أيهما أفضل ..الأبتسامة .. ولا التكشيرة..؟؟ الله الله .. أحلي حاجة في الدنيا إبتسامه طبيعية طالعة من القلب تتهلل ببشاشة علي وجه إنسان .. أي إنسان.. والله الله .. لو كانت الإبتسامة من إنسان مصري بسيط .. وبصراحة أنا بادور عليها وباطلعها من الناس لأني بأكون في منتهي السعادة والمتعة مع كل إبتسامة مشرقة.. تومض للحظات تنفرج معها أسارير الوجه لتعكس السعادة في أبهج صورها وتضفي علي الوجه علامات الرضا التي تدل علي بساطة وطيبة الأنسان المصري صاحب القلب العاطفي .. الحمول .. السريع الأنفعال نحو الخير..!
وأقولكم : بتحصل إزاي..؟؟ أقربها إمبارح . . وأنا راكب سيارتي وفي مدخل شارع ضيق نسبيا وجدت أمامي شاب يركب دراجة كسر بها الي اليمين ليفسح لي الطريق وكان أمامه سيارة راكنة علي اليمين فتوقف رغم إندفاعه .. فما كان مني إلا أن توقفت أيضا وبإشارة من يدي أن يتفضل فأشار بيده هو الأخر فأشرت بإبتسامة تعبر عن إصراري أن يتقدم هو أولا.. فتقدم ووجهه تعلوه إبتسامة طبيعية تحمل في طياتها أسارير البهجة وملامح تعبرعلي مدي الأمتنان مع لفظ يخرج من شفتيه بتلقائية : الله يكرمك.. وأسرع بدراجته .. وأنا من خلفه أسير ببطء تملئني الغبطة والسعادة .. أيه رأيكم ..؟؟ وطبيعتي لا أحب إستعمال الكلاكس وأقود سيارتي ببطء خاصة داخل المدينة متهيئا للتوقف في أي لحظة منبها بالفلاشر لقائد السيارة خلفي بأني سأقف .. وعادة أفعلها لكي أعطي الفرصة لأي إنسان يحاول عبورالشارع من خلال تلاحم السيارات وأصرار قائديها علي أن لا يعطوا المشاه حقهم في عبور الطريق .. وبنفس الأبتسامة والأشارة باليد لكل من علي جانبي الطريق بالتفضل بالعبور وغالبا ما ألاحظ التردد والأندهاش من العابر كأنه مش مصدق إن ممكن سيارة تتوقف خصيصا لكي يعبر الطريق..!!
وعندما يقرر العبور تنتقل تعابيرالوجه من الدهشة الي لون من السعادة يرتسم بإبتسامة فيها معني الأمتنان مع تممات بالشكر وحركات متكررة باليد تحمل التحية وتأكيد الشكر.. كل هذا وهو يعبر الشارع ..!!
أرأيتم أطيب من هذا .. أرأيتم أعجب من هذا ..؟؟ كم من السعادة والأمتنان من إنسان تغيرت ملامح التجهم وإبتسامة المرارة أحيانا الي إبتسامة طبيعية صادقة .. لمجرد أنه لم يحصل سوي حقه الطبيعي في عبور الشارع..!!
أيه رأيكم ..؟؟ لمسات خفيفة تمثل حبات الندي في هذا الهجير الذي نحياه.. ولا تكلف الأنسان شيئ.. بل تنمي فينا الحب الغائب..!!
أجمل حاجة في الدنيا أن تقوم بفعل بسيط أو قول حسن تكون نتيجته شعور بالراحة والرضا.. والأجمل زرع إبتسامة علي وجه أي إنسان ..لتسري السعادة فينا ومن حولنا..!! ولا ننسي قول الحق سبحانه وتعالي "وقولوا للناس حسنا" وتعاليم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام "تبسمك في وجه أخيك صدقة" والأمثلة كثيرة ولن تكلفنا شيئ ..
إلقاء السلام علي عسكري المرور أو الحارس وأنت تبتسم له وتحييه مع عبارة الله يقويك.. أو ربنا يديك الصحة.. وهو يستحقها منا جميعا.. تخيل أثر هذه الكلمات البسيطة التي تخرج منك بحب وصدق.. تأكد أنها ستعمل عمل السحر وتنطبع عليك وعليه بالسعادة..وسيكون لها أثرها الطيب في المجتمع كله.. عجوز يحمل حملين ثقيلين وضعهما علي الأرض إلتماسا لبعض الراحة .. فيأتي من يساعده بحمل أحدهما عنه الي أن يصل الي مبتغاه.. هل تكلف شيئا ؟
بالعكس .. لقد إمتلئ المساعد بالرضا وامتلئ العجوز بالمتنان .. فهل هناك أعز من الرضا.. وأغلي من الأمتنان..؟؟ في حارتنا لمبة مكسورة .. وطبعا مطفية ومضلمة الحارة ثمنها قروش قليلة.. هل تتنظر الي ان نجمع هذا المبلغ البسيط من سكان الحارة ..؟ أذهب واشتري اللمبة وركبها ..وستري النتيجة بأم عينيك في هذا النور الذي شاع في الحارة .. وسيشيع معه الدعاء لمن قام بهذا .. قط ميت في الشارع ..وترك يوم أويومين ولم يقم أحد برفعه من مكانه.. هل ننتظر الي أن يأتي المختصون الذين لايأتون فيقومون برفعة .. كم سيكلفني ؟
لاأكثر من كيس ولو مستعمل يوضع فيه ويرمي جانبا أو في صندوق قمامة لو وجد.. ومثلها حجر يعوق المشاه أو بلاعة مفتوحة والكل ينتظر المختصين الذين غالبا لايأتون.. ولايهتمون..!! كم سيكلفني لو قمت بإزاحة الحجر..؟؟ وبعيدا عن الألتزام الديني في كل الأديان السماوية وننظر إليها كتصرف إنساني محض.. أنت تسكن في عمارة بها العديد من الشقق .. زجاج المدخل مكسور من مدة ولم يبادر أحد بإصلاحه .. كم سيكلفك لو قمت أنت بإصلاحه؟؟
ينطبق هذا علي زجاج شباك المكتب في المدرسة أو المستشفي أو أي مكان مخصص لخدمتنا .. لأنه من التجربة ، ومن الغير المعقول إنتظار المختصين الذين لايأتون..والمثل القديم بيقول بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم ..وهذا ينطبق علي كل شيئ يحتاج الي صيانة أو ترميم أو إصلاح أو إحلال.. خذ مثلا حنفية المياه الغير محكمة والتي تسرب قطرات المياه اللي اصبحت أغلي من البترول..!!
أيهما أفضل ؟ أن يبادر كل في محيطه لإصلاح العطب وصيانة الشيئ .. أم يترك ويهمل الي أن تحل الكارثة..!!؟؟ لو تخيل كل واحد منا وهو جالس في مقعده بالمترو أو الأتوبيس أن السيدة الواقفة.. أمه أو أخته ، والرجل المسن هو أبوه فكيف سيعامله ..؟؟
صدقوني كان هذا يحدث الي عهد قريب .. كنت تسمع فيه عبارات المجاملة والمفاضلة واللامؤاخذه ..!! لاتتركوا الأمور تتفاقم أكثر من هذا .. كلها سلوكيات بسيطة لن تكلفنا شيئ لكن ستعمل في الناس الطيبين مفعول السحر وخاصة عندما يتحول مكشر أفندي .. ومتجهم باشا ..الي باسم باشا .. وراضي أفندي .. وسعيد أخر سعادة..!! صدقني.. جرب .. وستري ..