعير, التي حددها الحي بثلاثة جنيهات للحي وأثنين للسايس وعمل تسعيرة خاصة به وهي خمسة جنيهات ومن يمتنع عن دفعها لا يترك سيارته وقد أصبحت هذه البلطجة سمة عامة في الشوارع والطرق ولا عزاء لمحدودي الدخل الذي اشتري سيارته للهروب من أسعار المواصلات التي ترتفع كل يوم عن الآخر ليواجه بأسعار بلطجة. محمد صابر منادي سيارات ترك عمله في تجارة زيوت السيارات ليعمل سايس يقول: ليس كل من يعمل في هذا المجال بلطجيا فهناك من لم يجد أمامه فرصة للعمل فلجأ الي الشارع للعمل سايس وهذا ليس عملا سهلا نحن برغم ما يقال عنا نعاني من الحملات التي يقوم بها قسم الشرطة حيث يأخذ العاطل بالباطل وكما تعطي المحافظة ترخيصا لسياس يعطي قسم الشرطة كارنيهات لبعض الأشخاص المعروفين لديهم. أما سايس آخر في62 يوليو يشترط علي صاحب السيارة5 جنيهات للوقوف في الحتة بتاعته وحمايتها بمنطقته من الثامنة صباحا حتي الرابعة عصرا وبرغم أن الدفتر الذي يحمله في يده حدد المبلغ ثلاثة جنيهات رسوم الانتظار في الشارع إلا أنه يطلب خمسة جنيهات والناس عجبها تركن مش عجبها تمشي عندما قلت له هذه إتاوة وقد يعتبرها البعض بلطجة قال متكبريش الموضوع ياأستاذة. أما منادي وسط البلد فتسعيرته أعلي بكثير من منادي الجيزة أو الجامعة أو شارع62 يوليو, فهناك الحساب بالساعة والدفع مقدم واللي مش عاجبه يروح يدور علي ركنة في الشوارع الجانبية يقول: زيزو منادي يقف أمام البنك المركزي أقف في هذا المكان منذ فترة طويلة وأعرف الزبون المريح من شكل العربية وفيه زبون يفضل يفاصل ويجادل وفي النهاية يعطيني جوز جنيهات ساعتها تبدأ الخناقات, المشكلة أن الناس مش عارفة أن عندنا مصاريف وبندفع للحي وخلافه وأنت ست العارفين. مهنة السايس أصبحت عبئا كبيرا يقع علي كاهل مالك السيارة كما تقول: منال لطفي محامية: كنت أظن أن السيارة سوف تحميني من بهدلة المواصلات لكن للأسف هناك بهدلة من نوع آخر فقد عرضتني السيارة الي مشكلات كثيرة لأني لا أجد مبررا واحدا لأن أدفع نقودا لشخص أخذ الشارع لحسابه الخاص حتي ولو كان معه ترخيص من الحي, لابد أن تضع الشرطة والمحافظة والحي الذي أعطي لهؤلاء شكلا رسميا لممارسة هذه النوعية من البلطجة.