مع الإرتفاع الشديد في الأسعار الذي نلمسه اليوم في كل ما حولنا للأسف ارتفع معها أسعار أشياء أخري وبدا من الصعب الوصول اليها وكأنك تنقب عن البترول فالابتسامة الآن وليست الضحكة أصبحت عملة صعبة زالت من علي وجوه المصريين وحل محلها العبوس والتكشير. وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال يبتسمون ويضحكون حوالي400 مرة في اليوم وإذا ما قارناهم بالكبار نجد أن الكبار يبتسمون14 مرة فقط في اليوم مع ان للابتسامة فوائد كثيرة جدا فهي تحمي وجة الانسان من التجاعيد فوجه الانسان به80 عضلة,وعندما نبتسم فنحن نستخدم14 عضلة فقط منها, ولا يؤثر علي شكل الوجه, ولكن إذا ما كان الوجه عبوسا فإن الناس تستخدم تقريبا كل عضلات الوجه مما يسبب له التجاعيد. وقد أجري أحد المستشفيات الجامعية في كاليفورنيا بحثا عن تعبيرات الوجه واكتشفوا أن لتعبيرات الوجه أثرا كبيرا علي إحساسات الأشخاص الذين أجري عليهم,فبدءوا في علاج مرضاهم والابتسامة علي وجوههم وبعد ثلاثة أيام فقط من معالجة المرضي المكتئبين بمساعدتهم علي الابتسام والضحك كانت نتيجة الشفاء ايجابية جدا وقد أكد خبراء التنمية البشرية أن الابتسامة هي أولي مباديء تكوين نظرة سليمة تجاه الأشياء فعليك أن تتجنب الأفكار السلبية التي تخطر علي بالك بمجرد استيقاظك من النوم حيث انها من الممكن أن تبرمج يومك بحيث تركز علي الامور الايجابية تقول د.داليا أنور خبيرة التنمية البشرية إن الابتسامة هي الحل الوحيد للخروج بمجتمعنا من الأزمة الحالية لأن الأبتسامة في وجه الآخر تبعث الهدوء والطمأنينة في وجه الشخص المبتسم وتعطي لعقله الفرصة للتفكير في أي موقف يمر به والابتسامة مثل العدوي تنتقل بسهولة من شخص لآخر, فمثلا نتخيل شخصا يجب أن يستيقظ مبكرا ليذهب الي عمله وقد أستيقظ وجهه عبوسا يحمل في عقله أمورا سلبية تجعل التكشير يملأ وجههه تخيل أنه وجد الماء مقطوعا سيذداد تكشيرا وعصبية ثم تخيل أنه نزل وركب سيارته ليجد أحدي العجلات تحتاج أن تتغير فاذداد كوبه امتلأ من العصبية واذداد وجهه تكشيرا لأنه تأخر أكثر عن عمله ومن الممكن أن يلغي له رئيسه اليوم بسبب تأخره وعندما أنهي تغيير العجل مشي بسيارتة ووجد من يضييق عليه الطريق ليسبقه وهنا امتليء الكوب علي اخره ونزل من سيارته ليتخانق مع سائق السيارة الأخري وهكذا هي حياتنا الان فهذا الشخص لم يفرغ كوبه المملوء عندما استيقظ واذا أفرغه كان لم يمتلأ الي فوهته وكان قد أستطاع أن يتحمل كل من قابله من مشاكل بصدر رحب وهذه حكاية أخري فقد كان هناك أحد الشبان الشغوفيين لمعرفة سر السعادة فنصحة أحدهم بزيارة قرية معينة في الصين بها رجل حكيم كبير في السن سيدله علي سر السعادة وبدون إضاعة وقت أستقل أول طائرة متوجهة للصين, وبالفعل وصل الشاب الي بيت الحكيم الصيني, وطرق الباب فتحت له سيدة كبيرة في السن ورحبت به وأخذته الي الصالون, وطلبت منه الانتظار, وطال انتظاره لأكثر من ثلاث ساعات أحس فيها بالغضب الشديد من أهمال صاحب البيت له وأخيرا ظهر الرجل الحكيم بمظهره البسيط,وملابسه المتواضعة جدا, وجلس بوقار إلي جانب الشاب وسأله وعلي وجهه ابتسامة عما كان يرغب فيتناول قليلا من الشاي. وكان الشاب في هذه اللحظة علي وشك الانفجار قائلا في نفسه لقد تركني هذا الرجل العجوز أكثر من ثلاث ساعات بمفردي وأخيرا حينما ظهر لم يعطني أي مبرر لتأخيره, ولم يعتذر عن ذلك, والآن يسألني بكل بساطة عما اذا كنت أرغب في تناول الشاي وبينما كان الشاب منهمكا في التفكير كان غضبه يزداد حتي سأله الرجل مرة أخري بهدوء هل تريد أن تتناول قليلا من الشاي, فرد عليه بعصبية نعم وعندما حضر الشاي كرر عليه الرجل نفس السؤال فقال الشاب نعم فصب الحكيم الشاي في الكوب الي أن امتلأ لآخره, وبدأ الشاي يسيل خارج الكوب ومازال الحكيم مستمرا في صب الشاي الي أن نهض الشاب واقفا وأنفجر في الرجل الحكيم قائلا ألا تري ان الكوب قد أمتلأ الي آخره وأن الشاي قد سال خارجه وملأ المكان فرد عليه الحكيم بابتسامة هادئة: أنا مسرور لأنك استطعت أن تقوم بالملاحظة ثم نهض الحكيم من مكانه قائلا لقد انتهت المقابلة, فصرخ الشاب في وجهه قائلا ماذا تقول لقد تكبدت عناء السفر وتركتني كل هذا الوقت في انتظارك وملأت المكان بالشاي وسال علي الأرض والآن تقول لي أنتهت المقابلة هل أنت تمزح معي فققال الرجل الحكيم أسمع يا بني: يجب أن تحضر لي مرة ثانية وكوبك خاليا فسأله الشاب عما يقصد بذلك فرد عليه الحكيم الصيني قائلا عندما يكون الكوب مملوءا بالشاي فلا يمكن أن يستوعب أكثر من ذلك, وبناء عليه اذا استمررت في أن تصب فيه أكثر مما يمكنه أن يستوعب فأنك ستتلف الكثير من الأشياء حولك, وهذا أيضا ينطبق عليك فانك عندما استمررت في غضبك أصبح كوبك مملوءا الي آخره,وأخذت تصب فيه أكثر الي أن أزداد غضبك, وأصبحت عصبيا أكثر من اللازم والنتيجة هنا أيضا عبارة عن خسارة كبيرة وبعد ذلك أوصله الي الباب وقال له: اذا أردت أن تكون سعيدا يا بني فتعلم كيف تتحكم في شعورك وتقديراتك وتأكد دائما أن كوبك فارغا فهذا هو سر السعادة. وهنا تأتي دور الأبتسامة في تفريغ الكوب المملوء فلو أنك استيقظت في الصباح بابتسامة شاعرا أن يومك سعيد متناسيا أي شيء مدندنا بأغاني قريبة الي قلبك فسوف تكون بدأت يومك وكوبك فارغا وسوف تبدأ يومك متحملا كل ما تقابله بنفس هادئة.